كاتب: هذه الآية القرآنية الكريمة ذكرت 4 صفات للمؤمنين المحبين لله

  • 89
الفتح - القرآن الكريم

قال الكاتب والمفكر الإسلامي حسن حسونة، إن الآية الكريمة،  "يا أيها الذّين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يُحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يُجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم"؛ ذَكَرَت أربع صفات للعباد المحبين لله محبة صادقة.

وأوضح الكاتب في مقال له نشرته الفتح، تلك الصفات الأربع لمحبة العباد الصادقة لله عز وجل كالآتي:

١- "أذلة على المؤمنين": فالمؤمن رحيم بهم، متواضع معهم، مشفق عليهم؛ لاقتدائه برسول الله صلى الله عليه وسلم "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك".

٢- وصفٌ آخر: "أعزة على الكافرين"، أي: شديدٌ عليهم، يبغضهم لكفرهم، ولأن الله يبغضهم وهم أعداء الله "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء"، فمِن البرهان على محبتك لله: أن تحب ما يحبه المحبوب، وأن تبغض ما يبغضه المحبوب، فالله يحب المؤمنين، المتقين، الملتزمين بالدين، ويبغض الكافرين المشركين المتمردين على أوامره، وأنت كذلك أيها المحب.

٣- الوصف الثالث في الآية: "يجاهدون في سبيل الله" أي: بالنفس والمال واللسان، والقلم والقلب؛ لأنهم يعلمون أنه ذروة سنام هذا الدين، وهو التجارة الرابحة مع رب العالمين، "يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم . تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون"، وكأن السؤال: وما لنا إن فعلنا ذلك؟ فجاءت الإجابة: "يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدنٍ ذلك الفوز العظيم"؛ ولأن ترك الجهاد فيه المَهانة والذِلة للأمة": "إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع، واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلَّط الله عليكم ذُلًّا"، فالمحبون لله يجاهدون في سبيل الله على درجة استطاعتهم، وما يتعين عليهم من ذلك.

٤- الصفة الرابعة للمحبين: "لا يخافون لومة لائم في الله"؛ لأنهم يبحثون عن محاب الله ورضوانه؛ فلا يهمهم في إقامة ما أوجبه عليهم لائمة من أحدٍ؛ ولأنهم يعلمون أن مَن أرضى الله بسخط الناس؛ رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومَن أرضى الناس بسخط الله؛ سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وإرضاء جميع الناس غاية لا تُنَال؛ فما عليك أيها المحب إلا أن تأتي محاب الله ورضوانه، ولا تكترث بكلام الناس، فقد قيل عن الأنبياء أقبح الصفات، "كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحرٌ أو مجنون"، وبيَّن الله أن هذا دأبهم: "أتواصوا به بل هم قوم طاغون"، ومع ذلك لم يتركوا دعوتهم، فإن كان هذا مع الرُّسُل وهم الأكرم؛ فما دونهم أيسر وأهون.