قطار ليبيا يتجه نحو الهاوية.. الميليشيات المسلحة تواصل إشعال الصراع

خبراء: التخلص من السلاح والميليشيات الحل الوحيد لتحقيق الاستقرار

  • 66
الفتح - الميليشيات الإرهابية في ليبيا

سقوط تلو الأخر والقطار الليبي يتجه بأقصى سرعته نحو هاوية سيكون الخروج منها مكلف للغاية ودون وقت معلوم، فلازال الليبيون يتصارعون على السلطة والثروات وأموال النفط، وفي طريقهم نحو ذلك يدمرون خيرات ليبيا ويشوهون مستقبلها سواء كانوا يعلمون ذلك أم كانوا غافلون، أزمة وراء الأخرى والفوضى تسيطر على المشهد الليبي، ولا صوت يعلو فوق صخب الذخائر والرصاص والعنف، وتبقى ليبيا عاجزة مستكينة يتكالب عليها الجميع وهي صامتة في انتظار رجال الإنقاذ.

كما أن الاشتباكات المسلحة تطغى على الساحة في العاصمة طرابلس، وتوضح الانقسام العسكري بين فريقي الحكم الدبيبة المعزول والذي تؤيده الميليشيات وباشاغا العاجز عن دخول مقرات الحكومة رغم دعم البرلمان وقوات حفتر، وعلى جانب أخر تستمر اجتماعات لجنة المسار الدستوري الليبي في القاهرة لإعداد دستور جديد للبلاد وتحديد مواعيد محددة لانتخابات رئاسية وبرلمانية مقبلة، وذلك رغم الفشل الواضح في الاتفاق على مواد الدستور بسبب وجود خمس مواد خلافية وتوقف كثير من آبار إنتاج حقول النفط في البلاد.

وبعد انتهاء الجولة الثالثة لأعمال المسار الدستوري الليبي في القاهرة، ثمّنت مصر التقدم الذي شهدته الاجتماعات، وتطلعت إلى مواصلة اللجنة الدستورية الليبية جهودها والانتهاء من العدد المحدود من المواد المتبقية في أقرب وقت، فيما أكد رئيس الحكومة الليبية، فتحي باشاغا، إن خارطة الطريق تركز على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية دون أي تأخير وفى أقرب موعد.

وفي ذلك السياق، قال غريب أبو الحسن عضو الهيئة العليا والمجلس الرئاسي لحزب النور، إن الصراع الليبي الذي تجاوز عامه الحادي عشر بعد سقوط نظام الرئيس معمر القذافي له العديد من الأبعاد المؤثرة، موضحًا أن هذه الأبعاد هي البعد الجغرافي المناطقي والبعد القبائلي و البعد الأيديولوجي والبعد الإقليمي والبعد العالمي.

وأكد أبو الحسن في تصريحات لـ"الفتح"، أن المنافسة بين الشرق والغرب الليبي توضح البعد الجغرافية في الأزمة الليبية، وأن الصراعات القبائلية في المنطقة الجغرافية الواحدة تشير للبعد القبائلي الأزمة.

وأوضح أبو الحسن البعد الأيديولوجي في دور بعض الجماعات المتطرفة في ازكاء نار الصراع الليبي مثل التيار المدخلي والتيار الإخواني، وأن البعد الإقليمي يتضح في أهمية ليبيا للقوى الإقليمية لما تمتلكه من ثروة نفطية كبيرة مكتشفة واحتياطيات كبيرة وسواحل ممتدة مما جعلها مطمع للعديد من القوى الإقليمية وعلى رأسها تركيا والتي تحاول مجتهدة أن تسيطر على الثروة النفطية الليبية.

وأكد أبو الحسن أن البعد العالمي للأزمة الليبية نراه في صراع الدول الكبرى ومنهم روسيا وأمريكا وإيطاليا وفرنسا وغيرهم في أن يكون لهم موطئ قدم في ليبيا والحصول على نصيب من نفطها وسواحلها وثرواتها. 

ونوه أبو الحسن أن طريق الخروج من الأزمة الليبية يكمن في وحدة الشعب الليبي، والمساواة بين أطياف الشعب الليبي والبحث عن الأرضية المشتركة، ونبذ كل صور التطرف والالتفاف حول منهج أهل السنة وصحيح الدين وترك الأفكار التي تفرق ولا تجمع، ونبذ العصبية القبلية المقيتة فلا فرق بين الناس إلا بالتقوى، وأن تدرك القوى الليبية خطورة الانحياز للقوى الخارجية.

وقال المهندس أحمد الشحات الباحث في الشئون السياسية، إن الأزمة الليبية تفجرت منذ اكثر من عشر سنوات على إثر موجات الثورات العربية وترتب على هذه الثورات فوضى داخلية وحرب بين القبائل، لافتًا إلى وصول كميات ضخمة من السلاح الذي انتشر بين القبائل وساعد على تأجيج الحرب الاهلية. 

وأكد الشحات في تصريح خاص لـ"الفتح"، أن انتشار السلاح والعنف، ترتب عليه أو تزامن معه انتشار للجماعات المتطرفة وجماعات العنف والتكفير.

وأوضح الشحات أنه منذ ذلك الوقت وليبيا تعيش حياة صعبة وتواجه تهديد مباشر ودائم في ملفات الامن والغذاء ومقومات الحياة الأساسية، ويبدو أن المجتمع الدولي متوافق مع هذه الأوضاع من حالة الانقسام واللادولة.

وأكد الشحات أن تدخل الاطراف الخارجية مثل تركيا والاتحاد الأوروبي عقد شكل الصراع، وجعل امده يطول، والذي دفع ضريبة هذا الصراع العسكري الداخلي، فضلا عن المؤامرة الخارجية هو الليبيين. 

وقال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن حل الأزمة الليبية يكمن في التوافق على دستور جديد لليبيا وتحديد موعد انتخابات رئاسية وبرلمانية جديد ووجود ألية لخروج المليشيات والمرتزقة من ليبيا ونزع السلاح الذي ينتشر في المدن والقرى، لأن الميليشيات والسلاح لن تسمح بنجاح أي حكومة.

وأوضح "القويسني" في تصريحات خاصة لـ "الفتح"،  أن الشعب الليبي عليه اختيار الحكومة الأقدر على عبور تلك المرحلة عبر الانتخابات، مشيرًا إلى ضرورة أن تعود كل أموال النفط لخزينة الدولة الليبية وليس للميليشيات أو القبائل، أملًا أن يحدث توافق ليبي عبر حوار وطني يتحلى الليبيين فيه بالمسئولية.

وأردف القويسني إلى ضرورة أن يفهم القبائل أن خسارة ليبيا تعنى خسارتهم وأن الميليشيات والقوى الأجنبية ستأخذ ليبيا نحو الهاوية وخسائر فادحة في المستقبل الليبي.