احتلال عقول وغزو قلوب.. واشنطن تسعى لنشر الشذوذ في بلاد المسلمين

بعدما كانت تقتل الشواذ.. أمريكا تلقي بصغارها في جحيم الشذوذ

  • 810
الفتح - أمريكا والشذوذ

بعدما كانت تقتل الشواذ.. أمريكا تلقي بصغارها في جحيم المثلية والشذوذ

احتلال عقول وغزو قلوب.. واشنطن تنشر الشذوذ في بلاد المسلمين

الرئيس الأمريكي يهاجم قانون حماية الأطفال من الشذوذ ويعد بإلغائه!

ديزني تدعم الشذوذ وتتنصل من حاكم ولاية فلوريدا الذي أقر قانونًا يحمي الأطفال من الشذوذ

اليهود مولوا وروجوا انتشار وتقنين الشذوذ منذ القرن الثامن عشر

شركات هوليود على رأسها سوني وديزني ووارنر بروس أكثر من ساهموا في انتشار الشذوذ في الغرب


تقرير- عمرو حسن

أمَّة تزدادُ سوأتها وفجورها حينًا بعد الأخر، ومنذ يومها الأول وبعدما قامت الدولة الأمريكية على قتل الهنود الحمر-أصحاب الأرض آنذاك-، باتو يومًا بعد يوم مثالًا لانعدام الأخلاق والتجرد من المبادئ وانتشار الجرائم والانتهاكات والعنصرية والتفرقة بين الناس حتى بني جلدتهم، وعاشوا سنوات عدة يستخدمون المرأة كسلعة، وبرعوا وقتها في تجارة الرقيق وبيع البشر ودائمًا ما حركتهم الأطماع والمصالح حتى لاحتلال الأمم، وهم اليوم البيت الأكبر للمثلية والشذوذ وكل ما يتنافى مع الفطرة وطبيعة الخلق السوية، ولهم يد في كثير من أزمات العالم إن لم يكونوا هم وقودها، والأسوأ مما سبق أن كثير من العلمانيين والليبراليين العرب لا يرون ذلك، ويغضون الطرف عن أن أمريكا هي إحدى محاور الشر في عالم البشر، وينظرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية على أنها مثالًا يحتذى بها في كل كبيرة وصغيرة.

أمريكا وتاريخ الشذوذ

أمريكا كانت ترى الشذوذ عادة محرمة في القرن التاسع عشر، وكانت المثلية جريمة عقوبتها الإعدام في بعض الولايات الأمريكية وفي ولايات أخرى كانت عقوبة الشذوذ السجن، وكانت وقتها القوانين الأمريكية حاسمة في عقاب الشذوذ حتى في الشوارع والأماكن العامة، وكان الشذوذ أمر مرفوض ومكروه فافعله في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان الشاذ لا يجرأ على الإفصاح عن تلك الجريمة.

وأصدرت في يوليو ١٩٧٣ ولاية ميريلاند قرارًا يحظر زواج الشواذ، لتصبح أول ولاية أمريكية تحظر زواج الشواذ في الولايات المتحدة، تبعتها بعدها عدة ولايات أخرى مثل فيرجينيا (١٩٧٥) وفلوريدا وكاليفورنيا ووايومينج (١٩٧٧) ونيوهامبشير (١٩٨٧)، إلا أنه في يونيو عام 2015 أصدرت المحكمة العليا الأميركية قرارا بتشريع زواج الشواذ في كل أنحاء البلاد، في خطوة لاقت ترحيبًا من جمعيات الشذوذ ووصفها الرئيس الأميركي باراك أوباما بـ"النصر".

وذلك بسبب استغلال الشواذ لحركات التحرر السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأحداث 1969، وكذلك استغلالهم لعمليات قتل الشرطة للشواذ لكسب تعاطف داخلي وخارجي وهو للأسف ما حدث، بالإضافة لدعم جمعيات حقوق الإنسان وأحكام القضاء التي ساعدت في نشر الشذوذ بأحكامها التي أيدتهم أعوام 1966 و2003 و2015، ورغم الاعتراف بالشذوذ لازالت الولايات الجنوبية في أمريكا أكثر تحفظًا ورفضًا للشذوذ وتمنع انتشاره فيما بينها.

