• الرئيسية
  • الأخبار
  • مؤكدا عظم قتل النفس.. أمين "ثقافية النور" بكفر الدوار يوضح أكبر سبب للانتحار وعواقبه الخطيرة

مؤكدا عظم قتل النفس.. أمين "ثقافية النور" بكفر الدوار يوضح أكبر سبب للانتحار وعواقبه الخطيرة

  • 52
الفتح - الانتحار أرشيفية

قال الشيخ مصطفى حسن، أمين اللجنة الثقافية بحزب النور بكفر الدوار: إن حفظ النفس من الضروريات الخمس التي عظمها الإسلام، وهي منحة وعطية ربانية ولذلك يجب المحافظة عليها، ولعل من أسباب جريمة قتل النفس التي بين جنبينا هو اليأس والقنوط من رحمة الله عزو وجل، ذلك أن الله عز وجل قد فتح باب الرجاء على مصراعيه، ولكن من يرتكب هذه الجريمة قد نسي رحمة الله، قال تعالى "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".

وأضاف "حسن" - خلال كلمته في ندوة "ظاهرة الانتحار" التي نظمها حزب النور بكفر الدوار بمحافظة البحيرة - أن الله عز وجل بين حال الإنسان، فقال تعالى: "إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ"؛ ولذلك نقف عند قوله إلا المصلين؛ فالتربية الإسلامية الصحيحة هامة جدا في منع هذه الظاهرة الخطيرة وهي ظاهرة الانتحار التي انتشرت في المجتمع المسلم، وقال الله عز وجل: "وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ "، وقال الله عز وجل على لسان يعقوب في سورة يوسف: "يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"، وقال عز وجل مبينا حال إبراهيم -عليه السلام- لما بشرته الملائكة بالذرية الصالحة "قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ"، وقال الله عز وجل "وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَٰئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"؛ فهذا الحال والعياذ بالله اليأس الكامل كفر وخروج من الملة، واليأس الجزئي قريب من حال الكافرين، وإن لم يكن منهم ومن وقع فيه وقع في كبيرة من كبائر الذنوب.

وأشار إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حذر من جريمة الانتحار وبين أن عقوبتها كبيرة جدا وأن صاحبها متوعد بالخلود في النار والعياذ بالله، قال -صلى الله عليه وسلم-: "من تردّى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنّم يتردّى فيه خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا، ومن تحسّى سمًّا فقتل نفسه، فسمّه في يده يتحسّاه في نار جهنّم خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنّم خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا". (صحيح البخاري)

وتابع "حسن": والنبي وضح هذه العقوبة لخطورة هذه الجريمة. ويترتب على ذلك: هل المنتحر الذي قتل نفسه كافر أم غير كافر؟ وحتى لو ذكرنا خلاف العلماء في ذلك وأنهم قد اختلفوا في هذا الأمر؛ فكيف يكون الحال في شخص اختلف فيه العلماء، هل هو كافر خالد مخلد في النار، أم على مشارف الكفر؛ فيكون قد ارتكب كبيرة من أكبر الكبائر؟ فهذا أمر خطير جدا.

وقال: إن هناك أمر آخر يوضح خطورة الانتحار وهو عدم صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنتحر، "أتي للنبي برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه وقال صلوا على صاحبكم"، وفي هذا أن النبي لم يقطع بكفره وإلا لما أمر المسلمين بالصلاة عليه، والثاني أنه حرم من صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولو صلى عليه لكان أقرب إلى رحمات الله، فإذًا قاتل نفسه لا يصل عليه من يقتدى به.

وأشار عضو "ثقافية النور" بكفر الدوار، إلى أن في هذا ردع وبيان خطورة هذا الجرم الذي يحرمه من أن يصلي عليه أئمة الخير، وهذه الجريمة وهي جريمة الانتحار صاحبها متوعد بعذاب ومحروم من مغفرة الله عز وجل إلا أن يشاء الله، وبعيد عن الجنة وهذا لابد أن يذكر لبيان حال عموم الناس؛ لأنه بجرمه هذا حرم نفسه من رحمات عظيمة ثم تعرض لوعيد شديد وأصاب من حوله بهموم وغموم لا يعلم مداها إلا الله عز وجل؛ لذلك استحب أهل العلم أن يترك من يقتدى الناس بهم الصلاة على المنتحر.