إعلام الأسرى: الاحتلال يتحمل مسؤولية ارتقاء عشرات الأسرى بعد تحررهم

  • 28

أصبح من المعتاد بين الحين والآخر أن نسمع عن وفاة أسير محرر بعد إطلاق سراحه من سجون الاحتلال بأسابيع أو أشهر أو حتى سنوات، قد يكون الحدث طبيعياً، ولكن كافة المعطيات والحقائق تؤكد بأن الأمر له ارتباط مباشر بالظروف التي عاشها هذا الأسير خلال فترة اعتقاله لدى الاحتلال.


مكتب إعلام الأسرى سلط الضوء على هذه القضية المهمة، بعد ارتقاء الأسير المحرر "إيهاب زيد الكيلاني" 40 عاماً من نابلس اليوم بعد شهر من الإفراج عنه من سجون الاحتلال نتيجة اصابته بمرض السرطان وتعرضه للإهمال الطبي المتعمد الأمر الذي فاقم من تدنى وضعه الصحي، وتغلغل المرض في جسده ولم تجرى له أي فحوصات أو عرض على أطباء مختصين طوال فترة اعتقاله الأخيرة التي امتدت لستة أشهر.


وكشف إعلام الأسرى أن "الكيلانى" أب لأربعة لأطفال وأسير محرر كان اعتقل عدة مرات وأمضى ما مجموعه 4 سنوات ونصف في سجون الاحتلال معظمها كانت رهنّ الاعتقال الإداريّ، وآخر اعتقال له كان في شهر أكتوبر من العام الماضي 2021، وصدر بحقه قرار اعتقال إداري لمدة 6 شهور، وأفرج عنه في شهر نيسان الماضي، ولم يجدد له على غير العادة.


وأشار إعلام الأسرى، إلى أن الكيلانى بدت عليه علامات الإرهاق والتعب خلال فترة اعتقاله الأخيرة ولم يتخذ الاحتلال الإجراءات المناسبة للكشف عن سبب تراجع وضعه الصحي، الأمر الذى أدى الى تراجعه بشكل واضح في الأيام الأخيرة من الاعتقال، وحين أفرج عنه بأيام اكتشف إصابته بالسّرطان واليوم ارتقى شهيداً بعد معاناة مع المرض الخبيث .


 وحمّل إعلام الأسرى، سلطات الاحتلال وإدارة السجون، المسؤولية الكاملة، عن وفاته، ليُضاف إلى العشرات من المحررين الذين ارتقوا خلال السنوات الماضية نتيجة الأمراض التي أصيبوا بها خلال فترة الاعتقال دون تقديم أي علاجات مناسبة أو رعاية طبية حقيقة لهم.


وكشف عن أنه خلال العام الماضي ارتقى أسيرين محررين نتيجة الأمراض التي عانوا منها خلال فترة الاعتقال وهما الأسير المحرر محمد عايد صلاح الدين 20 عاما من بلدة حزما قضاء القدس بعد 4 شهور فقط من الافراج عنه نتيجة معاناته من مرض السرطان الذي أصيب به خلال اعتقاله في سجون الاحتلال.


وكان الفقيد "صلاح الدين" قد اعتقل في نيسان من العام 2019 وصدر بحقه حكما بالسجن لمدة عامين، وبعد مرور عام وشهرين على اعتقاله تراجعت صحته، وبدأ يعاني من انتفاخ في يديه وقدميه، وحين عرضه على طبيب السجن أخبره انها كتلة دهنية وقدم له مسكن الاكامول فقط الأمر الذي أدى الى تردي وضعه الصحي بشكل كبير ولم يعد يتحمل الألم، مما اضطر الاحتلال لنقله الى مستشفى الرملة حيث تبين أنه مصاب بمرض السرطان في النخاع في مرحلة متقدمة نتيجة عدم رعايته او إجراء فحوصات عاجلة له.