فلوريدا ترفض الشذوذ

وفي مارس الماضي هاجم المجتمع الأمريكي وحكومته في البيت الأبيض قانون حق الوالدين في التعليم، أو قانون لا تقل مثلي الجنس، الذي أقرته ولاية فلوريدا الأمريكية لمنع استغلال الأطفال والحفاظ عليهم من الشذوذ والمثلية، ورغم أنه قانون تربوي يحمي الصغار من انتهاك براءتهم وطفولتهم من تعلم الشذوذ والمثلية التي تتنافى مع الفطرة الإنسانية السليمة، إلا أن المجتمع الأمريكي يرى أن لأصحاب الفكر الشاذ المنحرف حق أكثر من حقوق صغارهم، وطالبوا بإلغاء القانون بل وبتنحية حاكم فلوريدا.

قانون فلوريدا "لا تقل مثلي الجنس"

وقَّع حاكم ولاية فلوريدا الأمريكية رون ديسانتيس على قانون يهدف إلى تقييد المواد الدراسية والمدرسين والمشرفين في المدارس في مراحل رياض الأطفال ومدارس الأطفال بشكل عام، لمنعهم من الحديث عن الهوية الجنسية، أو الشذوذ الجنسية أو المثلية الجنسية، ولحظر أي مناقشات حول الميول الجنسية وقضايا النوع الاجتماعي، كما ينص القانون على امتثال المعلمين أمام القضاء في حالة فشلهم في الامتثال للقانون، وكذلك يحظر القانون تدريس أي أمور تتعلق بالمثلية والشذوذ، وهذا وفقًا لنص القانون لحماية الأطفال في المدارس، ويسمى القانون "حقوق الوالدين في التعليم"، وأطلق على القانون "لا تقل مثلي الجنس"

وينص القانون صراحةً على أنه يجوز للوالدين رفع دعوى قضائية ضد منطقة تعليمية أو مدرس أو مشرف انتهك القانون، ويجوز للمحكمة أن تحكم بدفع تعويضات وأتعاب المحاماة إذا وجدت أن المدرسة انتهكت القانون.

الجمهوريين في فلوريدا

وتمت الموافقة على مشروع القانون من قبل مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون في فلوريدا في 24 فبراير الماضي، كما وافق عليه مجلس شيوخ الولاية في 8 مارس الماضي، كما وقع حاكم فلوريدا رون ديسانتيس عليه ليصبح قانونًا في 28 مارس ، مما يعني أن شروطه ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 1 يوليو ، مع تحديث جميع خطط منطقة المدرسة بحلول يونيو 2023. 

وبعد كل تلك الخطوات وتحديدًا في 31 مارس الماضي، تحرك المثليين في المجتمع الأمريكي لمواجهة القانون الذي تم إقراره، وهنا بدأت عملية الضغط من أكثر من جماعة ومنظمة ومؤسسات إعلامية ومالية كبيرة ومنها ديزني، ورفع كثير من المحامين قضايا على المشرعين في ولاية فلوريدا وعلى حاكم الولاية نفسه، كما تبرأت شركة ديزني من دعمها المادي لانتخاب حاكم فلوريدا رون ديسانتيس في الانتخابات المقبلة، حتى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن هاجم القانون بشدة، قائلًا أنه مشروع قانون كريه وأنه سيقدم دعمه الكامل للشباب الذين قد يتأثرون، وأن إدارته ستواصل الكفاح من أجل حماية وأمان الشواذ.

