• الرئيسية
  • الأخبار
  • اللواء محمد التميمي قائد قوات الصاعقة في حرب أكتوبر في حواره مع "الفتح": الانقسام العربي جسر الصهاينة للهيمنة على الشرق الأوسط

اللواء محمد التميمي قائد قوات الصاعقة في حرب أكتوبر في حواره مع "الفتح": الانقسام العربي جسر الصهاينة للهيمنة على الشرق الأوسط

  • 141
اللواء محمد التميمي قائد الصاعقة

اتفاقية السلام مع الصهاينة "وهم" ولاتزال أراضي مصرية تحت الاحتلال
دولة الاحتلال الصهيوني لها يد فيما يحدث في سيناء
قطع المعونة الأمريكية لن يؤثر في الجيش.. ومصر أكبر من صغائر الدول التي قاطعتها


رأى اللواء محمد التميمي، الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي، قائد قوات الصاعقة في حرب 6 أكتوبر، أن اتفاقية كامب ديفيد أضعفت الموقف المصري والعربي وجعلت مصر تابعة لأمريكا، مشددا على أن تجميد المعونة الأمريكية بعد 30 يونيو في صالح مصر، وسيتيح لها الخروج من هذه التبعية وأن إعادة العلاقات مع روسيا أفضل من الاعتماد على أمريكا فقط.


أكد أن حرب أكتوبر كانت لحظة تحرير ليس فقط لمصر ولكن للدول العربية بشكل كامل، وأنه مازال يحتفظ بأول علم صهيونى سقط في الحرب وعليه دماء الشهيد الذي أسقطه، موضحا أن الكيان الصهيوني بعد الحرب سعى للاعتماد على الطرق غير المباشرة في الحروب عبر إثارة القلاقل والفتن في الدول العربية لإنهاكها وجعلها تابعة للغرب.


وأضاف أن ما يحدث حاليا من انقسامات يصب في صالح دولة الاحتلال ولها يد فيه، موضحا أن الغرب يسعى لصياغة ما يسمى بـ"الشرق الأوسط الجديد" وفيه يقود الصهاينة المنطقة وتخدم مصالح الغرب.


وأشار في حواره مع "الفتح" إلى أن الملف الأمني لن تتمكن أية حكومة في ظل الأحداث الحالية من حله لغياب الوعي الأمني لدى الشعب ولضعف الدول، كما تحدث معنا عن تدهور العلاقات مع بعض الدول ودور الجيش في المرحلة المقبلة ودوره في المرحلة المقبلة، وإلى نص الحوار.


·ما حكاية ذلك العلم الصهيوني والدماء التي عليه؟
**هذا العلم الصهيوني كان أول علم تم إسقاطه من أول نقطة إسرائيلية حصينة يتم اقتحامها من النقاط الخلفية لخط بارليف، والدماء التي عليه هي دماء الشهيد فتحي حماد الذي أصر على إسقاط العلم والموت فوقه.


·ما دورك في حرب أكتوبر؟
** كان دور قوتنا منع وصول قوات العدو في النقاط الخلفية لخط بارليف إلى النقاط الأمامية لنجدة قواتها، وفي حالة وصولها كانت ستمنع عملية العبور، وكان من المخطط أن نمنعها لمدة ست ساعات فقط، ولكننا استطعنا أن نجبرها على التراجع لمدة تصل إلى ست أيام وإعاقتها عن العبور من غرب المضايق لغرب القناة.


·لماذا تشكك الدولة الصهيونية في حرب أكتوبر؟
** دولة الاحتلال الصهيوني اعترفت ضمنيا بالنصر في وقتها، فقد أطلقت على تلك الحرب "الزلزال"، واستقال موشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي، وديفيد آل عازر، رئيس الأركان، وطلبت جولدا مائير، رئيسة الوزراء، من أمريكا التدخل لحماية إسرائيل.
هذا بجانب الشواهد الأخرى التي بأي حال من الأحوال تدل على أن ذلك نصر عظيم، فقد سقط من إسرائيل 2400 قتيل وهو أكبر عدد قتلى في حرب تخوضها دولة الاحتلال.


