باكستان تئنُّ من وطأة الفيضانات

وفاة نحو 1200 شخص.. وتضرر حوالي 33 مليون.. وإسلام آباد تعلن الطوارئ وأنها دولة منكوبة لتلقي التبرعات

  • 127
الفتح - صورة أرشيفية من الفيضانات

تتعرض دولة باكستان الشقيقة منذ عدة أيام لفيضانات شديدة بسبب موسم الأمطار، وصفت بأنها أسوأ موجات أمطار موسمية تتعرض لها البلاد منذ ثلاثة عقود؛ غمرت نحو غرق ثلث الدولة ونتج عنها موت نحو 1200 شخص، وتضرر نحو 33 مليون شخص، ودمار العديد من المنازل والأراضي الزراعية والبنى التحتية، وأعلنت الدولة حالة الطوارئ وأنها دولة منكوبة لبدء تلقي التبرعات من الداخل والخارج.

وضعٌ كارثي

تتساقط على باكستان أمطار موسمية غزيرة، وفي بعض الأحيان تكون مدمرة مثلما يحدث الآن، وموسم الأمطار السنوي مهم للزارعة وملء الأنهار والسدود، لكن هذا العام اختلف عما سبقه فهطلت أمطار غزيرة متواصلة منذ شهر يونيو الماضي تسببت في أعنف فيضانات خلال ثلاثة عقود مضت، وجرفت مساحات شاسعة من المحاصيل الزراعية الأساسية، ودمرت أو ألحقت أضرارا بأكثر من مليون منزل، وقتلت أكثر من 800 رأس ماشية، إضافة إلى تعرض البنى التحتية لأضرار هائلة خاصة الاتصالات والطرقات والزراعة وسبل العيش؛ فقد سجلت البلاد معدل أمطار موسمية يزيد مرتين عن المعتاد، لكن متوسط هطول الأمطار في إقليمي بلوشستان والسند بلغ 4 أضعاف معدلاته الطبيعية خلال العقود الثلاثة الماضية.

من جهته، قال إحسان إقبال، وزير التخطيط الباكستاني في تصريحات إعلامية إن بلاده تحتاج إلى أكثر من  10 مليارات دولار لإعادة البناء بعد الفيضانات البنى التحتية المتضررة وإصلاح البنى التحتية المتضررة، وأن نهر السند -الممتد على طول الدولة التي تقع في جنوب آسيا- مُهدد بالفيضان بسبب السيول المتدفقة من روافده في الشمال.

وقال مفتاح إسماعيل، وزير المالية الباكستاني، في تصريحات إعلامية، إن باكستان ستدرس استيراد الخضراوات من الهند لتخفيف آثار الفيضانات التي تسببت في زيادات كبيرة في أسعار الغذاء، وتركيا وإيران أيضًا ربما يكونان ضمن مجالات الاختيار. نيودلهي عدو إسلام آباء اللدود؛ وهذا القرار يوحي بشدة وطأة الأزمة التي تواجهها البلاد جعلها تفكر في الاستيراد من العدو.

بنى تحتية متهالكة

في هذا الصدد، قال مصدر مطلع من داخل باكستان فضل عدم ذكر اسمه، إن الوضع الحالي في باكستان مأساوي وكارثي أدى بالبلاد إلى إعلانها دولة منكوبة لبدء تلقي التبرعات؛ ونتج ذلك عن موجات الأمطار الموسمية المتتالية خلال الأيام القليلة الماضية، التي نتج عنها فيضانات مدمرة أتت على الأخضر واليابس ودمرت العديد من المنازل وشردت آلاف الأسر بجانب الوفيات والإصابات.

وأضاف المصدر لـ"الفتح " أنه مما زاد الوضع سوءًا هو تهالك البنية التحتية؛ فمصارف المياه لم تستوعب تصريف هذا الكم الهائل من المياه التي تجري بكميات ضخمة وبقوة وسرعة كبيرة تدمر كل ما يقف في وجهها، ولم تكن الدولة مستعدة لتلقي مثل تلك الموجات بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية الناتجة عن أزمات سياسية طاحنة تغير على إثرها رئيس الوزراء السابق وفساد يصل عمره لحوالي 40 عامًا.

وختم تصريحه بأن الفيضانات تسببت في موت أكثر من ١٢٠٠ شخص، وتدمير أكثر من ٣٠٠ ألف منزل تدميرًا كاملًا، وهناك أكثر من ٣٠ مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة، ونفوق قرابة المليون حيوان غرقًا، وتدمير أكثر من ٣٠ سدًّا و١٣٠ جسرًا. والناس بحاجة لسكن يسترهم وطعام وشراب ودواء لا سيما مع انتشار البعوض على مياه الفيضانات الراكدة، وانتشار أمراض خطيرة مثل الملاريا والدنجي فيروس.

جهودُ الإغاثة

بطبيعة الحال تتسارع جهود الإغاثة في المناطق التي تضربها الفيضانات لمساعدة ملايين المتضررين، وتواجه السلطات والجمعيات الخيرية صعوبة في سرعة تسليم مواد الإغاثة لأكثر من 33 مليون شخص متضرر، خاصة الموجودين داخل مناطق يصعب الوصول إليها في ظل الأوضاع الحالية نتيجة انقطاع الطرق وتدمير الجسور.

وصلت أولى رحلات الإغاثة مؤخرا من تركيا والإمارات، ووعدت عدة دول أخرى بالإسهام في الإغاثة مثل كندا وأستراليا واليابان وغيرها. وأعلنت هيئة الأمم المتحدة أنها ستطلق اليوم الثلاثاء نداء رسميًّا لجمع 160 مليون دولار من التبرعات لتمويل المساعدات الطارئة لباكستان، جُمع منها حتى الآن 7 ملايين دولار.

وحصلت إسلام آباد على خطة إنقاذ مالي بقيمة 1.17 مليار دولار من صندوق النقد الدولي لتفادي تخلف وشيك عن السداد بسبب الأزمات السياسية التي مرت بها البلاد خلال الفترة الماضية إضافة إلى الفيضانات الحالية.

وتنتشر في جميع أنحاء باكستان حاليًّا مخيمات إيواء موقتة في المدارس وعلى الطرق السريعة وفي القواعد العسكرية، وقد حُول معهد للتدريب التقني في بلدة ناوشيرا شمال غرب البلاد إلى مركز يؤوي 2500 من متضرري الفيضانات.