حاكم فلوريدا

تقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتس، أكد أن بعض المدارس تجري محادثات مع الطلاب حول نوع الجنس والهوية دون إشراك أولياء الأمور، وشدد على أن المدارس تحتاج إلى تعليم الأطفال القراءة والكتابة والعلوم والتربية وفهم الدستور الأمريكي، مؤكدًا على وجود حالات يتم فيها تشجيع الأطفال على القيام بأشياء استنادًا إلى أيديولوجية جنسية، وأضاف أن الآباء بحاجة إلى المشاركة لمعرفة ما يجري في المدارس، لحماية أطفالهم وألا تكون المدارس ملعبا للنزاعات الأيديولوجية.

والت ديزني

ديزني لها علاقات وثيقة مع حكام الولايات سواء جمهوريين وأو ديمقراطيين وتدعمهم خلال الحملات الانتخابية بالمال، مقال الدعم في المستقبل، وفي فلوريدا تتمتع شركة والت ديزني مع حاكم الولاية ولها أكثر من 80 ألف عامل في مدينة الملاهي وحدها، وكانت ديزني تنفق على حملة الحاكم رون ديسانتيس المنافس المحتمل للحملة الرئاسية الجمهورية لعام 2024، كما  أن ديزني تنفق على جماعات الضغط وتستفيد بدعمهم أيضًا، وبعد إقرار القاون، وجدت ديزني نفسها في مرمى نيران الانتقاد دون أن يكون لها أية علاقة بالقانون، مما جعلها تنفض يدها عن الحاكم، وتعلن عدم دعمه، وتهاجم القانون بشدة مطالبة بإلغائه.

أسباب انتشار الشذوذ

رقم واحد كان الإعلام وأعمال هوليوود التي كان لها الدور الأكبر في تحويل قناعات الشعب الأمريكي لتقبل الشذوذ بنشر العاطفة المضللة في الأفلام والمسلسلات وانتشار الشذوذ في هوليود عام بعد الأخر، ثانيًا كان اعتياد رؤية الشواذ في الإعلام والسماح لهم بالتحدث عن الشذوذ، ثالثًا كان دعم المشاهير والرؤساء لهم خلال تصريحات عديدة وأمثلة عليهم كلينتون وأوباما وبايدن، ومن وراء كل هؤلاء كان اليهود أصحاب التأثير البالغ في الإعلام وهوليود، حيث يملك اليهود كلاهما وكان لكيانات إعلامية وتجارية يملكها ويديرها اليهود التأثير الأول في انتشار الشذوذ في المجتمع الأمريكي ومن تلك الكيانات اليهودية بارامونت ووالت ديزني وسوني ووارنر بروس وسي بي إس وإن بي سي.

إعلامي أمريكي

انتقد المعلق السياسي والإعلامي الأمريكي الساخر بيل ماهر انتشار الشذوذ بالمجتمع الأمريكي وتزايد نسبته عامًا بعد عام فضلا عن اتساع مفهومه عند مجتمع الأطفال لمجرد أنه "شيء عصري"، وقال الإعلامي عبر برنامجه "Real Time": "إذا كان هناك شيء يتغير في مجتمعنا علينا مناقشته، نسبة الشواذ في مجتمعنا تتضاعف مع كل جيل.. في الأربعينيات كانوا أقل من 1٪ ثم تضاعفوا إلى 4٪ مع الستينات ثم 10٪ مع التسعينات واليوم 28٪ ولذلك اذا اتبعنا هذا التصاعد سنكون جميعا مثليين في عام 2040"، وانتقد الإعلامي مفهوم خطر الشذوذ خاصةً عند الأطفال ومدى خطورة الأخذ به.

الأزهر الشريف والشذوذ

قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن التحدي الأكبر يتمثل في محاولات فرض الشذوذ على المسلمين بدعاوى حقوق الإنسان والحريات المزعومة والعولمة، على نحو يمكن تسميته بـ "الاستعمار الجديد"، وأكد شيخ الأزهر أن محاولات تقنين الشذوذ الجنسي؛ لهو سطو على حق الإنسانية والحياة في استمرارهما كما أرادهما الله، وازدواجية في تفسير حقوق الإنسان، وتعديا على حق الشرق في اتباع الدين واعتباره مرجعا أصيلا لرفض هذا الطوفان من الأفكار المنحرفة.

