خبير تربوي: لابد من الاعتدال وعدم التسلط أو العسكرة في معاملة الأطفال

  • 43
أرشيفية

شدد الكاتب عصام حسنين، على ضرورة الاعتدال في معاملة الأطفال لحل مشكلة العناد، مشيرًا إلى أهمية أن مطالب الأبوين من الطفل ممكنة التنفيذ، ومناسبة لواقعه؛ فمثلًا: بعض الأمهات خوفًا على الطفل تريد منه أن يلبس ثوبًا معينًا فوق ملابسه، أو يأخذ معه مظلة (شمسية)، وهو لا يحب ذلك، أو قد يتعرَّض للانتقاد من أقرانه، ونحو ذلك؛ فعندئذٍ لا ينبغي أن يُجبر الولدُ على ذلك، وإنما يُعالج هذا التخوّف عليه بطريقة أخرى واقعية، أي: (تُعينه على البر).

وحذر الكاتب في مقال له نشرته الفتح،  من التسلُّط والعسكرة في الأمر والنهي، مضيفًا أنه لابد من أن يكون الأمر والنهي برفق، وفي حدود المستطاع؛ فالله تعالى لا يكلِّف نفسًا إلا وُسعها وطاقتها.

وتباع: والقدرة مناط التكليف، قال عمر رضي الله عنه: "إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع"، وأن يكون ذلك لمصلحة الطفل، وليس تسلطًا عليه؛ بزعم أن يكون مطيعًا لوالديه في كل شيء، وللأسف هناك مِن الأمهات مَن تفعل ذلك؛ ولا تدري أنها ترتكب جُرمًا عظيمًا في حقِّ طفلها؛ وأنها تُفقده شخصيته، وتضعفه، بل وتُذيبها، فينشأ معدوم الشخصية، يتسلط عليه الآخرون حتى زوجته فيما بعد؛ بل لا بد من التربية على قوة الشخصية والصلابة في الحقِّ، والإصرار والصمود من أجل تحقيق أهدافه وغاياته المحمودة كما سبق بيانه، لا أن تُميت فيه هذه الأخلاق النبيلة؛ فمثلًا: طفل لا يحب نوعًا معينًا من الطعام؛ فتصمم الأم أو الأب على أن يأكله قسرًا، فمن هنا ينشأ الرفض والمخالفة (العناد)، ثم ينمو هذا السلوك مع كثرة الأوامر الخاطئة، حتى يكون عنادًا مَرَضِيًّا يحتاج إلى علاج! فلِمَ نفعل ذلك بأيدينا ثم بعد ذلك نشتكي ونقول: طفلي عنيد؟!  

وأوضح حسنين أنه لابد من تنفيذ مطالبه النافعة له في حدود الممكن أيضًا، بعيدًا عن التدليل الزائد بتنفيذ جميع ما يطلبه، وإن كان خطأً.