كيف تزداد علاقة الأخوة نموًّا وازدهارًا وترابطًا؟.. غريب أبو الحسن يجيب

  • 131
الفتح - علاقة الأخوة

قال غريب أبو الحسن عضو الهيئة العليا والمجلس الرئاسي لحزب النور، إن إن العلاقاتُ الوطيدة تُنسج على مهل، وتنمو وتترعرع مع طول العشرة، مضيفًا أنه من عجائب العلاقات الوطيدة: علاقة الحب في الله والتآخي في الله؛ وذلك أن علاقة الحب في الله والتآخي في الله لا تتطلب طول الزمن، ولا كثرة المعاشرة، ولا قُرب المنزل، ولا صلة الدم لتصير وطيدة، بل يكفي فيها أن يكون الحب في الله وأن يكون الالتقاء فيها لله، وأن تكون قائمة على طاعة الله والتعاون على البر والتقوى.

وأوضح أبو الحسن في مقال له نشرته الفتح، أن مثل هذه العلاقات تطوي الزمن، وتتجاوز حدود المكان، وربما صارت أقوى من علاقات الدم والمصاهرة، وربما خص الأخ أخاه بالسر الذي يحجبه عن أمه وأبيه، وربما اقتسم الأخ ماله مع أخيه في الله، وربما اقتسم داره معه وتأمل في مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وكيف كان الرجل يعرض على أخيه بيته وماله، وغير ذلك.

وأشار أبو الحسن إلى أنه إذا وافق علاقات الأخوة طول العشرة، وكثرة الخلطة في الطاعة؛ ازدادت علاقة الأخوة نموًّا وازدهارًا، فتجد تقارب الأفكار وسرعة التفاهم، وتماثل المفردات، فتجد المتآخين يلتقون بأفكارهم بأسرع طريق، وربما فهم الأخ أخاه قبل أن يتكلم، فتغني الكلمة الواحدة عن الخطب الطوال والشرح المفصَّل.

وتابع أبو الحسن: ثم يبني بينهم جسرًا متينًا من حسن الظن يجعل كل أخ يحمل كلام أخية على أفضل محمل؛ مما يوفر جهدًا كبيرًا يهدر في غيرها من العلاقات في توضيح مقصود الكلام، وتبرير الألفاظ والكلمات، وتفسير المواقف، ثم توجد معاني البر والإحسان والوقوف إلى جانب بعض في لحظات الشدة والضيق، وظهور معاني الإيثار، ولو بهم خصاصة، والسعي لتفريج الكربات وإقالة العثرات، ثم التفقد في الغياب والنصيحة عند الخطأ، والتحفيز عند الكسل، والأخذ باليد عند التعثر، ثم يكون اهتمام الأخ بأخيه عند غيابه، فيكون معنى هو مِن أجلِّ هذه المعاني، وهو الدعاء للأخ بظهر الغيب، وهو مِن أرجى الدعاء للقبول، ومِن أنقى صور الحب.