تهديدات أمريكية بالتدخل العسكري حال غزو الصين تايوان

بكين ترد: تلعب بالنار وستدفع ثمنًا باهظًا

  • 66
صورة أرشيفية معبرة

تتصاعد حرب باردة جديدة يومًا بعد يوم منذ عدة سنوات، ليس بين أمريكا وروسيا كالمعتاد، بل بين أمريكا والصين؛ فقد صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الاثنين الماضي، خلال اجتماع "كواد"–الاجتماع الأمني الرباعي الذي يضم أمريكا واليابان والهند وأستراليا- في طوكيو بأن بلاده ستتدخل عسكريًّا للدفاع عن تايوان إذا هاجمتها الصين.

البداية

تتوتر العلاقات الصينية الأمريكية منذ سنوات لاسيما في فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتصعيد حدة خطابه الإعلامي ضد بكِّين بسبب ملفات الاقتصاد والطاقة والأمن الغذائي وسلاسل التوريدات، وكذلك السياسية والاستراتيجيات الصينية عمومًا؛ إذ تنظر الإدارة الأمريكية للصين على أنها المنافس الاقتصادي الأبرز على مستوى العالم فهي ثاني أكبر اقتصاد بعد واشنطن، إضافة إلى كونها دولة نووية وعسكرية كبيرة، ومنذ يومين جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي الحالي بمثابة صدمة ليس فقط بالنسبة للصينيين بل للأمريكان أيضًا؛  فما قاله يعد التزامًا رسميًّا بالدفاع عن تايوان حال الاعتداء عليها من بكِّين.

المشكلة الحقيقية تتمثل في أن واشنطن تعترف ببكِّين دبلوماسيًّا منذ عام 1979م، وتعترف بالرؤية الصينية الواحدة بما فيها تايوان التي تحظى بحكم ذاتي، لكنها لم توقف دعمها لتايوان منذ ذلك الحين، وفي الوقت ذاته تتبع نهج الغموض الاستراتيجي فيما يخص جزيرة تايوان حال مهاجمتها من بكِّين، ومن خلال تصريح بايدن الأخير فقد خالف سياسة الغموض الأمريكية تجاه تايوان؛ لذلك عقَّب أحد مساعديه سريعًا وأكد أن تلك التصريحات لن تغير شيئًا في سياسة بلاده بخصوص الجزيرة، وأن واشنطن تسعى للسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وأنها ملتزمة بتزويد الجزيرة بالمعدات العسكرية للدفاع عن نفسها.

الرد الصيني

  ومن جانبها ردت بكِّين بأن واشنطن تلعب بالنار وتتلاعب بالألفاظ فيما يخص جزيرة تايوان، محذرة إياها من التمادي في السير عبر هذا الطريق الخاطئ؛ لأن عواقب ذلك لن يمكن إصلاحها ليس فقط فيما يخص العلاقات الصينية الأمريكية بل سيكلف واشنطن ثمنًا باهظًا.

ولم تكتف الصين بتلك التصريحات فحسب، بل في اليوم التالي مباشرة لاجتماع "كواد" أجرت مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة مع روسيا؛ لتسيير دوريات في منطقة آسيا والمحيط الهادي، استمرت 13 ساعة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي، شاركت موسكو فيها بقاذفات استراتيجية من طراز "توبوليف تو-95"، وشاركت بكِّين بطائرات حربية من طراز "شيان-إتش 6".

الصين ترى أن تايوان بالنسبة لها خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ولا تقيم علاقات مع أي دولة لا تعترف بسيادتها على تايوان وأنها جزء من أراضيها؛ لذلك فالاقتراب من هذا الملف بمثابة لعب بالنار بالنسبة لها لا يمكن التغاضي عنه، لكن رغم تصريحات جو بايدن الأخيرة، فلن تقدم أمريكا على الدخول والمواجهة العسكرية المباشرة ضد الصين إذا هاجمت تايوان؛ لأنها تعلم يقينًا أن تلك الخطوة فيها هلاكها وهلاك الصين كذلك فكلتاهما دولتان نوويتان، وكل ما تستطعيه هو الدعم المعنوي عبر التصريحات والتحرك السياسي، والدعم العسكري من خلال مد تايوان بالمعدات العسكرية اللازمة لدفاعها عن نفسها مثلما تفعل حاليًّا مع أوكرانيا.