غريب أبو الحسن يوضح مخاطر "بُخل اللسان" وأهمية الحب في حياة المسلمين

  • 905
غريب أبو الحسن، عضو الهيئة العليا والمجلس الرئاسي لحزب النور

قال غريب أبو الحسن، عضو الهيئة العليا والمجلس الرئاسي لحزب النور، إن ليس كل البخل بخل بالمال، بل هناك أنواع عديدة من البخل؛ مضيفًا أن هناك البخل بالمشاعر، والبخل بالعطف، والبخل بالحنان، وهناك بخل العين فلا تنظر بشفقةٍ ولا حب، وهناك بخل اليد فلا تمس برفق، ولا تربت باطمئنان، وهناك بخل الأذن، فلا تسمع البث ولا تلتفت للشكوى.

وأشار أبو الحسن في مقال له نشرته الفتح، إلى بخل اللسان فلا يعبِّر عما يجيش في الصدر مَن معاني الحب والرحمة والاهتمام، ولا يدعم بكلمات التشجيع والتحفيز.

ولفت أبو الحسن إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم "يا معاذ إني أحبك"، وأنها الكلمات التي بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بها نصيحته لمعاذ رضي الله عنه ألا يدع في دبر كل صلاة أن يقول: "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".

وأوضح أبو الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم، حثنا إذا أحببنا أحدًا أن نبادر بإخباره أننا نحبه في الله، "إذا أحب الرجل أخاه؛ فليخبره أنه يحبه"، وأن ندعو لمَن يخبرنا بحبه أن يحبه الله كما أحبنا، فقد روى أبو داود في السنن عن أنس بن مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَعْلَمْتَهُ؟"، قَالَ: لَا، قَالَ: "أَعْلِمْهُ"، قَالَ: فَلَحِقَهُ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ، فَقَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ.

وأردف أن الإخبار بالحب يوطِّده ويرسِّخه، ويجدده وينميه؛ ونوه إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: "يخرج عليهم صلى الله عليه وسلم فيقول: "لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله"؛ حبًّا يجعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتشوف للإمارة حينها"، مضيفًا أن الله عز وجل أخبر  في كتابه في أكثر من موضع أنه "يحب المتقين"، و"يحب المحسنين"، وأن الصفة الأولى لعباده الذين سيأتي بهم حين يستبدل مَن تولى عنه هي: "يحبهم ويحبونه".

وتابع: "فَوَقْع كلماتِ الحب على الآذان عظيم؛ فكلمات الحب تعطي رسالة بالأمان، وتقول لمَن تحب: قيمتك عندي كبيرة، ووجودك في حياتي بالغ الأهمية، ويحتاج مَن يحب أن يسمع كلمات الحب ممَّن يحب؛ صديقًا أو زوجًا، أو أبًا أو أمًا؛ تداعب كلمات الحب الأذن فتسعدها، ثم تنزل على القلب بردًا وسلامًا، والأمان هو دستور العلاقات الوطيدة، كلمات الحب تطفئ نار الشعور بالتخلي أو الرحيل، وتُبعِد شبح كآبة الإهمال".

وأوضح أن أهمية الإخبار بالحب تزداد بين المتزوجين؛ لخصوصية العلاقة ودوامها وقربها، وأن للكلمة أثر عظيم في حياة الإنسان، فكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم قد تُدخِل الإنسان الجنة وقد تهوي به في النار سبعين خريفًا؛ فكذلك كلمات الحب والتقدير، والشكر والثناء بين الزوجين كفيلة وحدها أن تزيل وتقضي على كثيرٍ من المشاكل، والشعور بعدم التقدير والإهمال.

وترك أبو الحسن في نهاية مقاله قصيدة توضح مدى أهمية إخبار المقربين إليك من أهلك وأصدقائك وأبنائك وزوجتك بحبك وودك وتقديرك لهم وهي كالآتي:


أخـبر حبيـبك بالـوداد إن بَدَى                             وعـاود الأخبار لـطـول المدى

إن الـتـودد بالـكـلام سـبــيـلـك                        نحـو الـفـعـال فلا تكن مترددًا

واسقِ حبيبك مِن أنيق لفـظـك                       واحذر يجف لسـانـك مـتـزهدًا

إن الـكـلام رسـول ما بـقـلـبـك                        فاجعل رسولك للثناء قد ارتدى

واحذر مجانبة الحنين لـلـفظك                         إن الحـنـيـن يعيد حبـًّا ابـتـدى

بعـض الكـلام زينة في نـفسه                         إن مـسَّ وجـنـًا للقلوب توردا

ويحيـل قـفـر القلب بستـانًا لك                        وتداعب الأغصانُ طيرًا منشدًا

كـلـمـاتـك تـفتـح قلوبًا أغـلقـت                     كـلماتـك تـغـلـق طريقـًا للـعـدا

ما دمت تُسمع خِلَك حلو الكلام                      فـهـنأ فحـبـك لم يـزل مـتجـددًا

إن البخـيـلَ مَن يَضـِنَّ لـسـانُـه                        بـحـديث قـلبٍ إن تـكـلم أسعـدا