العمل الجماعي المؤسسي.. وبناء الأمم

  • 113

قال الله عز وجل "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَان"ِ
وقال النبي صلي الله عليه وسلم " يد الله مع الجماعة " صححه الألباني رحمه الله.

فالعمل الجماعي المؤسسي كله بركة , وبه تبني الأمم .. بينما العمل الفردي يزول بزوال صاحبه ..
وإن الله عز وجل لم يكتب النصر والتمكين للصحابة رضي الله تعالي عنهم إلا بهذا العمل , حيث كانوا رضي الله عنهم يدا واحدة .. رباهم النبي صلي الله عليه وسلم علي روح الفريق الواحد , علي الحب , والأخوة , والتسامح , والبذل , والتضحية ..

رباهم كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة؛ على: " طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، وإن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع ".

ولم يكن الصحابة فقط هم السائرين علي هذا الدرب , بل ما من مصلح أو مجدد فتح الله عز وجل له البلاد إلا وكان عمله جماعيا , حتى يكتب الله له النصر والتمكين , فهذا هو شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله . حيث أسس نظاما سياسيا بدأه بالدعوة إلي الله عز وجل ونشر التوحيد بين الناس وانتهي بالقتال في سبيل الله عزوجل مدافعا عن عقيدة التوحيد.
مشروعا كاملا أقامه رحمه الله علي العمل الجماعي لنصرة الإسلام والمسلمين , ومكن الله عزوجل له , فأسس نواة مباركة للدعوة والجهاد أثمرت تطهير الجزيرة من الشرك والخرافة ومن ثم إقامة شرع الله في الأرض.


وسبحان الله العظيم ... تتعجب عندما تعلم أن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب بدأ مشروعه الإسلامي بقرية واحدة من قري نجد , لا يقطنها أكثر من ألف وخمسمائة إنسان فقط .
وكان كل من حول هذه القرية معادين ومعارضين لهذا التوجه الجديد والمشروع الجديد بالنسبة لهم , بل اعتبروا ذلك خروجا علي الأمة , وتكفيرا للمسلمين , وجندوا الحملات تلو الحملات للقضاء علي الدعوة المباركه ..
وسبحان الله العظيم .. " ‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين"َ‏
امتدت دعوة شيخ الإسلام , وكتب الله لها القبول في الأرض , وفتح الله لها البلاد وقلوب العباد , ببركة الدعوة إلي الله عز وجل , والتعاون علي البر والتقوى ..
أسأل الله عز وجل أن يؤلف بين قلوبنا ..