• الرئيسية
  • الأخبار
  • بعد إنكار "الهلالي" فرضية الحجاب.. علماء: يرتدي عباءة الدين ليطعن في الثوابت.. والحجاب فرض بالإجماع

بعد إنكار "الهلالي" فرضية الحجاب.. علماء: يرتدي عباءة الدين ليطعن في الثوابت.. والحجاب فرض بالإجماع

  • 140
الفتح - ارشيفية

بعد إنكار "الهلالي" فرضية الحجاب

علماء: يرتدي عباءة الدين ليطعن في الثوابت.. والحجاب فرض بالإجماع

"الدعوة السلفية": تنفيذ لأجندة غربية تحاول سلخ المسلمين من دينهم وهويتهم 

"فؤاد": عجبت من رجل يختبئ خلف يافطة أستاذ بالأزهر ثم ينكر الحجاب!

سامح بسيوني: إنكار الحجاب طامّة كبرى وخطر داهم على المجتمع


أثارت تصريحات المدعو سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، حول تشكيكه في فرضية الحجاب، جدلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أنكر الهلالي الحجاب الذي يعد من الفروض الواجبة على المرأة المسلمة في الدين الإسلامي، والحجاب في اللغة يدور على الستر والحيلولة والمنع، وحجب الشيء أي ستره، فالمرأة المحجبة هى التي سترت نفسها.

في ذلك الصدد، عقب الشيخ عادل نصر، المتحدث باسم الدعوة السلفية، على أباطيل المدعو سعد الهلالي بشأن إنكاره فرضية الحجاب، قائلاً: "هو إنكار صريح لأمر نص عليه القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ينكر ما هو معلوم من الدين بالضررة يكفر عند العلماء وأهل العلم".

وقال "نصر" في تصريح خاص لـ "الفتح": "إن آيات الكتاب الكريم حول فرضية الحجاب واضحة ليست بحاجة إلى تأويل، أما فيما يخص النقاب فالآراء فيه على قسمين، وهما الاستحباب والوجوب، لكن الحجاب فرض وإنكاره يُعد نوعًا من الزندقة وهو مجمع عليه عند أهل السنة".

أضاف: أن إنكار فرض معلوم للعامة، ومن رجل محسوب على مؤسسة دينية عريقة كالأزهر الشريف، بحاجة إلى وقفة حقيقية ومحاسبة، ويجب ألا يمرّ مرور الكرام، لأنها محاولة واضحة لتشكيك الناس في دينهم، كما أنها آراء شاذة وأهدافها واضحة والتشكيك والنيل من الثوابت.

وواصل متحدث الدعوة السلفية، حديثه، بالقول: إن ما يقوم به هؤلاء وأمثال هذا الرجل بالتحديد، دليل على أنها أجندة غربية هدفها محاولة سلخ المسلمين من دينهم وهويتهم وعقيدتهم، فهذا الكلام وفي هذا التوقيت من رجل يلبس عباءة الدين زورًا تعد حلقة من حلقات التآمر الواضح على الدين عامة وعلى المرأة المسلمة بصفة خاصة، لأنه أمر يهدف إلى أن تعصي المرأة أوامر الله ورسوله.

وفي ذات السياق، انتقد د. عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إنكار الحجاب، متعجبًا ممن ينتسب للأزهر ومع ذلك ينكر فرضية الحجاب.

وقال "فؤاد" في مقال له: عجبت من رجل يختبئ خلف (يافطة) أستاذ بجامعة الأزهر، ثم يزعم على الهواء أمام الجميع أن الحجاب ليس فريضة، وأن القرآن لم يدلل على فرضيته، ويشكك فى الأحاديث الدالة عليه بخبث، فيدعي أن العرف أو المجتمع هو الذى يقرر ارتداء النساء المؤمنات للحجاب من عدمه، وليس الكتاب والسنة، وهما المنبعان الأصليان اللذان يستقي منهما المسلمون شرائع ربهم.

أضاف: وهذا الطرح -بغض النظر عن شخص قائله- من غير شك جهل يفوق جهل الجاهلين، وعبث، وتهريج فى مناطق خطرة، ولا علاقة له بعلم ولا فتوى ولا أستاذية، فلا يوجد مسلم لديه أثارة من علم يستطيع أن يصدق بهذا القول الغريب، حتى لو كان قائله قد حصل على أعلى شهادات جامعية.. ويرتدي أكبر عمامة أزهرية؛ فالأزاهرة بحق لا ينطقون بهذا.. بل إبليس نفسه لم يجرؤ أن يصرح بهذا أمام المسلمين، بل يوسوس.

