قال الداعية والباحث الإسلامي شريف طه: إن جملة (لا فاعل إلا الله) باطلة شرعا وعقلًا، موضِّحًا: أن الله تعالى فاعل حقيقة، والعبد أيضًا فاعل حقيقة -وليس مجازًا- ومنفعل كذلك.
وتابع "طه": فالذي صَلَّى هو العبد، والله -تعالى- هو الذي أقامه بين يديه، والذي اهتدى هو العبد، والذي هداه هو الله -تعالى-، والذي ضَلَّ هو العبد، والذي أضله الله تعالى؛ فالعبد يفعل بإرادته ومشيئته والله خالقه وخالق فعله وإرادته ومشيئته، كما قال سبحانه وتعالى: (والله خلقكم وما تعملون).
وأكد الداعية والباحث الإسلامي: على أن هذا أصل مهم من أصول اعتقاد أهل السنة، ضَلَّت فيه كثيرٌ مِن الفِرَق، الذين لم يفرِّقوا بين فعل الرب القائم به، وفعل العبد القائم به؛ فالجبرية شهدت كون العبد منفعلًا فقط يجري عليه حكم الله، والقدرية شهدت كون العبد فاعلًا فقط غير منفعل.
وأما أهل السنة؛ فاثبتوا أن العبد فاعل حقيقة ومنفعل حقيقة؛ فهو الذي صلى والله الذي أقامه بين يديه، وهو الذي ضل والله الذي أضله على علمٍ، موضحًا أن ملخص ذلك قوله -تعالى-: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله}.