مشرف الفتوى بالأزهر: تزييف عقول أبناءنا جريمة بمعنى الكلمة

  • 40
الفتح_ الدكتور عباس شومان المشرف على الفتوى بالأزهر الشريف

قال الدكتور عباس شومان، المشرف على الفتوى بالأزهر الشريف، ووكيل الأزهر السابق: إن تزييف عقول أبناءنا جريمة بمعنى الكلمة حلت بمجتمعنا ولم تكن في عقود سابقة، ويبدأ هذا التزييف بإخلال كثير من المعلمين بل وكثير من أساتذة الجامعة بواجباتهم تجاه طلابهم، فيتعاملون تعاملًا وظيفيًّا جافًّا يكتفون فيه بالحضور والانصراف دون إفادة حقيقيَّة لطلابهم.

وأضاف "شومان" - في مقالة له بمجلة صوت الأزهر - أن المعلمون اليوم يوفرون طاقاتهم لأوقات الدروس الخصوصيَّة التي يتجولون خلالها على بيوت طلابهم، حتى أصبح مألوفًا أن ترى دخولهم وخروجهم من بيوت طلابهم كدخول وخروج عمال توصيل الطلبات المنزليَّة، إلا أنَّ عمال توصيل الطلبات ينصرفون سريعًا بينما يبقى المعلم مع تلميذه بعض الوقت؛ ليته يُعلِّم أو يشرح شرحًا حقيقيًّا، ولكنه تحوَّل إلى مدرِّب يحسن توقع أسئلة الامتحانات بواقع خبرته، ويدرِّب طلابه على كيفيَّة حلِّها، وكأنَّ إجابات الأسئلة أصبحت هي المقررات الدراسيَّة ومحتواها، مع أنَّ الأسئلة ماهي إلا لقياس درجة استيعاب الدارس لمحتوى المقررات الدراسيَّة.

وتابع المشرف على الفتوى بالأزهر الشريف، ووكيل الأزهر السابق، أنه من الممكن أن يحصل الطالب على درجات مرتفعة وربما نهائيَّة دون أن يعرف شيئًا عن محتويات المقررات التي امتحن فيها، وحتى الإجابات التي حفَّظه إيَّاها معلِّمه سرعان ما تطير من رأسه؛ لأنها معلومات مبتورة عن أصولها التي تضمها كتب من أبواب وفصول كثيرة.