الامتنان ودوره في الحياة الزوجية

إيمان عبداللطيف

  • 108

ضغوط الحياة هذه الآونة تجبر الزوجين على الكدح المستمر كل في ساحته لسد حاجة الأسرة، بل إن ما طرأ على الحياة من تغيرات بات يضطرهما لتداخل تلك الساحات أحيانا فهما لا يكفيان أسرتهما حاجتها إلا بجهد ومشقة.

لذا أصبحا -أكثر من أي وقت مضى- بحاجة إلى ما يُهَوِّن عليهما التعب الذي يلقيانه في مواجهة مصاعب الحياة، وهنا يأتي دور "الامتنان" كإحدى وسائل الإثابة وكحافز يدعوهما إلى مواصلة رحلة الكفاح، فماذا يعني أن تكون ممتنًا لزوجك؟ يعني أن ترى ما يقدمه لك ذا قيمة كبيرة، وتقر بحاجتك إليه وتدرك أثر فقده عليك ثم تعبر له عن كل ذلك بأوضح الطرق قولا وعملا.

ما أسوأ أن تجحد الزوجة أو يجحد الزوج ما يقدمه أحدهما للآخر في الوقت الذي لا يستغني عنه!، ولا يخفى عليكم خطر الجحود وما يمثله من باب واسع لكثير من الشرور المهلكة؛ فكفران العشير والكبر وخيانة العهد كلها مهلكات أساسها الجحود.

أما الامتنان فيُعظم النعمة في عين الممتن ويورثه رضاً تأتي منه السعادة وشكرًا تأتي منه البركة والزيادة.

ولكن علينا أن ننتبه لأمر مهم؛ وهو أن البعض منا قد يعي أهمية الامتنان ويحاول ممارسته ولكن بشكل عشوائي فيأتي كبعض كلمات الشكر الباهتة التي تُذْكَر في حين وتُنسَى في معظم الأحيان عندما تضغط الحياة بكل قوتها فتصرف نظر الزوجين عما يستحق أن يمتنا له إلى ما يفقداه،وكما يقال إن إحدى مشاكلنا الكبرى كوننا نعيش الأمور السلبية بكل ما نملك من مشاعر في حين أننا نمر على الأمور الإيجابية مرور الكرام، وأن النظر إلى الأمور على اعتبار أنها مسلم بها قد يقتل فيها المعنى

لذا يحتاج الزوجان أن يمارسا الامتنان كل منهما للآخر بمنهجية وليس بشكل عشوائي، والمنهجية هنا تعني القصد؛ فيقصد كلا الزوجين ملاحظة فضائل الآخر ومحاسنه وما يبذله من أجله ويقارن حاله بحال من فقد ذلك وربما يتمنى عُشره ولا يجد، ومع كثرة تكرار الملاحظة المقصودة بإنصاف وإقرار بالفضل يملأ القلب شعورًا صادقًا بالامتنان ثم يأتي دور التعبير عن هذا الشعور الصادق باستمرار بالقول والعمل.

 

وأخيرا فالحياة أصعب -وأقصر- من أن يحرم الزوجان أنفسهما ذلك الشعور من أجل خلافات يمكن التغاضي عنها بل قد يكون شعور الامتنان نفسه دواء لها وشفاء.