• الرئيسية
  • الأخبار
  • بسيوني: صيام عاشوراء ليس مجرد حدث فهو بيانٌ لقضية التباين والتعايش بين أمة الإسلام وأمم الأرض كلها

بسيوني: صيام عاشوراء ليس مجرد حدث فهو بيانٌ لقضية التباين والتعايش بين أمة الإسلام وأمم الأرض كلها

  • 80
الفتح - صيام عاشوراء

قال المهندس سامح بسيوني الكاتب والداعية الإسلامي إن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب اروع الامثلة في الاخلاق والمعاملات والسلوك في تعايشه مع يهود المدينة طبقًا لذلك العقد المطلق الجائز الذي عقده معهم في وثيقة المدينة  –في ذات الوقت الذى أعلن فيه مخالفتهم في عقائدهم  وأعيادهم التي هي شعائر لدينهم، وفى عباداتهم كصيام عاشوراء.

وأوضح الكاتب في مقال له نشرته الفتح بنود دستور وثيقة المدينة الذي جاء فيه : "وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين"، وتكفل لهم فيها بجميع أنواع الحقوق كالآتي: 

- فلم يقتل ﷺ يهوديًا إلا من خان وغدر، ولم يكره أحداً منهم على الإسلام، عملاً بقوله سبحانه وتعالى : ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ (البقرة : 256)، وكتب في ميثاق المدينة: "لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم " .

- ولم يصادر ﷺ أملاك أحدٍ منهم، بل أقر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على تجارتهم معهم .

- وجعل لهم ﷺ حق الحماية والدفاع  عن المدينة مع المسلمين؛ فقد جاء في ميثاق المدينة: "وإن على اليـ ـهود نفقتهم ، وعلى المسلمين نفقتهم ، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة"

- وقام ﷺ بالعدل معهم في المعاملة ورفع الظلم عن المظلومين منهم، كما جاء في صحيفة المدينة: " وأنه من تبعنا من يـ ـهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم " ،وحقق ﷺ ذلك عمليًا؛ ولو كان على حساب المسلمين.

٭٭ فمن ذلك أنه لما قتلَ أهلُ خيبر عبدَ الله بن سهل رضي الله عنه: لم يقض النبي صلى الله عليه وسلم عليهم بالدية، ولم يعاقبهم على جريمتهم، لعدم وجود البينة الظاهرة ضدهم، بل دفع النبي صلى الله عليه وسلم ديته من أموال المسلمين. ( والقصة في البخاري ومسلم ).

- وكذلك لما اختصم الأشعث بن قيس ورجل من اليـ ـهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أرض باليمن ولم يكن لعبد الله بيِّنة قضى فيها لليهودي بيمينه، ( وهى أيضًا في البخاري ومسلم ).

- وقد وردت أخبار كثيرة في أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعفو عن كل من أظهر الوفاء بالعهد من اليـ ـهود، ولا يعاقب إلا من شارك في الغدر أو أقر ورضي.

وأكد الكاتب أنه لابد لنا أن نعي أن عاشوراء ليس مجرد حدث تاريخي؛ إنما هو بيانٌ واضحٌ لقضية التمايز والتباين والتعايش بين أمة الإسلام وأمم الأرض كلها، وبيان كذلك لهذا التميز الأخلاقي والحضاري المطلوب من أبناء هذه الأمة فى كل زمان ومكان.

وتابع الكاتب: "فهل ستنضبط  تصوراتنا  في بداية عامنا بمثل هذه المفاهيم، وهل نستطيع أن نغرس تلك المعاني الشاملة واللازمة لعزة أمتنا ورفعة أوطاننا في أجيالنا القادمة في ظل تلك المحاولات المستمرة من الغرب والصهاينة لتدجين أجيالنا بمفاهيم الإبراهيمية والإنسانية المزعومة".