وبعد مرور 16 شهراً على اعتقاله وافق الاحتلال على إطلاق سراحه في أغسطس 2020 بشكل استثنائي بعد تراجع وضعه الصحي بشكل كبير نتيجة تغلغل مرض السرطان في جسده، وبعد تحرره تنقل بين المستشفيات في محاولة للتخفيف من آلامه، حيث تراجعت صحته بشكل كبير وتوفي في يناير من العام الماضي نتيجة إصابته بالسرطان في سجون الاحتلال، مما يحمل الاحتلال المسئولية الكاملة عن وفاته نتيجة المماطلة في تقديم الرعاية والعلاج له.


كذلك توفي الأسير المحرر "حسين محمد المسالمة" 40 عاماً من بيت لحم، بعد شهر واحد من نقله من الاعتقال بمستشفيات الاحتلال الى مستشفى في الضفة الغربية، بعد أن أمضى 19 عاماً متواصلة في سجون الاحتلال ، أصيب خلالها بمرض السرطان في الدم.


المسالمة كان اعتقل عام 2002 وصدر بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة 20 عاماً، وقد تعرض لجريمة ممنهجة متعمدة من قبل الاحتلال الذي تركته فريسه للمرض ينهش في جسده طوال سنوات اعتقاله، إلى أن وصل وضعه الصحي آخر عامين إلى مستويات متدنية اضطر الاحتلال معها لنقله إلى المستشفى وإجراء تحاليل وفحوصات مخبرية أكدت أنه مصاب بمرض السرطان في الدم وفي مراحل متقدمة ورفض الاحتلال إطلاق سراحه بشكل استثنائي أكثر من مرة في حينه.  


وبعد مماطلات متعددة قرر الإفراج عنه في شهر فبراير من العام 2021 بعد أن تأكد تماماً أنه لن ينجو من هذا المرض الخطير، لذا قرر عدم تحمله مسؤولية وفاته خلف القضبان، ولكن خطورة حالته لم تسمح بنقله الى مستشفى فلسطيني وبقي في مستشفيات الاحتلال تحت العناية المكثفة بين الحياة والموت، حيث قبع فيها 7 شهور، وفي شهر أغسطس قرر الاحتلال نقله إلى مستشفيات الضفة لم يمكث بها سوى شهر واحد حيث ارتقى شهيدا في شهر سبتمبر بعد 19 عاماً قضاها في سجون الاحتلال.


من جانبه، قال الباحث رياض الأشقر، مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى: إن الاحتلال مسئول بشكل مباشر عن وفاة المئات من الأسرى بعد التحرر بأيام أو شهور أو سنوات بسبب آثار التعذيب وظروف السجن وسياسة الإهمال الطبي المتبعة في السجون الإسرائيلية ، والذين كان آخرهم الأسير المحرر الفقيد  "إيهاب الكيلانى".


وأضاف أن هذه السياسة ليست عشوائية انما سياسة ممنهجة مع الأسرى تؤدي الى قتلهم بشكل غير مباشر بعد التحرر حتى لا يتحمل مسئولية وفاتهم خلف القضبان، واعتبر سياسة الإهمال الطبي التي يتبعها الاحتلال المسؤولة الأولى عن وفاة المئات من الأسرى المحررين؛ حيث يتركهم الاحتلال لسنوات دون علاج أو رعاية طبية أو فحوصات حقيقية، بحيث تتغلغل الأمراض في أجسادهم، وبعد الإفراج عنهم بفترات متفاوتة يبدأ ظهور أعراض هذه الأمراض بعد أن تكون قد تمكنت منهم بشكل كبير، ولا يفلح معها العلاج ، وهذا ما حدث مع الفقيد  "حسين المسالمة" وصلاح الدين والفقيد جعفر عوض وأشرف أبوذريع والفقيد زهير لبادة والشهيد حسن الترابي وغيرهم ممن قضوا بعد إطلاق سراحهم بأيام وشهور .


وطالب إعلام الأسرى، اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، بالتدخل للوقوف على حالة الأسرى المرضى والتحقيق في طبيعة الرعاية الطبية المقدمة لهم وظروف اعتقالهم في سجون الاحتلال طبقاً لاتفاقيات جنيف ووقف سياسة الموت التي يتعرض لها الاسرى المرضى في سجون الاحتلال.

  • كلمات دليلية
  • فلسطين المحتلة