·ما التحول الذي حدث في الصراع العربي الصهيوني بعد نصر 73؟
** كانت إسرائيل أكثر ذكاءً من الدول العربية، فقد غيرت دولة الاحتلال الصهيوني من استراتيجيتها بعد الحرب، وأخذت قرارا بعدم الدخول في أية حرب مع الدول العربية، واعتمدت على حرب غير مباشرة، حيث تصدر المشاكل الداخلية إلى الدول العربية وتؤجج الفتن والصراعات الداخلية والخارجية والحروب الأهلية، وهو ما نرى شواهده في حالات الانقسام في كل الدول العربية، بينما نحن مازلنا في وهم أننا في حالة سلام مع الصهاينة.


* معنى ذلك أن دولة الاحتلال الصهيوني لا تعترف باتفاقية السلام مع مصر؟
** لا يوجد سلام مع الصهاينة كونهم خالفوا كل المواثيق والعهود، وهم مازالوا مسيطرين على أراض مصرية، مثل: العوجة وأم الرشراش، وكانت تلك المعاهدة انقلابا في موازين القوى، فعقدنا للاتفاقية دفع 54 دولة كانت تقاطع الدولة الصهيونية للاعتراف بها مما قوى من شوكتها، بينما قاطعتنا الدول العربية مما أضعف موقفنا.


كما أن سحب الكيان الصهيوني قواته من على الحدود أراح جنوده، وبدأ في الالتفات للشأن الداخلي وأصبحت دولة عظمى تحتل المركز التاسع من حيث القوى العسكرية وتصدر الأسلحة للهند وتقوم بإصلاح الطائرات التركية، في الوقت نفسه نحن لم نتمكن من السيطرة على سيناء ولا تحقيق تنمية فيها.


·هل من الممكن أن يكون للكيان الصهيوني دور فيما يحدث في سيناء؟
بالطبع، إسرائيل من مصلحتها أن يحدث قلاقل في سيناء، ولإسرائيل أذرع في كل الدول العربية لضمان عدم استقرارها، كما أن الجماعات الإرهابية في سيناء البعض منها من الممكن أن يكون له دور غير مباشر ومدرك في تحقيق أهداف إسرائيل في المنطقة.


·ما هي تلك الأهداف؟
** تلك الأهداف ترتبط بالهدف الذي ولدت أصلا من أجله دولة الاستيطان، ففي عام 1903 في مؤتمر ببريطانيا تم مناقشة أسباب زوال الإمبراطوريات الاستعمارية، وتوصلوا إلى أن الدول العربية هي حائط الصد أمام المخطط الاستعماري وأن الوجود العسكري التقليدي سينكسر أمام تلك القوة، بل إن الدول العربية بتجانسها الديني والعرقي واللغوي من الممكن أن تكون قوى عظمى تسيطر على أوربا، ففكروا في زرع كيان وسطهم يعمل على تشتيتهم وإنهاك قوتهم مما يمهد للسيطرة عليهم وقياداتهم، وفي الوقت نفسه يحافظ هذا الكيان على مصالح الغرب، ومن هنا ولدت فكرة إسرائيل ومعها المخطط الكبير الغربي في صياغة "شرق أوسط جديد"، ومخطط يهودي في تلمودهم ببناء إمبراطورية يهودية من النيل للفرات، وكل ما يقوم به الغرب وأمريكا يصبان في خدمة ذلك الهدف.


·معنى ذلك أن قطع المعونة الأمريكية العسكرية في صالح الكيان الصهيوني؟
** حتى الآن لا يوجد تأكيد على قطع المعونة، ولكنه تلويح وتهديد فقط لا غير، وزيارة وزير خارجية أمريكا جون كيري ووفد الكونجرس دليل على ذلك، ولكن عامة نحن في أمس الحاجة لتعليق المعونة العسكرية، فهي في حقيقتها ليست معونة فأمريكا تفرض عليها مستشارين عسكريين يتقاضون مبالغ كبيرة، وأمريكا تمدنا بأسلحة لا تؤدي لتقوية الجيش، ومن الضروري قطع أية تبعية لنا بأمريكا.


