خلطات وتراكيب وراثية لزيادة دقيق الخبز.. ولجنة وزارية تدرس استغلال "البطاطا"

  • 48
الفتح_ أرشيفية


خلطات وتراكيب وراثية لزيادة دقيق الخبز.. ولجنة وزارية تدرس استغلال "البطاطا"

الجندي: نعمل منذ عقدين على تجارب علمية لخلط دقيق القمح بمستخلص "البطاطا".. والنتائج مبشرة

زكريا: نمتلك البنية الأساسية اللازمة للتعامل مع الأزمة.. ويمكن زراعة 50% من الأراضي الحديثة بالقمح

تقرير – أحمـــد عمـــر

دفعت الأزمة الاقتصادية والغذائية التي يشهدها العالم، مؤشرات التضخم إلى الارتفاع، الأمر الذي تسبب في اتخاذ سياسات وإجراءات عنيفة للحد من تداعيات الآثار العنيفة.

وبسبب ارتفاع التكاليف لتعطل سلاسل الإمداد والتوريد والذي جاء مواكبًا لزيادة الطلب على القمح الروسي والأوكراني على مستوى العالم، أجمع باحثون أن الوقت قد حان للبحث عن بدائل أخرى لتقليل العجز المتوقع من القمح وتقليص الفجوة المتوقع حدوثها تدريجيًا .

وإزاء الأزمة الاقتصادية التي شهدها العالم أثبت قطاع الزراعة أهميته ودوره الكبير في تحقيق الأمن الغذائي للمواطن المصري، وهو ما أكد عليه السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الزراعة قطاع تشابكي، النمو فيه يؤدي إلى نمو بباقي القطاعات، .. مضيفا: "الزراعة قادرة على توفير الاحتياجات الغذائية وتقليل فاتورة الغذاء بالاضافة إلى توفير العديد من فرص العمل لأبناء الوطن".

وقال "القصير" في تصريحات إعلامية – الثلاثاء الماضي- إن القيادة السياسية اهتمت بشكل غير مسبوق بهذا القطاع، معقبّا : "لولا خطوات الدولة الاستباقية لما استطاعت الدولة توفير الاحتياجات الأساسية والسلع في الوقت الذي عانت فيه دول العالم من نقص الاحتياجات الأساسية.

وفيما يخص تجارب إضافة دقيق القمح إلى مستخص دقيق البطاطا، أكد الدكتور عبدالمنعم الجندي، أستاذ تربية الخضروات والنباتات الطبية المنتدب لمجلس الوزراء في تصريحات خاصة لـ "الفتح"، أن هناك توجهًا من جانب وزارة التموين لإيجاد حلول لإشكالية نقص ودعم الدقيق، كاشفًا عن وجود لجنة مكونة من وزير التموين والتجارة الداخلية بقيادة الدكتور علي المصيلحي، والدكتور علاء شاكر عرفات رئيس معهد تكنولوجيا الأغذية، والدكتور أحمد حلمي رئيس معهد بحوث البساتين ونائب وزير التموين ومجموعة من قيادات مجلس الوزراء للبدء في دراسة الأمر بطريقة علمية ومتخصصة لاتخاذ الإجراءات التنفيذية لمتابعة نشاط إنتاج الخبز من البطاطا.

وأضاف أن طريقة إضافة دقيق البطاطا لم تكن وليدة العهد بل يجري العمل عليها منذ 20 عامًا تقريبًا وبالتحديد منذ عام 2002 وتعتمد على استحداث سلالة البطاطا "الجنداوي" وبعض التراكيب الأخرى لإنتاج دقيق البطاطا وخلطه بدقيق القمح لإنتاج الخبز.

وعن مميزات البطاطا، يرى "الجندي" أنه تمكن زراعتها في مصر طوال العام نظرًا لاختلاف الأجواء المصرية وتمتعها بتباينات مناخية مختلفة جعل في مصر أجواءً متنوعة لزراعات مختلفة، إذ تمكن زراعتها بداية من منتصف فبراير وحتى أكتوبر من كل عام وتستمر الزراعة من خلال عروات مختلفة.

