"داعية": لا تطلب المدح فتمرض ولا تطلب الثناء فتفْسَد ولا تنتظر الشهرة فتسقط

  • 31
الفتح - د. محمد سعد الأزهري

حث الدكتور محمد سعد الأزهري، الداعية الإسلامي، ومدير مركز الفتح للدراسات، على اختيار كلماتنا وأن نجعلها خالصة لوجه الكريم.

وكتب الأزهري في منشور له عبر صفحته الشخصية "فيس بوك" قائلا: فلتكن كلماتك من صدرك حتى تجد طريقًا مستقيمًا بين جنبات الهوى وتيارات الاعوجاج وعبارات التضليل، ولتكن كلماتك ليس لها إلا مسارًا واحدًا، تتطلّع فيه إلى رضا الخالق لا إلى طلب الثناء من المخلوق، فطلب الرضا من الضعيف ضعف، وطلب الرضا من القوى قوة، ولتكن كلماتك آسرة للإحسان لا كاسرةُ للإخوان، فالمبشِّر لا يعبس، والنّذير لا يصمت، والداعي لا يتوقّف، والسِّراج لا يُظْلِم. 

وأضاف الأزهري: ولتدرك بأن الروح لن ترتفع إلا بانسلالها من مغارات الوباء، ومنابع الأمراض، ومراتع الشرور، وإذا لم تُسرع في الهروب فلن تخرج كلماتك إلى النور، وستظل مستقرة فوق السطور تظن أنها تسير وهي في حقيقتها ما زالت ميتة تنتظر جنازتها ولكن بدون مشيعين. 

ونوه الداعية الإسلامي إلى أن صوت الكلمة لن يصل إلى السماء إلا إذا كانت خالصة المقصد، مبرأةً من إرادة العلو، وممهورة بتوقيع غير مزوّر تخبرنا فيه الحروف بأنها لا تريد إلا الحق، وأن صرير القلم المخلص يرفع الإيمان في القلوب فتصبح الكلمة حية فوق السطور وعلي بساط الريح تُريح كل مريض وعليل. 

وواصل الأزهري حديثه، قائلا: أخي لا تتوقف عن المضي، ولكن لا تسير بلا بوصلة، لا تطلب المدح فتمرض، ولا تطلب الثناء فتفْسَد، ولا تنتظر الشهرة فتسقط، ولا تبتغي السُّمعة فتخبو.

وأردف قائلا: كن له، وبه، ومعه، وبين يديه؛ يكن لك ناصرًا وموفقًا وراحمًا ومعينًا، وهنا ستخرج كلماتك من صدرك لتنير هذا العالم المُعتِم، ولتزيل غبار الحرب، ولتسكن بعدها قلوب الحيارى بعد أن صارت كلماتك كالشفاء بعد الداء. 

واختتم الأزهري حديثه قائلا: أخى لا تقلل من نفسك، ولا تبتعد عن مكامن قوتك، واستعن بالله ولا تعجز، واعلم أن النصر مع الصبر وأن بعد العُسر يسرا.