داعية: هل كان من الصحابة من يفعل مثلما يفعل القبورية الآن؟

  • 55
الفتح - أرشيفية

قال الدكتور محمد سعد الأزهري، الداعية الإسلامي، إن مسألة الاستغاثة بالميت أو بالحي -  فيما لا يقدر عليه إلا الله  -  هي من القضايا الرئيسية عند القبوريين، ورغم ذلك لو نظرنا إلى كتاب الله سبحانه وتعالى فلن نجد آية واحدة فيها لفظ صريح بالاستغاثة بالمخلوق.

وتساءل الأزهري في منشور له عبر صفحته الشحصية على "فيس بوك" كيف يمكن لقضية عقدية رئيسية بل ركن من أركان دعوتهم ألا يوجد عليها دليل واحد صريح، بل كل أدلتهم من القرآن أخذوا فيها بمنحى التأويل مثل قوله تعالى: " أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ".
فالتوسل في الآية بإجماع العلماء هو التقرب إلى الله بفعل ما أمر وترك المحرمات.


وأكد الداعية الإسلامي أن القبوريين جعلوا من هذه الآية باباً للدخول إلى خرافاتهم رغم أن فهم الصحابة والتابعين لهذه الآية وغيرها، وحياتهم العملية مخالفة لفهم القبورية لذا ينزعجون تماماً عندما تقول لهم الكتاب والسنة بفهم الصحابة الذين رضى الله عنهم!


وتابع الازهري قائلا: فإذا انتهينا من هذا نظرنا لمن انحرف عن هذا المنهج، وأراد أن يضع قواعد جديدة للشريعة تخص المدد من العبد والاستغاثة بالميت والتوسل به، والدعاء عند المقابر وغير ذلك من المدلولات العقدية، فإنه لن يجد هذه الأدلة المتكاثرة سواء من القرآن أو السنة الصحيحة أو فتاوى الصحابة وواقعهم المبثوث في مئات المجلدات في كتب الحديث والأثر، بل ولن يجد إلا القليل جداً من الأدلة أغلبها ذات أسانيد منكرة والقليل الذي صح منها تأويلهم له باطل، والبديهي في ذلك أن قواعد الشريعة العامة والتي تُستقرأ من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا تستنبط إلا من خلال الأدلة المتكاثرة والتي تدل قطعاً على معنى صحيح شرعاً ولا مانع منه عقلاً، فالعقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح بحال.

وأضاف قائلا: أما أن يأتي البعض لكي يؤصل قاعدة شرعية أو معنى شرعي كبير فيأتي بنص ضعيف أو مؤول لينشىء استثناءً لأصل عام فيجعل الدعاء عند القبر مستحبا أو التوسل بالميت جائزا ويترك مئات النصوص الأخرى التي تخالف ذلك معنىً ولفظاً فهذا ليس من العلم بل ومخالف لقواعد الدين والعقل معا !

وواصل الازهري القول: لذلك نقول دائماً أن بيننا وبينهم الحياة العملية لصحابة النبي عليه الصلاة والسلام، فهى تمثل الوعاء الذي استوعب النصوص ثم عمل بها، ولقد وصفهم الله سبحانه وتعالى فقال : " رضي الله عنهم ورضوا عنه"، وذلك لعلو شأنهم وجليل قدرهم، فهل كان من الصحابة من يفعل مثلما يفعل القبورية الآن؟!

واختتم حديثه قائلا: بالطبع لن يستطيعوا الإجابة عن هذا السؤال، إلا بطريقتهم المعهودة وهو ايجاد استثناء من دليل ضعيف أو تأويل فاسد "بنزع معنى بعيد وليس عليه عمل الصحابة بدلاً من المعنى القريب الذي كان عليه عمل الصحابة" ثم الاستدلال بأقوال المتأخرين في كل فن والاستكثار بها وتعظيمها حتى يظن الظّان أنها الحقيقة!.