طلقة كاشفة

صفية محمود

  • 96

من بنادق جيش الاحتلال اندفعت طلقة ظالمة -كعادته- لتستقر في رأس صحفية كانت تنقل للعالم صورة من الاعتداء والظلم الذي يُمارَس تجاه أهل فلسطين على مرأى من نظام دولي عالمي لا يعترف سوى بالقوة وحسب، وخلف تلك القوة تسير المواثيق والقوانين الدُولية، وقرارات مجلس الأمن وغيره من المنظمات أو الهيئات الدولية، كانت طلقة متفجرة هشمت جمجمتها تماما، لتنقلها رقما زائدا لعِداد الضحايا الذين يتزايدون كل يوم تحت نيران العدوان القائم في فلسطين، والذي لا يفرق بين كبار وأطفال وعُزَّل ونساء، ولا حتى صحفيين؛ لتكشف تلك الطلقة عن بشاعة عدوان اليهود في جنين، والقدس، والخليل وغزة، وكل جراح فلسطين النازفة، منذ بدء العدوان الغاصب عليها، وتكشف أيضا كيف تغض دول العالم الطرف عما يجري هناك!!

 وتكشف هذه الطلقة عن حقيقة أخرى صادمة طالما بُح في بيانها صوت الدعاة أن هناك غزوًا أبشع من غزو الأراضي والأوطان هو غزو الأفكار والعقائد، تمييع متعمد يُعمل عليه من زمن لإزاحة المعتقدات الفاصلة بين الإيمان والكفر، وإخراج جيل هجين فكريًا، يمهد الطريق لقبول فكرة الدين الإبراهيمي حتى يسوي بين المِلل المتعارضة فيدخل في المسلمين من ليس منهم من جهة، ليَخْرُج في مقابلها فكر منحرف يفرق بين المسلمين ويُجْرِي عليهم أحكام الكافرين، فيوقعوا المسلمين بين التمييع العقدي من جهة والتشديد والانحراف من جهة أخرى فيتحقق المراد من الإبادة الفكرية المنظمة للعقائد الإسلامية التي هي بالأساس عماد الدين وأصله، ولعل هذه الطلقة الكاشفة تكون قد أنارت الساحة في الأيام الماضية حتى نعلم كدعاة وحاملي راية مواطن الخلل وأين نضع أقدامنا في خطوات الإصلاح في مجتمع المسلمين للعودة بأنفسنا وبهم لما كان عليه الإسلام في سنين التمكين والقوة.