"القاضي": الإعلام سبب انتشار القتل وقلب المفاهيم

  • 59
الفتح_ الدكتور محمد عمر أبو ضيف القاضي، أستاذ الأدب واللغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر

قال الدكتور محمد عمر أبو ضيف القاضي، أستاذ الأدب واللغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الدين يحرم الدماء، ويصون النفس البشرية، ولا يجيز قتلها بحال، إلا في حالات ثلاث، حددها الشارع، وذكرها نبينا - صلى الله عليه وسلم-، ويتولى تنفيذ ذلك الدولة بعد حكم القضاء، ولا يجيزه لفرد.

وأضاف "القاضي" في مقالة له بمجلة صوت الأزهر، أن الإعلام خطر، لأنه قلب المفاهيم، وعكس القيم، وصور القتل كنوع من القوة ومظهر للفتوة، وصار القاتل هو الأسطورة، والمثل ومحط النظر، وألح علينا في الأفلام والمسلسلات والمسرحيات و(الكليبات)، وغيرها مما يسحب النشئ، ويشد الشباب، بل ويجذب انتباه الرجال والكهول، بصورة البطل الذي لا يعرف الله ولا يُضبط بدين ولا يخاف قانون، وهو يستخلص حقه أو يستولي على حقوق الناس.

وتابع أستاذ الأدب واللغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الإعلام يعرضون أحداث القتل في صور معجبة وطريقة مغرية، تجعل الناس تحب هذا المتفلت من كل قيد، وينبهر الشباب به؛ فيسارعون إلى تقليده، والعمل مثله، في مشاهد واقعية  رأيناها بأعيننا، وشاهدناها وقرأنا عنها، وقد عاني منها المجتمع أشد العناء، وأجهدت الأمن وجهاز الشرطة، وصارت عبئا على القضاء، وكلفت المجتمع، ويحمل وزر ذلك الإعلام الذي جعل هؤلاء أسوة للشباب، ووضعهم أمامه كقدوة ومثل، والشباب في ذلك معذور، وإن كان هذا لا يحميه من العقوبة ولا الوزر.