كما استنكر الأزهر الشريف، الحملاتٍ المُمنهجَة لقُوى ومُنظمات عالميَّة بما تَمْلكه من وسائل إعلام، وبرامج ترويحيَّة وغنائيَّة، ومنصَّات إلكترونيَّة، وتوظيف لشخصيَّات شَهيرة؛ بهدف الترويج لفاحشة الشُّذوذ الجنسي، وتقنين انتشارها بين الراغبين في ممارسة هذا الانحراف في مختلف المجتمعات حول العالم، بما فيها المجتمعات العربيَّة والإسلاميَّة.

وأعرب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونيَّة عن استنكاره الشَّديد لتلك الحملات غير الإنسانية، والمُخطَّطات الشيطانيَّة، وما تهدف إليه من هدم منظومة القيم الخلقية والاجتماعية لمؤسسة الأسرة، ومَسْخ هُوِيَّة أفرادِها، والعبث بأمن المُجتمعات واستقرارها.

وأكد أن الشذوذ الجنسي فاحشةٌ مُنكرةٌ، مخالِفةٌ للفطرة الإنسانية، وهادِمة للقيم الأخلاقية، وسلوكٌ عدواني، يعتدي به فاعلُه على حقِّ الإنسانيَّة في حفظ جِنسِها البشري، وميولها الطبيعية بين نوعيها، وعلى حقِّ النشء في التربية السَّوية بين آباء وأمهات.

ولفت الأزهر أنظار الشباب المسلم إلى أنَّ الشذوذ الجنسي، أو ما سموه بـ«الزواج المثلي» حرام، وهو من كبائر الذنوب، وأن اللهَ تعالى قد أرسل من رُسله نبيًّا كريمًا، هو سيدنا لوط عليه السلام؛ ليخرِج قومَه من براثن هذه الفاحشة المُنكَرة، وأنها كانت سببًا في تدمير بلدة كاملة، وهلاك أهلها؛ فقال الله سبحانه: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ}. [الأعراف: 80 -84].

احتلال عقول وغزو قلوب

ونحو ذلك السياق، قال رجب أبو بسيسة عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، أن الناس تعيش اليوم في عالم أصبحت التيارات الشهوانية فيه عالية الصوت للأسف بسبب ما تجد من الدعم الدولي، موضحًا أن هذا دليل على الانحراف عن دين الرسل والفطرة السوية ولا مناص من مقاومة ذلك وإحداث ممانعة حتى لا تُجهز هذه التيارات على هويتنا وقيمنا وديننا القيم.

وأكد عضو مجلس شورى الدعوة السلفية في تصريحات لـ"الفتح"، أن الزنا والشذوذ أفعال قوم لوط ما انتشرت في مجتمع إلا مزقته وأحرقته بنار الشهوات حتى ولو بدت فيه معالم الحضارة المعمارية، مشددًا على أن تماسك المجتمعات والأوطان يكمن في السير على هدي الرسل والأنبياء.

وأوضح أبو بسيسة أن الأمم الغابرة ما هلكت بسبب قصور عمراني ولكن بسبب الحيدة عن شريعة ربهم، وتابع: "للأسف هناك من فتن ببريق الحضارة الغربية وأصبح همه وشغله أن يسير على طريقتهم، والجنس واللواط والزنا أفعال تذهب بالأوطان وتفتكك بالمجتمعات وهي مقدمات الخراب ونذير شؤم".

وشدد أبو بسيسة على أن الولايات المتحدة الأمريكية تحمي الشذوذ وتدافع عمن يرتكب هذه الفواحش وتسعى على نشرها في بلاد المسلمين، والأخطر أن ‏تلامذة أمريكا ورواد الانحراف والشذوذ وفاقدي الذوق ومنتكسي الفطرة يبغونها عوجًا.

