وهم النسوية

جهاد الصاوي

  • 47

عقب انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية ظهرت ما يسمى الحركات التحررية في الولايات المتحدة، التي تنادي بتطبيق المساواة وانتهاء العبودية، وبرزت بالتوازي مع ذلك حركة جديدة تسمى "الحركةالنسوية Feiminism"

وهي حركة سياسية اجتماعية ظهرتْ للمطالبة بحق المرأة في الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وهو اتجاه تقوم فكرته على التمحور حول الأنثى والدعوة إلى الاستغناء التام عن الرجل ونصرة المرأة في صراعها معه كما يزعمون.

قديمًا كانت النظرة العامة السائدة للمرأة في المجتمع الغربي -الذي نبعت منه الحركة النسوية- نظرة احتقار وازدراء، وكانت المرأة ممنوعة من التصرف في أي شيء، وهي تحت سلطة الرجل بصورة مطلقة، كانت لا تستطيع الدفاع عن نفسها أمام القضاء، كما كان تعليم المرأة نوعًا من الإهانة.

لقد تعددت الأسباب المؤدية للنظرة الدونية للمرأة وقتها؛ فمنها نظرة الفلاسفة للمرأة كأرسطو الذي اعتبر الأنوثة تشوه، ونظرة رجال الكنيسة للمرأة وأنها باب الشيطان، وشر لابد منه، واليهودية التي تَعد الفتاة في مرتبة الخدم، وللأب الحق في بيعها وهي قاصر، فدفع هذا الواقع المرأة للخروج على كل مقدس عندهم.

وعلى هذا فإن الدعوة إلى تحرير المرأة الغربية كانت نتيجة طبيعة متوقعة لقاء ما واجهته من ظلم، ولكنها كي تخرج من هذا الظلم دخلت في ظلم آخر بأن أصبحت تحارب فطرتها بمنافسته الرجل وطلبها المساواة الكاملة!

الغريب في الأمر أنهن يطالبن بالمساواة حتى بما يخالف فطرتهن، لكن عندما يتعلق الأمر بالامتيازات فإنهن يقلن بكل سرور بأنهن خاضعات للهرمونات ويستشهدن بالعوامل البيولوجية.

بذرة غُرست وامتدت جذورها دون أن نشعر، وها هو عُودُها قد اشتد، وأثمر، فكانت النتائج ما نراه من ضياع فتيات وشبان المسلمين، وتفكك الأسرة المسلمة.

الحل لمواجهة هذه الظاهرة يكمن في التربية السوية لفتياتنا منذ نعومة أظفارهن، وتعليمهن أن النساء شقائق الرجال، كما قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وكما أن هناك حقوقًا فهناك واجبات، وأن إسلامنا أكرم المرأة حينما جعل القوامة للرجل، فيتحمل الأعباء الشاقة، والعمل لساعات خارج المنزل، فأُلزم بالنفقة على زوجته وأهله، فأصبحت المرأة مُكرمة في بيت زوجها، كما أن لها ذمة مالية خاصة بها، لا يحق للرجل أن يتدخل فيها، وفي نفس الوقت فهي راعية ومسئولة عن بيتها وعن أبناء زوجها وعن ماله.

إذا استطعنا أن نزرع كل هذه القيم في فتياتنا منذ الطفولة فبلاشك سننجح في محاربة هذه الأفكار الهدامة التي لا تستقيم مع ديننا وليس لها مكان بيننا.