• الرئيسية
  • الأخبار
  • عميد بالأزهر عن تطاول إبراهيم عيسى: يهاجمون الإسلام في قيمه وأخلاقياته وسياساته واقتصاده وعسكريته

عميد بالأزهر عن تطاول إبراهيم عيسى: يهاجمون الإسلام في قيمه وأخلاقياته وسياساته واقتصاده وعسكريته

  • 77
الفتح - محمد عمر القاضي

قال الدكتور محمد عمر القاضي عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج، منتقدًا إبراهيم عيسى: استغربت وكل أمره غريب، رأيته يهاجم بضراوة سيدنا أبا بكر الصديق خليل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الذي سماه الله صاحبه، من لا يعدله بعد رسول الله في الإسلام أحد ، الذي وطد دولة الإسلام، وضبطها بعد تزلزلها بوفاة النبي - صلى الله عليه وسلم-، وظهور حروب الردة، ثم هاجم سيدنا الفاروق، جبل الإسلام الذي حماه، ونشره، ووسع الدولة، وثبت أركانها، وضبطها داخليا ، ونظمَّها، ونشر العدل فيها.

وتابع "القاضي": وهاجم سيدنا عثمان بن عفان، ذا النورين، الذي كسر سيطرة اليهود الاقتصادية على المدينة، وأبطل مكرهم وحيلهم، الذي اشتري بئر رومة؛ ليكسر احتكار اليهود للمياه ، وأطعم المسلمين في الأزمات الاقتصادية، وجهز الجيوش، وأغني الله بفضله دولة الإسلام، وصارت قوة اقتصادية بجوار قوتها العسكرية والسياسية ، وهاجم سيدنا عمرو بن العاص فاتح بيضة الإسلام وحاميته مصر المحروسة، الذي يدين له المصريون بالفضل، وجميعهم إلى يوم الدين في ميزان حسناته، وهو المحنك العاقل الداهية الحكيم أرطبون العرب كما سماه سيدنا المصطفى - صلى الله عليه وسلم-.

وأضاف: وهاجم سيدنا المغيرة بن شعبة داهية العرب، وصاحب البيعة لرسولنا - صلى الله عليه وسلم-، الذي ضبط العراق ضبطاً محكماً، وهي بوابة دولة الإسلام الشرقية، وحائط الصد ضد المجوسية وما وراءها، صاحب الحيلة والعقل الإداري الفريد ، وهاجم سيدنا أبا هريرة من أكابر رجال السنة، وحافظيها، وناقليها عن رسولنا - صلى الله عليه وسلم-، وهي بيان القرآن الكريم والإسلام، الذي أوقف حياته لحفظ أحاديث نبينا ونقلها ؛ فحفظ علينا ديننا، ونقل لنا بإخلاص وصدق سنة نبينا، التي أضاءت لنا حياتنا ، وهاجم سيدنا خالد، سيف الإسلام، ورأس حربته، وقائده الذي كسر أعظم إمبراطوريتين في الأرض، وهدم كبرياءهما، ودوخ الكفار والمشركين، وكان وذريته أسود الشري للإسلام، والحماية القوية للدولة.

وأكد "القاضي" على أن كل واحد من هؤلاء الأكابر يستحق سفرا كبيرا في فضله وفضائله،وقد اختارهم هذا الكذاب، أو اختيروا له، فهو ينبح لسادته، ويعوي لهم بعناية، ومنهجية، وعلم، فكل واحد منهم له أثر كبير، يذكر ويشكر، ومجهود جبار لا ينكر، في خدمة هذا الدين العظيم الإسلام، وتثبيت أركانه، وكانوا أسبابا قوية في إظهاره على الدين كله، ودحر المشركين والكافرين، وإفشال مساعيهم في القضاء على نور الإسلام.

وأشار "القاضي" إلى أن اختيارُ هؤلاءِ الرموز لم يأت عشوائيا، بل جاء عن رؤيةٍ، ورويةٍ، ودراسةٍ دقيقةٍ ؛ فهم مثال دقيق للإسلام من جوانبه المختلفة، فقد جمعوا وجوه السياسة بمختلف أشكالها وصورها في: الرحمة والرفق في غير ضعف، والشدة والقوة في غير عنف ، والعدل البشري الكامل، الذي يؤمن الضعيف، ولا يطمع القوى، وكذلك وجوه العسكرية بمجالاتها: الشجاعة، والإقدام، والقوة، والبسالة، والدهاء ، وحسن التخطيط، و الحيلة الواسعة ، والمكر الخيِّر، الذي يردع مكر السوء، وكذلك الاقتصاد بوجهه الجميل الرحيم، الذي يؤمن للمجتمع حاجاته دون تعنيت ولا احتكار، ولا استغلال مادي مسعور، يطحن الفقراء ، ويزيد ثراء الأغنياء ، غني فاحشا على حساب القيم والمبادئ وفوق رقاب الناس، وكذلك الحياة الثقافية التي تقوم عليها الأمم في حفظ القيم الأخلاقية والفكرية، والمبادئ العامة، والعادات والتقاليد، التي تؤخد من طهارة السماء المتمثلة في: كلام وأفعال وإقرارات النبي الأعظم، البشر الذي يوحي إليه.

وأوضح "القاضي" أنهم في هذه الرموز يهاجمون الإسلام في: قيمه، وأخلاقياته، وسياساته، واقتصاده، وعسكريته، وهي المجالات التي جعلت الإسلام ينتشر في الأرض انتشارا واسعا، كضوء الشمس الذي يبدد ظلام الليل لا يحجبه شيء، وهو نقي، باق، بخلاف غيره من الديانات والحضارات التي تغيرها الأيام، وتبدلها الحوادث، وهي عارية من قيم: العدل، والرحمة، والإنسانية التي تتوق إليها البشرية، ووجدتها في ظلال الإسلام، وتطبيقه في هذه الرموز الشريفة المثالية.