أستاذ جامعي هندي: ما يحدث للمسلمين خطة مدبرة منذ الاحتلال البريطاني

  • 379
الفتح - د. عبد النصير أحمد المليباري

قال د. عبد النصير أحمد المليباري، أستاذ أصول الفقه وعلم الكلام بجامعة الإمام الشافعي في إندونيسيا سابقا، واصفًا ما يحدث تجاه المسلمين في الهند حاليًّا بأنه عبارة عن امتداد لخطة مدبرة منذ أيام الاحتلال البريطاني وبعد تلك الأيام أيضًا؛ لأن العنصر الإسلامي في شبه القارة الهندية قوي جدًّا، وحريٌّ بأن يُعادى فهم لا يستطيعون مجاراة القوة الإسلامية أو يزيدوا عليها من ناحية مساحة الأرض والعدد في تلك القارة، ومن ناحية مستوياتهم في التعليم العصري وغير تلك الأمور؛ والغرب دائمًا يفكر في إضعاف قوة المسلمين في هذه الأقطار، وحرك الكثرة الموجودة في الهند من عباد البقر "الهندوس"، وغيرهم من الطوائف الموجودين هناك -وإن كانوا أقل من المسلمين من الناحية العددية- من أجل دفعهم إلى الصفوف الأمامية في مواجهة المسلمين من خلال المغريات والمساعدات والإمدادات.

وأضاف المليباري في تصريح خاص لـ"الفتح": أنه قبل عدة سنوات –وتحديدًا منذ عهد منهومان سينج في عام 2014م- لم يكن تنفيذ هذه الخطة قويًّا؛ لأن الحكومة -حينذاك- كانت بيد حزب "المؤتمر"، وهذا الحزب انضم إليه كثير من القادة المسلمين مثل الشيخ محيي الدين أحمد بن خير الدين الشهير بلقب "أبو الكلام آزاد"، الذي نسميه عندنا في الهند "مولانا"، وهو نجم متألق في سماء السياسة الهندية بجانب كونه عالمًا دينيًّا إسلاميًّا له إسهام كبير في مجال العلوم الشرعية، وكان أول وزير تعليم في الهند بعد الاستقلال عن بريطانيا.

وتابع: أن أمثال هذا العالم من السياسيين الإسلاميين البارزين كانوا مؤثرين داخل حزب "المؤتمر"، لكن حدث تفكك داخل الحزب وتشتُّت، وفي الجهة المقابلة كان هناك توجه لدى أتباع الديانة الهندوسية لتوحيد كلمتهم ضد المسلمين، في حين أن المسلمين كانوا يتفرقون، بجانب انتشار الشركيات والغلو في القبور وما إلى ذلك؛ مما نتج عنه تفريق كلمة المسلمين في الوقت الذي كان أعداء الإسلام يتوحدون فيه تدريجيًّا ضدهم، حتى تغلب حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي على حزب "المؤتمر" في الانتخابات عام 2014م وأمسكوا زمام الأمور في البلاد مذَّاك الحين، وبعد امتلاكهم مقاليد الحكم بدأوا ينفذون مخططاتهم بقوة وصراحة واضحة وملموسة.