مصر تتابع "صحة إفريقيا".. الرئيس يدعم القارة بـ30 مليون جرعة مضادة لكورونا

عز العرب: مصر لديها ما تفتخر به في المبادرات الصحية وأبرزها "فيروس سي"

  • 58
الفتح_ أرشيفية

تقرير - مصطفى حجاج

العرجاوي: القضاء على فيروس سي تجربة رائدة وفريدة

بما يزيد عن أكثر من 350 جلسة و20 ورشة وبمشاركة أكثر من 800 متحدث وخبراء دوليين في المجال الطبي، شهدت مصر فعاليات المؤتمر المُقام تحت شعار "بوابتك نحو الابتكار والتجارة"، والذي نظمته الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، والذي حظي برعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتضمنت فعاليات المؤتمر جلسات متنوعة على مدار 3 أيام، استعرضت أحدث التقنيات التكنولوجية بالمجالات الطبية المختلفة، بالإضافة إلى طرح ومناقشة عدد من المبادرات المهمة في المجال الطبي، بما يعزز من دور المؤتمر كمنصة مستدامة تربط جميع شركاء الرعاية الصحية في العالم تحت سقف واحد.

وخلال حضور الرئيس السيسي، الجلسة الحوارية بعنوان "نحو نظم صحية مرنة ومستدامة في إفريقيا" أعلن عن إطلاق مبادرة مصرية لتقديم 30 مليون جرعة لقاح ضد فيروس كورونا لدول إفريقية مجاورة، بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقى، مشيرًا إلى أن القدرات المتواجدة في مصر متاحة للأشقاء، وأنه يكن تقديرا واحتراما إنسانيًا لكل من يعاني، ليس فقط في إفريقيا، بل في باقي الدول.

وخلال المؤتمر، أعلن الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان، عن مخاطبة مصر لمنظمة الصحة العالمية لإعلانها خالية من فيروس سي، بعد تجربتها الرائعة في علاج مرضى فيروس سي.

وفي سياق متصل، أشار الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، إلى مبادرة الرئيس، لعلاج مليون مواطن من الأشقاء في إفريقيا من المصابين بفيروس سي، جاءت إيمانًا من مصر بأن إفريقيا قارة واعدة، وأننا كلنا أفارقة وأشقاء وإخوة وأن نجاح أي دولة في القارة نجاح لإفريقيا، وأن مشاكل أي دولة في إفريقيا مشاكل لكل الدول.

من جهته، قال  الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية - في تصريح خاص لـ"الفتح" -: إن المؤتمر ولد عملاقًا، معتقدًا أنه سيقود هذا النوع من المؤتمرات في الشرق الأوسط، وهذا كان حلمًا لنا جميعًا.

وأضاف أن القارة الإفريقية شابة تمتلك العديد من الموارد الطبيعية والبشرية، ولابد من التعلم من الدروس المستفادة، وتكاتف كل الجهود لوضع استراتيجية موحدة لتنمية قطاع الرعاية الصحية في إفريقيا، ولا نترك أحدًا من أشقائنا الأفارقة بدون علاج

 ودعا "السبكي" إلى تنسيق جهود الدول الإفريقية بالشكل الذي يعكس حالة من التكامل بين مصر ودول إفريقيا، لتعزيز التعاون للاستفادة من الخبرات الفنية لها في تطوير منظومة الرعاية الصحية بمصر، مؤكدًا أن الصحة ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة لرؤية مصر 2030، وكذلك تحقيق أهداف أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.

في سياق متصل، أكد الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة والجهاز الهضمي ومؤسس وحدة أورام الكبد، بالمعهد القومي للكبد، أن مصر لها دور ريادي في القارة، وما حدث في المؤتمر الطبي الإفريقي الأول جاء بمثابة التطور الطبيعي لدور مصر في القارة. 

وأوضح "عز العرب" - في تصريح خاص لـ"الفتح" - أن التجارب المصرية عديدة جدًا وكما يعلم الجميع ونفتخر بأهم مبادرة إنسانية في التاريخ المعاصر والإنسانية كلها وهي مبادرة 100 مليون صحة التى تمت على أرض مصر في 7 أشهر وإجراء مسح لأكثر من 62 مليون مواطن وهذا يعد إنجازا بجميع المقاييس، مشددًا على أن مصر تمتلك الكثير والرؤية السياسية والعودة الطبيعية للقارة.

ولفت إلى أن مصر لم تنس إفريقيا خلال مبادرتها 100 مليون صحة للكشف عن فيروس "سي" وعلاج المصابين، حيث أعلنت علاج مليون إفريقي من الفيروس بالمجان، وخلال أعمال المبادرة فعليا تم فحص 60 ألف إفريقي في مصر وتم علاج من اكتشف بالإصابة بالفيروس.

وأشار إلى أن مصر لديها جزئيات كبيرة جدا تفتخر بها في مجال علاج فيروس سي، ومجال المبادرات الصحية عموما، ومنظمة الصحة العالمية منحت مصر البعد المناسب؛ حيث أكدت على أنها أكبر مثال يحتذى به في علاج الفيروس.

وأكد مؤسس وحدة أورام الكبد، أنه قبل عام 2014 كان فيروس سي هو المشكلة الصحية الأولى في مصر، وحسب بعض التقارير الدولية كان 22% من المصريين يعانون من هذا الفيروس بوجود أجسام مضادة له، وتابع: خلال 8 سنوات فقط حققت بإنجاز وملحمة للقضاء على أهم مشكلة صحية، وهذا ليس حديث المصريين بل تقر بالنجاح المصري في هذا الملف جميع المراجع الدولية والمؤتمرات الدولية في هذا المجال.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور أحمد العرجاوي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن هذا المؤتمر يعد انطلاقة لمصر في إفريقيا، وإعادة تواجدها القوي الفعال بالقارة، موضحًا أن له بعدين مهمين جدًا أولهما البعد الاقتصادي وهو كيفية استغلال هذا المؤتمر عالميًا ودول الشرق الأوسط وإفريقيا للترويج لما تمتلكه مصر من مقومات وإمكانيات في مجال الرعاية الصحية، وأن لدى مصر دعاية صحية على أسس علمية.

وأشار إلى أن ذلك اتضح جليًا فيما قامت به هيئة الرعاية الصحية من بداية القوية بإطلاقها استخدام تقنية الميتافيرس "الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد" لأول مرة بمصر للترويج لمشروع هيئة الرعاية للسياحة العلاجية (نرعاك في مصر).

وأشاد "العرجاوي" - في تصريح خاص لـ"الفتح" - برعاية رئيس الجمهورية للمؤتمر لما له من دلالات كثيرة توضح وضع ومكانة مصر، والاستفادة من القارة الإفريقية من خلال تقديم الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن تجربة مصر في علاج فيروس "سي" رائدة تصنيعيا وعلاجيا وتجربة فريدة من نوعها، والعالم كله يستفيد منها.

وشدد على أن هذا المؤتمر دليل على قدرتنا في عمل حوكمة، حيث أنه في السابق كانت مصر تتسوق الأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية بالأهواء، وكان بها فساد غير عادي وأمزجة شخصية تحقق مكاسب شخصية وتجارة غير شرعية على حساب الدولة، إلا أن الرئيس السيسي استطاع أن يغلق هذا الفساد بتكليف اللواء الدكتور بهاء زيدان رئيس هيئة الشراء الموحد، والتي استطاعت هذه الهيئة أن تشتري وتتسوق لمصر في جملة واحدة فقط وتوفر وترشد وتستخدم الاستخدام الأمثل.