وأضاف أن إنتاجية الفدان من محصول البطاطا يصل حتى 20 طنًا، حال مراعاة مواعيد الزراعة والعروة والظروف الحرارية المثلى المهيأة للإنتاج، حيث إن البطاطا محصول صيفي حراري يحتاج إلى حرارة عالية، ويوجد به العديد من التراكيب الوراثية الصالحة لإنتاج خبز منها.

وأكد "الجندي" أن مشواره العلمي والبحثي بدأ عام 1993 وحتى تاريخه ويمكن القول إن التجارب والواقع العملي يؤكد إمكانية إدخال تراكيب وراثية جديدة ينتج منها خبز أفضل وأجود من ذلك الخبز الشائع حاليًا.

وأفاد أن الخلط له فوائد عديدة ليس فقط مقتصرًا على تقليل العجز في منظومة القمح ولكن لإدخال طعم جديد ومذاق أفضل وجودة أعلى بنوعية خبز مختلفة، مضيفًا أنه يمكن وقف استيراد القمح تدريجيًا من خلال خطة لحظية تتبناها رئاسة الجمهورية بالتكامل مع وزارة التموين وفقًا لخبراته ودراساته التي استمرت منذ 1994م وحتى اليوم.

ويمكن إدخال عدد من التراكيب الوراثية الجديدة في الزراعات ومن ثم إضافتها لمنظومة الخبز المصري لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وهذا الدور يقلص حجم الاستيراد الخارجي نوعًا ما.

وأكد أن هذا المنتج مصري محلي له من المزايا العديد، حيث يمكن إدخاله في منظومة الخبز المصري ووقف الاستيراد نهائيًا على المدى الطويل من خلال خطة تتبناها الدولة المصرية.

وأشار إلى أن إنتاج الفدان الواحد من البطاطا 20 ططنا ويعادل عشرة أمثال إنتاج الفدان الواحد من القمح، ممثلاً بأنه في حال التمكن من زراعة 360 ألف فدان من البطاطا فسيكفي احتياجات مصر فكأنما قمنا بزراعة 3.6 ملايين فدان من القمح وبما يعادل إنتاج 7.2 ملايين طن قمح وبإضافتها إلى كمية القمح المنتجة وبذلك نصل إلى تلبية احتياج السوق المحلية من الدقيق تدريجيًا.

أما الدكتور سعد زكريا، أستاذ بقسم الكيمياء وسمية المبيدات بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، فأكد أن البنية الأساسية اللازمة للتعامل من نقص الدقيق في مصر متوفرة وعلينا الخروج من الإشكالية وإدارتها لتحقيق مكاسب قد نتحول بها خلال مراحل إدارتها إلى مصدرين، لافتًا إلى أن خلط القمح ببعض المحاصيل بنسب كالذرة أو الشعير أو مسحوق البطاطا بنسب ما بين 15 إلى 20%، خاصة أن الشعير يتعامل مع الأراضي ذات الملوحة العالية والأراضي المستصلحة حديثًا.

ولفت إلى أن خلط القمح بالمحاصيل البديلة يسهم في سد جزء من الفجوة، كما أن استبدال بعض محاصيل الفاكهة والخضروات في الأراضي القديمة أو ذات القيمة الاقتصادية المنخفضة مثل أشجار الموالح المسنة التي تجاوز عمرها أكثر من 40 عامًا بمحصول القمح بدلا منها يساعد على زيادة المساحة المنزرعة بالأراضي القديمة.

فيما نصح بالتوسع في زراعات الأراضي الحديثة بما لا يقل عن 50% منها قمح في الشتاء وذرة وفول الصويا في الصيف، وكلا المحصولين من المحاصيل الاستراتيجية في توفير الزيت والعلف وكلا الاحتياجين يحتاجهما الشعب بصورة كبيرة وتسبب في استنزاف العملة الصعبة في توفير هذه المحاصيل.