ضغوط تركية على اللاجئين السوريين لحثهم على العودة

  • 195
اللاجئين السوريين على الحدود التركية

لازالت معاناة اللاجئين السوريين واليمنيين مستمرة ليس فقط على الحدود في دول الجوار وداخل المخيمات لكن حتى داخل دول الجوار، ورغم أن تركيا تستقبل ملايين اللاجئين السوريين وتعد أكبر دولة في العالم تستقبل لاجئين سوريين وبالرغم من ذلك يتعرضون لضغط كبير ومعاناة بالغة.

حيث أفادت وكالة "فرانس برس" بأن "اللاجئين السوريين في تركيا يتعرضون لضغط شديد لحثهم على العودة إلى بلادهم، وسط ارتفاع معدلات التضخم وتراجع قيمة الليرة التركية"، ولفتت إلى أن "اللاجئين يتخوفون من استغلال قضيتهم في الانتخابات التشريعية والرئاسية التركية المنتظرة في يونيو عام 2023، في وقت يواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معارضات حول استضافتهم في البلاد".

وفي ذلك السياق، قال الدكتور هاني سليمان الباحث في الشأن الإيراني، إنَّ الصراع في سوريا واليمن أفرز عدد كبير من المهاجرين واللاجئين، ورغم مبادرات الحلول السياسية والمباحثات في هاتين الأزمتين وغيرها من أزمات اللائجئين في العالم العربي، لم تفلح  الحلول السياسية في تكوين حل سياسي مقنع لكل الأطراف ويضمن عملية الاستقرار السياسي وسلام وحماية اللاجئين.

وأوضح الباحث في الشأن الإيراني في تصريحات لـ"الفتح"، أنه رغم مرور سنوات على كلا القضيتين لم يتم التوافق علي آلية سياسية  توحي بالاستقرار لعودة اللاجئين مرة أخرى للبلدين سواء على المدى القصير أو البعيد، مشيرًا إلى أنَّه لا يوجد حل سياسي مستقر يقبل به جميع الأطراف يمكن البناء عليه، أو إعادة وضع أطر لعودة الحياة السياسية مرة أخرى ليضمن الاستقرار.

وأشار إلى أن فكرة عودة  اللاجئين مرتبطة دائمًا بعملية إعادة الاعمار والبناء وهو مرهون بعودة الاستقرار سواء في الملف السوري أو اليمني، لكي تكون الأمور مهيئة لعودة اللاجئين مرة أخرى لأن العديد من المدن والقري مدمرة  بشكل كامل في سوريا واليمن، وأضاف أنه لا يتوفر الحد الأدنى من الخدمات وعمليات البناء والبنية التحتية وهي أحد أسباب عدم وجود رغبة لدى اللاجئين للعودة، لافتًا إلى أنه من غير المنطقي التفكير في عودة اللاجئين لأن البنية التحتية دُمرت بشكل كامل فيما يتعلق بالشأن السوري اليمني.

وأردف سليمان إلى أن المدن السورية واليمنية تفتقد الحدود الدنيا من المعيشة والحد الأدنى من الخدمات علاوة على عمليات النهب والقتل والتعذيب لمن هم بالداخل.

وشدد الباحث في الشأن الإيراني على أنَّه لابد من وضع حلول للظروف الاقتصادية والاجتماعية المعيشية الصعبة داخل سوريا واليمن قبل عودة اللاجئين، مضيفًا هذه الظروف قد  تتحول لكارثه وأزمة جديدة ، بالإضافة لاحتمالية تجدد الصراع وتأجيجه مرة أخرى، لافتًا إلى ضرورة وجود دوافع جذب لعودة اللاجئين إلي جذورهم مع ضمان أمانهم وحمايتهم.

ويذكر أن "النزاع في سوريا منذ اندلاعه عام 2011، تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها، وكانت تركيا من اللاعبين الأساسيين في الصراع ودعمت المطالبين برحيل بشار الأسد وفتحت حدودها للاجئين"، مشيرة إلى أن "تركيا تستضيف حوالى 3,7 مليون لاجئ سوري.