وأكد عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، أنه يجب على كل غيور ومحب حقيقي لإسلامه وهويته ووطنه أن يكون متيقظًا ومدركًا أن الاحتلال الآن احتلال عقول وغزو قلوب وهو أشد أنواع الحروب على الإطلاق.

اشنقوا آخرَ ملك بأمعاء آخر قسيس

وقال أحمد الشحات الباحث في الشئون السياسية، إنه أمر عجيب أن تجتمع إرادة العالم الغربي على نشر الشذوذ في العالم من أدناه إلى أقصاه، وخاصة بلادُ المسلمين!! مضيفًا أنه ليس من باب المصادفة أن يُحشر الشذوذ في كل شيء في الحياة قل أو كثر، فبداية من إجبار الشركات العالمية الكبرى على تلوين أعلامهم بعلم الشواذ المنتكسين، مروراً بإقحام الشذوذ في الأفلام والمسلسلات – بما في ذلك أفلامُ الكرتون الموجهةُ إلى الأطفال الصغار - وانتهاءً بطباعة الكراسات والشنط المدرسية ملونة – أقصد ملوثة - " بعلم الشواذ ".

وأضاف الشحات في تصريحات لـ"الفتح"، أن الغرب عانى في تاريخه لفترة طويلة من الزمن من فكرة "التسلط" و"الهيمنة" و"الاستبداد" والذي اتخذ أشكالاً كثيرة منها الاستبداد الكنسي، والاقتصادي، والسياسي، مضيفًا أنه عندما قامت الثورة الفرنسية رفعت شعار الحرية كقيمة عظمى يجب أن يعيش الغرب من أجل تحقيقها، ومن ثم كانت الثورة على كل مظاهر الاستبداد القديمة، وكان شعارها في ذلك المقولةَ الشهيرةَ: "اشنقوا آخرَ ملك بأمعاء آخر قسيس" ومن هنا ولدت العلمانية الكارهة والرافضة للدين، كما تأسست الليبرالية أو التحررية كمفهوم أساس للغرب في ثوبه الجديد.

وأشار الباحث في الشئون السياسية إلى أنه على رأس الحريات التي أطلقها: ما أسموه حرية المرأة ووصلوا فيه إلى الشوط الأخير بإباحة الحرية الجنسية بلا قيد ولا شرط، وفتح أبواب الشهوات على مصراعيها، وقد نشروا ذلك في العالم تحت غطاء حركات تحرير المرأة التي انتشرت في بلاد المسلمين بإيعاز من هؤلاء المجرمين.


أمريكا بلاد الموبقات

يقول الدكتور عبد العزيز النجار، عضو لجنة الفتوى ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إن الله عز وجل لم يشرع أمرًا إلا من أجل مصلحة البشر، وأن الله عز وجل وجَّه  خطاب لكل البشر قائلًا: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا.

وأوضح  الدكتور عبد العزيز النجار، في تصريحات لـ"الفتح"، أن الله عز وجل من أجل إعمار الأرض جعل الذكر والانثى وجعل اللقاء بينهما حسب ما رتبته الشرائع السماوية من اجل تقنين العلاقات بين الذكر والانثى. 

وأكد النجار أن الشرع الكريم عرف الزواج الذي هو ميثاق شرعي بين رجل وامرأة ذكر وانثى زوج وزوجة من أجل الترابط والتراضي وإنشاء اسرة مستقرة وأمنة ومطمئنة على سبيل الدوام برعاية الزوجين على سبيل الرعاية الاجتماعية. 

وشدد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه لا يوجد زواج بين انثى وانثى أو ذكر وذكر، وأن هذا مخالف للفطرة والطبيعة الإنسانية وله اضرار كثيرة، مضيفًا بأن ما تفعله أمريكا وغيرها من وضع حقوق للشواذ وحمايتهم وتبني هذا المنكر، مخالف لجميع الشرائع السماوية، وهو تخلف لم تفعله الحيوانات.

