• الرئيسية
  • الأخبار
  • نحن أصل اختراعاتهم.. "شومان" يوضح مجهودات العلماء العرب والمسلمين في بناء منجزات الغرب المادية

نحن أصل اختراعاتهم.. "شومان" يوضح مجهودات العلماء العرب والمسلمين في بناء منجزات الغرب المادية

  • 49
الفتح - د. عباس شومان

أبدى الدكتور عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر الشريف، عن تعجبه ممن يهاجم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بسبب ظهوره وبجانبه كتاب عن أفول حضارة الغرب، حيث زعم من يهاجم "الطيب" أنَّ حضارة الغرب إذا أفلت فلن يجد شيخ الأزهر قرص دواء وطائرة.

وأكد شومان في مقال له، أن هذا هو التراجع والانهزام الحضاري الذي يمثله هذا المنكر وأمثاله، حيث كان من الأولى أن يستغل هذا الفرصة ليدعو إلى استرداد جهود أجدادنا التي انطلقت منها حضارة الغرب، حيث تركناها ولم نواصل ما بدأه الأجداد، بينما طوره الغرب فارتفع ماديا وأصبحنا نستورده منهم وكأنه من بنات أفكارهم، ومن ذلك قرص الدواء الذي تحدث عنه هذا، فأجدادنا سبقوا العالم الغربي في اكتشافه وصناعته، وإن كنت لم تسمع يومًا عن ابن  البيطار الذي جمع بين الطب والصيدلة، وابن باجه، والإدريسي، والرازي؛ فارجع إلى الغرب ليعرفوك بهم فهم  يعرفونهم ويقرون بالفضل لهم فيما هم فيه الآن.

وتابع شومان قائلا:  وأمَّا الطائرة الأمريكيَّة يا هذا  فهي اختراع عربي لم يخطر ببال غربي، وإنما باشره عباس ابن فرناس حيث صنع نموذجًا ليقلد الطيور التي تطير في الهواء، وإن لم ينجح في اختراعه هذا إلا أنَّه فتَّق الأذهان وأثار فضول  الباحثين حتى نجحوا في تطوير هذا الاختراع، فحبة الدواء يا هذا من اختراعنا، والطائرة يا هذا من اختراعنا، ونسبتك للدواء والطائرات وغيرهما إلى الغرب إنكار لجهود أجدادك إن كنت من العرب، واعلم بأن الغرب لا ينكرون هذا، ولم يعترض واحد منهم حين قلت في نيويورك في عام 2017م في مؤتمر : الحوار الحضاري بين العرب والولايات المتحدة الأمريكيَّة، حيث قلت: لولا جهود عباس بن فرناس في محاولة الطيران ما كان بالإمكان أن نأتي إليكم من بلادنا البعيدة ويأتي الآخرون من أرجاء الدنيا على متن طائراتهم في ساعات معدودة، بل صفق الحضور بحرارة وهم من يمثلون الدول الإسلاميَّة العربيَّة وغير العربيَّة بالإضافة للحضور الأمريكي الذي يمثل الجانب الآخر في الحوار.

وتابع وكيل الأزهر الشريف قائلا: ولست أنا من يزعم هذا الزعم فقد شاركت في مؤتمر عقد بدبي بعنوان :استشراف آفاق المستقبل، شارك فيه علماء من مختلف الجنسيَّات، ومنهم علماء من أمريكا أعلنوا في كلماتهم أنهم لا يرتبطون بدبي أو أي دولة عربيَّة بصلة، وأنهم لم يأتوا إلى دبي من قبل، وإذا بهم يردون حضارتهم ومخترعاتهم الحديثة إلى أجدادنا العرب، وعددوا منهم : ابن الهيثم، وابن البيطار، والرازي، والزهراوي، وابن النفيس، وجابر بن حيان، والخوارزمي، والكندي، ومنها ما نحمله في أيدينا وجيوبنا من أجهز المحمول وكاميراتها الصغيرة التي هي تطوير لفكرة ابن الهيثم، والمنجزات الطبيَّة قامت على جهود أطباء العرب، والعجيب أن هؤلاء العلماء لم يكتفوا بالإشادة بعلماء أجدادنا مجملة، بل كانوا ينسبون أشياء  متطورة نستخدمها نحن وهم إلى مخترعها الأول  العربي، فيردون المناظير والتلسكوبات  والبصريَّات للحسن بن الهيثم، والعمليَّات الجراحيَّة لأبي بكر الرازي أول مبتكر للخيوط الجراحيَّة، وأول صانع للمراهم.

وواصل شومان قائلا: من فرسان ميدان الجراحة الزهراوي فهو أول من استخدم خيوطًا جراحيَّة من أمعاء الحيوانات للخياطة الداخليَّة للجروح فهي لا تنتج أي مضادات مناعيَّة وتذوب بشكل طبيعي، وهو ما يغني عن مزيد من العمليَّات الجراحيَّة.. لقد شعرت وأنا أتابع هذه المحاضرات بالفخر والخجل معاً، أمَّا الفخر لأنَّ هؤلاء أجدادي، وأمَّا الخجل فلتراجعنا الحضاري وانهزامنا النفسي،  حيث تركنا منجزات الأجداد دون أن نطورها حتى أخذها الغرب فطوروها، واكتفينا باستيرادها، وأنكر أو تجاهل بعضنا كأمثالك نسبتها لحضارتنا.

واختتم حديثه قائلا: ثم من قال لك إن حضارة الغرب إذا أفلت لن نجد قرص دواء، ألا تعلم يا هذا أن لدينا العديد من القلاع الصناعيَّة في مجال التصنيع الدوائي، وحتى الطائرة الأمريكيَّة، ألا تعلم أن بلدك الذي تعيش على أرضه وتحمل جنسيته تنتج أنواعًا منها إضافة إلى العديد من أنواع الدبابات والصواريخ وغيرها من الأسلحة العسكريَّة؟  ألم تسمع يا هذا في زمن التراجع هذا الذي تسبب فيه أمثالك بتصديرهم اليأس إلى نفوس الشباب والكبار على السواء، ومع ذلك برز العديد من العلماء الذي أثروا في نهضة العالم: كأمثال  مصطفى مشرفة ، وفاروق الباز،  بالإضافة إلى العديد من علماء آخرين من مصر ومن الدول العربيَّة الأخرى، فلا نقيِّم عالمنا العربي وحضارته بمستواك وأمثالك ممن نستحي فعلًا من انتمائكم إلى حضارتنا.