قال الدكتور محمد سعد الأزهري، الداعية الإسلامي، ومدير مركز الفتح للدراسات، إنه مهما فعل أولادك من أخطاء، فهذا لا يبرر لك أن تعاملهم كالحيوانات!، موضحا أنه ليس معني أنك أنجبت أن تعتقد أن أولادك ملكية خاصة؛ تضربهم متى شئت، وتهينهم متى شئت، وتمنع عنهم ما تريد وقتما تريد!
وكتب الأزهري عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قائلا: "ستُحاسب يوم القيامة مرتين، الأولى عن تربية أولادك على القيم والأخلاق والتمسك بالهوية، والثانية عن تعديك عليهم بالضرب "فوق ما حدده الشرع" والسب واللعن والاستهزاء والإهانة!".
وأوضح الأزهري أن الشرع أمر بأن يكون للأبوين مزية خاصة في المعاملة "ولا تقل لهما أُفٍ ولا تنهرهما"، وأن الشرع أمر كذلك بأن "كلكم راع وكلُ مسئول عن رعيته" فلا تطالب بالأولى وتنسى الثانية.
وواصل الأزهري حديثه قائلا: " من يقول لك لقد شُتمنا وضُربنا واتبهدلنا ثم أصبحنا أسوياء، فهذا قد لا يدرك عمق ما قال، لأنه قد يكون متهوراً وهو لا يدري، وقد يكون من النوع الذي لا يحب المواجهة ولا يستطيعها وهو لا يدري، وقد يكون مراوغاً عند التحديات وهو لا يدري، وقد يكون بوشين وثلاثة وهو لا يدري، وقد لا يستطيع مواجهة الميكروفون وهو لا يدري، وقد يهرب من القيادة وهو لا يدري، وقد يظن بنفسه عدم وجود أي قدرات خاصة لديه بسبب هدم ثقته في نفسه وهو صغير وهو لا يدري، وقد يكون نرجسياً أو سيكوباتياً أو غير ذلك وهو لا يدري، يعني السوى نفسياً لا يقول عن نفسه أنه سوي نفسياً إنما هذا يكون من كلام الناس القريبين منه، أو من المتخصصين، لأن من علامات اضطراب الشخصية عدم شعور المضطرب بأن لديه اضطراب!".
وأشار الداعية الإسلامي إلى وجود فرق بين الامتلاك وبين المسئولية، فالأسرة مسئولية وليست امتلاك، والأولاد مسئولية وليسوا أملاك، والرعاية مسئولية وليست منّ، والتربية مسئولية وليست تشريف، والحياة مسئولية وليست للمتعة والانبساط!، مؤكدا أن الدنيا ظل زائل!.
وأكد الأزهري قائلا: "كلنا بنغلط مع أولادنا، فالاعتراف بالخطأ خيرُ من التمادي فيه، وعدم انتباهك لهذا سيجعلك في الدنيا على محك العقوق وفي الآخرة على محك العقوبة!!".