خبير أسري: الشيطان لا يحب استقرار الأسرة ولا يسعد بإنجاب أولاد يوحدون الله

  • 54
الفتح - صلاح الأسرة

قال الخبير الأسري محمد سعد الأزهري: الشيطان لا يحب استقرار الأسرة، ولا يسعد بإنجاب الأولاد الذين يوحدون الله، فهذا يغيظه ويحجّمه، لذا فانتبهوا جدًا عندما تحين ساعة الخصومة بينكما كزوجين، فإن الشياطين تنفث في الخصومة الصغيرة لتجعلها ضخمة وكبيرة، وتجعل من الرد غير المقصود كصخرة تقع على الطرف الآخر فتصيبه بالجروح العميقة وتخرج منه الدماء الكثيرة، فماذا سيكون رد المجروح إلا أن يرد الجرح بكسر، والدماءً بذبح، والذل بقهر!

وتابع "الأزهري" - في منشور له عبر صفحته الرسمية بـ"الفيس بوك" -: هنا يسعد الشيطان أكثر وأكثر؛ لأنه نجح في مهمته بتقريب النار إلى القلوب، وبتأجيج الصراع حتى يدخل فيه الأب والأم، والولد والبنت، والخال والعمّ، وترتفع الوتيرة وتنجذب شياطين الإنس إلى ساحة الصراع، فتجتمع على هذه الأسرة المسكينة شياطين الجن والإنس والأحاميق من البشر لكي يُجهزوا عليها دون رحمة، ظناً منهم أنها الرحمة. 

وأضاف أن الشياطين تنفر من الإصلاح، وتكره كل سُبل النجاة والحفاظ على الأسرة، وبالتالي فجملة "الصلح خير" تهدد عروش الشياطين، وكذلك "فمن عفا وأصلح فأجره على الله" تقتلهم وتُفسد مخططاتهم، وكذلك "فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم" تشعرهم بالذلّة والصّغار، لذلك تذكروا جيداً مثل هذه المعاني، حتى لا تفقدوا البوصلة والمسار الذي وُضع للأسرة وصلاحها.

وأوضح "الأزهري" أنه في كل الأحوال فإن النصَّ القيِّم، والذي يجعل كل الخصومات تعود إلى حجمها وتنزل من علوِّ خصامها إلى أرض حقيقتها هو قوله تعالى "ولا تنسوا الفضل بينكم"، مشيرًا إلى أن هذا النص ينزل على قلوب العباد كالماء البارد فوق النار المتوقّدة فيصيبها بالخَرَسْ، وليصدمها بالحقيقة، وليرويها بالهداية حتى يعود لكل طرف عقله ويسترجع قلبه، وينتبه كلاهما لخطورة التسابق على إنهاء العلاقة الزوجية دون نظر لما بينهما من سابق وُدّ وعظيم الأجر وحُسن العشرة، وأن التغيير الذي حدث لهما أو لأحدهما، يمكن أن يُعالَج وتعود المياه إلى مجاريها، فإن الله وحده من بيده تغيير القلوب وتبديل الأحوال.

وأكد الخبير الأسري، على أنه للأسف كثير من الأزواج يظنون أن عودة الحياة لسابق عهدها وكأنه شيء مُحال، رغم أن كلّاً منهما قد وقع في بعض الموبقات المستترة عن بعضهما قبل الزواج أو بعده، وكانا يجتهدان في العودة إلى سابق عهدهما فيفشلان مرات ومرات، وبعد فترة تاب الله عليهم وصاروا كمن عاد من الحج دون ذنوب، لصدق توبتهما وحُسن صنيعيهما، فلماذا لا يطبقون ذلك على الأسرة بما فيها من أطراف بعضها صغار السن يحتاج لعقل الكبار وحنان الأم وعطف الأب، لذا فعلى الزوجين الانتباه لمثل هذا والانشغال بالدعاء أن يوفقهما الله إلى ما يحبه ويرضاه.