وتابع: "أن الدين أمن قومي لا يصح العبث به، وعلى الهواء مباشرة، فالحجاب يا أمة الرسول الكريم: فرضه رب العالمين تمامًا كالصلاة والصيام والزكاة إلخ، ونطقت آي القرآن صراحة بفرضيته على المؤمنات في سورة سميت سورة النور، مطلعها يقول: (سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون)، وفي الآيات التي نزلت في هذه السورة، فريضة الحجاب تنطق بقوله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) إلى قوله تعالى- (وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن.. الآية)، فضلا عن سورة الأحزاب، والتي يأمر فيها المولى سبحانه نبيه الكريم أن يأمر نساءه وبناته ونساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن.. إلخ.

وواصل، أستاذ العقيدة والفلسفة حديثه، قائلاً: وما الفائدة التي ستعود من هذا الطرح اللامسئول في قضية علمت من الدين للجميع، وقتلت بحثا قديما وحديثا، ورد فيها أهل العلم على المشككين في كل بقاع الدنيا، وهل هذا لإرضاء فئة من الناس فحسب؟ فماذا عن رضا رب العالمين؟.

واستطرد قائلاً: إنني أبرأ أمام الله تعالى من هذا الضلال والتضليل اللامبرر، ولا أشك لحظة أن زملائي وأساتذتي وشيوخي وطلابي في جامعة الأزهر يرفضون هذا الافتئات على فريضة فرضها الله على نسائنا وبناتنا، من وقت أن انتصب منبر الإسلام تحت سماء مكة، وإلى يوم القيامة، وما قيل - يا بنات المسلمين - هو رأي شاذ، بل في الدرك الأسفل من الشذوذ، معلوم لدى العلماء أن الشاذ لا يقاس عليه.

من جهته، قال المهندس سامح بسيوني، رئيس الهيئة العليا لحزب النور، إن من المبادئ الخطيرة جدا، والتي يتم ترسيخها الآن في عقول الأجيال: "مبدأ اختلاف القناعات"، والذي يُدندن حوله الآن في كل الحوارات ويبث في لقاءات "التوك شو العربية" في كل البلدان؛ مثل ما يفعل الآن هذا "الهلالي" في تبريره لعدم فرضية الحجاب، أو غير ذلك من الطوام المستمرة التي يطرحها.

وأوضح بسيوني في بيان له، أنه تنزلا مع عقول هؤلاء وأمثالهم في الخطاب، فإن ما يطرحونه يحتاج إلى إجابات العقلاء على هذه الأسئلة كالآتي: ما الحاجة طبقا لمبدأ اختلاف القناعات هذا إلى وجود هيئات قضائية تحكم على أفعال الناس، أو وجود هيئات تنفيذية تطبق تلك الأحكام طبقا للقوانين الموضوعة في المجتمع؟!

وأكد بسيوني أن هذا المبدأ سيتعدى لأبعد من هذا؛ فما الحاجة - طبقًا لهذا- للإيمان بالرسل طالما لم ألقهم، أو باليوم الآخر طالما لم أعاينه، أو حتى بوجود الخالق طالما لا أقتنع بأوامره.

وشدد بسيوني على أن ما يؤسسه هؤلاء القوم وأمثال هذا الرجل أخطر بكثير مما يتصور الجميع، فطرح الأمر بأن النظر للأشياء والحساب عليها متوقف على القناعات؛ هذا شيء من المبادئ المؤدية إلى إحداث الفوضى الحياتية واللادينية في المجتمع.

وأشار بسيوني إلى أن هؤلاء لا يدعون لتحرير الدين أو حتى إلى دين بفهم جديد، بل يعملون بتأصيلاتهم لتلك المبادئ في كلامهم أن يأسسوا لـ"مجتمع لا ديني" طبقا لمبادئ (كابورالي - جروميلي) كمرحلة ما قبل الإلحاد، وهذا ما يسعى إليه أعداء الدين والأمة والوطن عبر هؤلاء المفتونين.