وأردف عضو لجنة الفتوى بأن أمريكا بلد انعدام الأخلاق والضمير والمبادئ، مؤكدًا أن أمريكا تقوم بكل الموبقات التي تتنافى مع صلاح البشرية ومنها الخمر والميسر والزنا والشذوذ، لافتًا إلى أن هذه وقاحة وليست حرية.

وتابع: "الولايات الأمريكية المتحدة بلاد الاضطهاد والتمييز والعنصرية على أساس اللون والجنس، وباسم الديمقراطية والحرية الكاذبة المزعومة دمرت دولًا مثل أفغانستان والعراق وسوريا والصومال وليبيا وقسمت السودان وتقدمت لإثيوبيا في مشروع سد النهضة لجعل منطقة حوض النيل منطقة حروب وصدامات وسفك للدماء واستنزاف خيرات افريقيا وجعلتها مستنقع من الجهل والحروب التدمير والتخريب".

أفعال مُجرَّمة ومُحرَّمة

يقول السفير معتز أحمدين خليل ممثل مصر السابق لدي الأمم المتحدة، إن عدة دولة عربية وعلى رأسها مصر كانت ترفض بشدة الحديث عن أية حقوق لدى المثليين وكنا كدبلوماسيين نعارضها لأنها أفعال محرمة ومجرمة لملايين من البشر ولن نقبلها في بلادنا.

وأوضح الدبلوماسي السابق في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، أن عدة دول كانت تضغط مرارًا وتكرارًا نحو سياق حقوق الشواذ، مؤكدًا رفض السفراء كمندوبين وممثلين عن أراء ومواقف بلادهم، قائلين، "نرفض ونقول هذا لديكم ولكن نحن كمسلمين لنا ديننا وثقافتنا وعادتنا وتقاليدنا".

وأكد خليل أنه يجب عدم السماح لتمرير الشذوذ في بلادنا العرب والمسلمين، ويجب أن يعلم الجميع أن لكل بلاد ثقافتها، مشيرًا إلى ضرورة التمسك بتطبيق القوانيين التي تعكس قيمنا ونطبقها، وأن نحافظ على معتقداتنا في المحافل الدولية، وأن نتمسك برفض مثل هذه السياسات في بلادنا وألا نقبلها، ونصوت بوضوح ضد مثل هذه القرارات، ونعد صياغات تجرم ذلك في بلادنا ونحترم ونعتز بثقافتنا ومعتقداتنا ولا نقبل أن يفرض أحد علينا غيرها.

نصائح الأزهر الشريف للحماية من الشذوذ

قدِّم الأزهر الشريف للمسلمين بعض النصائح والمقترحات التي تساعدهم على حماية أولادهم من خطر هذه الفاحشة المُنكرَة، وهي:

- مُتابعة أنشطة الأولاد الواقعية والإلكترونية؛ بغرض تحصينهم من رسائل ترويجِ وتقبُّلِ ودعمِ الشُّذوذِ الجنسي مدفوعةِ الأجر في الهواتف والأجهزة الذَّكية والأفلام والمسلسلات ومواقع التَّواصل الاجتماعي والكتب والروايات والألعاب الرياضية والإعلانات.

- توضيح موقف الإسلام الرافض للشذوذ الجنسي، ونشر وعي صحيح يتصدى للدعاية المُوجَّهة لهم عبر المنافذ المذكورة.

- شغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النَّافعة، والأنشطة الرياضيَّة المُختلفة.

- تنمية مهارات الأبناء، وتوظيفها فيما ينفعهم، وينفع مجتمعهم، والاستفادة من إبداعاتهم، وتقديم القُدوة الصَّالحة لهم.

- تخيّر الرُّفقة الصَّالحة للأبناء، ومتابعتهم في الدراسة من خلال التواصل المُستمر مع معلميهم.

- التَّشجيع الدَّائم للشَّباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء، ومنحهم مساحة لتحقيق الذات، وتعزيز القدرات، وكسب الثقة.