·هل تلعب روسيا دور البديل في تزويد مصر بالسلاح؟

** علاقتنا بروسيا منذ الاتحاد السوفييتي علاقة قوية وتاريخية، ونحن في حاجة لتنوع مصادر شراء الأسلحة، كما أن هناك أسلحة بالجيش مثل: "الكلاشينكوف" سلاح روسي، وفي حالة عودة علاقتنا بروسيا سنستفيد من خبرتها في صيانة الأسلحة.


·لكن هناك أنباء عن أن روسيا تسعى لوجود قواعد لها بمصر؟
** هذا الكلام ليس صحيحا، فمصر ترفض أن يكون لأية دولة قاعدة بها وترى ذلك أنه يمس بالأمن القومي وهو خط أحمر، ففي ظل علاقتنا القوية مع أمريكا لم يكن هناك قواعد أمريكية في مصر، منذ رحيل القاعدة الأمريكية التي كانت بجنوب الأقصر.


·ما تعليقك على قطع بعض الدول علاقتها بمصر بعد 30 يونيو؟
** الدول التي قطعت علاقتها بمصر دول صغيرة ومصر أكبر من تلك الدول، فقطر بها أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، وتركيا كانت حريصة على نجاح تجربة الإخوان، لأن نجاح تلك التجربة سيكون بمثابة النجاح للنظام التركي، وانهياره يشكل خطرا على وجود نظام أردوغان، وعامة فإن هناك دولا وقفت بجانبنا مثل السعودية، وهي دولة كبيرة وكان ملوكها يحرصون دائما على أمنها واستقرارها، لأن استقرارها له أهمية استراتيجية لها، ويساعد على استقرار المنطقة ويحافظ على قوتها.


·ما تقييمك لدور الجيش في الحياة السياسية في الفترة الماضية؟
** الجيش منذ أول يوم انحاز لإرادة الشعب الرافض للتوريث وسيطرة رجال الأعمال على مقدرات الوطن، وعندما ساعد الإخوان على زيادة الانقسام وتم تهديد أمن الوطن كان يجب على الجيش أن يتدخل، فتدخل الجيش إجباريا وليس اختيارا.


·ماذا يجب أن يكون دور الجيش بعد المرحلة الانتقالية؟
** دور الجيش كما هو منصوص عليه في الدستور هو حفظ أمن البلاد وحدودها، ولكن يجب أن يتدخل في حالة حدوث أي خطر على الأمن القومي، وأنا أطالب بأن يتم الحفاظ على تلك المادة 194 في الدستور، لأن مواد الجيش يجب أن تكون مستقرة لما فيها من حساسية ويجب ألا يتم التغيير فيها باستمرار.


·لماذا فشلت كل الحكومات في التعامل مع الملف الأمني منذ بعد ثورة يناير؟
** الملف الأمني ملف شائك، وبعد الثورة حدث انفلات أخلاقي وانهارت هيبة الدولة ولم يلتزم أحد بالقوانين في ظل غياب شبة تام من قوات الشرطة، وتوجد شروط كثيرة يتوقف عليها عودة الأمن، فيجب أن يكون هناك وعي ذاتي داخل المواطن يدفعه لاحترام الدولة والقانون، ويجب إنهاء حالة الانقسام السائدة في المجتمع التي وصلت إلى حد الانقسام داخل الأسرة الواحدة لأن هذا يذكي العنف، كما أنني أطالب بعودة اللجان الشعبية وتكون هذه رسالة بدعم الشعب لقوات الأمن وتشجيع لها.


·بعد ثلاثة أشهر من تطبيق قانون الطوارئ، هل ساعد على حفظ الأمن؟
**قانون الطوارئ مثله مثل باقي القوانين العرفية التي تسعى الحكومة لفرضها، ونحن لسنا بحاجة لتلك القوانين التي تقلل من مساحة الحريات التي اكتسبها الشعب، ولكن يجب تطبيق القوانين الموجودة، فالقوانين الموجودة كافية لردع الخارجين وحفظ الأمن، بل هناك بلاد كالمملكة المتحدة تعيش بدون دساتير.