53 عامًا على حريق المسجد الأقصى وجرائم الاحتلال الصهيوني لم تتوقف

  • 98
الفتح - حريق المسجد الأقصى

- ألسنة النيران أحرقت منبر صلاح الدين الأيوبي وأتلفت بعض الحوائط الحاملة
- القدس يتعرض لسلسلة اعتداءات متكررة لتهويد المكان وعزله وبناء الهيكل المزعوم
- المدينة المقدسة تشكو خذلان العالم.. وتدعو الأمة للزود والدفاع عنها
- ارتفاع وتيرة الاقتحامات بعد جائحة كورونا.. والانتفاضات الفلسطينية أوقفت التقسيمين الزماني والمكاني للأقصى
- عمليات التنقيب أسفل المسجد لا تتوقف.. ودعاة الانفتاح والتطبيع مع العدو خنجر في قلب الأمة
- نصرة القدس والدفاع عنه واجب على كل مسلم عربي غيور على دينه وشريعته
- فلسطين جرح الأمة وقضية العرب والمسلمين.. لا يمكن إغفالها أو تركها
- الاتفاقات الإبراهيمية خداع للأمة.. وهي الوجه القبيح لصفقة القرن

أعد الملف- محمد البلقاسي

ذكريات وآلام تمر بالأمة الإسلامية، بعد مرور 53 عامًا على حريق المسجد الأقصى من قبل مستوطنين أحدهم من أستراليا، لتتصاعد ألسنة اللهب من نوافذ وفتحات المسجد بعد أن أتلفت العديد من المعالم الدينية بينها منافذ وحوائط وحوامل داخلية ومنبر البطل المغوار صلاح الدين الأيوبي، في جريمة شنعاء بحق المقدسات الإسلامية.
بينما الجماعات الصهيونية المتطرفة تمارس طقوسها وجرائمها لتغيير ملامح المدينة المقدسة ضمن ما يعرف بسياسة التهويد والسيطرة الزمانية والمكانية على باحات المسجد والمنطقة المحيطة به والتنقيب أسفل أساساته وبنايات المدينة القديمة لبناء ما يسمى "بالهيكل المزعوم" وسط صمت دولي مريب وغياب عربي وإسلامي تجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين.
نيران المسجد الأقصى لم تخمد منذ أن وطأت أدناس الصهاينة المدينة المقدسة فإشعال الفتيل والحروب متواصل ولم ينته، إذ تشهد الأراضي العربية الفلسطينية عمليات إخلاء وتهجير قسري وعيني وانتزاع الأراضي والمنازل لبناء مستوطنات لقطعان الاحتلال، ووسط هذا نجد الجماعات اليمينية المتطرفة تسعى لانتهاز غفوة الأمة العربية والإسلامية للانقضاض على القدس وباحات المسجد والأقصى الشريف، مدعومين بالموقف الدولي المساند لهم وضعف العالم العربي الباحث للتوقيع على الاتفاقيات المشبوهة كإبراهام أو التطبيع المستتر أو العلني.
منذ هذه الفاجعة وآلام الأمة لم تندمل، قالت رئيسة وزراء العدو الإسرائيلي: حينها لم أنم طوال الليل كنت خائفة من أن يدخل العرب إسرائيل، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده.
وللوقوف على بعض ما ارتكبه العدو الصهيوني من جرائم تجاه المقدسات الإسلامية والعربية والفلسطينيين أجرينا حوارًا مع الدكتور محمود سعيد الشجراواي الناشط المقدسي والمتخصص بشؤون القدس والمسجد الأقصى المبارك، ليكشف الوجه الآخر لسياسات الاحتلال العنصرية والقمعية بحق الشعب الفلسطيني.. وإلى نص الحوار.

إذا أردنا أن نتذكر يوم 21 من أغسطس عام 1969 وهو اليوم الذي وقعت فيه جريمة حريق المسجد الأقصى ماذا تقول؟
نقول إن جريمة حرق المسجد ما هي إلا سلسلة متتالية وشاهد عيان على جرائم العدو، حيث أقدم الإرهابي الأسترالي دينيس ميشيل روهان، بإشعال النيران في المسجد القبلي من المسجد الأقصى، وأحدث به خسائر وإتلاف متعمد لتراث إسلامي يعود لقرون مضت، وبعد يومين تحديدًا في 23 من أغسطس 1969 تم إلقاء القبض عليه ومحاكمته بتهمة الحرق العمد وأعلنوا أنه مجنون ثم تم إيداعه مصحة عقلية، وترحيله بعد فترة من دولة الاحتلال، لكنه في قاعة المحكمة كان يقول إنه مبعوث الرب لإعادة بناء الهيكل.

كيف بدأت الحكاية؟
بدأت في فجر يوم 21 أغسطس عام 1969 بعد صلاة الفجر، والتي كانت الصلاة الأخيرة في المصلى القبلي (المرواني)، وفي تمام السابعة صباحًا تسلل "روهان" من باب الغوانمة بالجهة الشمالية الغربية من المسجد، وتوجه إلى المصلى القبلي ووضع مادة شديدة الاشتعال وخرج، وما هي إلا دقائق إلا وارتفعت ألسنة النيران ومع قدوم أهالي القدس لإطفاء الحريق منعتهم قوات الاحتلال، ثم سمحت لهم بعد وقت قصير بالدخول، ولكنهم وجدوا أنه لا مياه سواء في المسجد أو محيطه، فشكلوا سلاسل بشرية لنقل المياه لإطفاء الحريق أملًا أن تصل إليهم سيارات الإطفاء، لكن الاحتلال منع سيارات الإطفاء لأربع ساعات، ليرى المسلمون النيران وهي تأكل أمامهم سقف المسجد بعد أن أكلت المنابر والمحراب والمصاحف، ومنبر صلاح الدين، وتضرر في هذا الحريق مسجد عمر ومحراب زكريا، ومقام الأربعين، وحرق جميع السجاد، ومطلع سورة الإسراء المصنعة من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب، والعديد من الحوامل الخشبية التي تحمل القناديل والعديد من مرافق المسجد.

وكيف تعاملت سلطات الاحتلال مع المدعو روهان أو مبعوث الرب.. "كذبًا"؟
تعاملت السلطات مع روهان حيث ألقت القبض عليه بعد 48 ساعة، وأعلن الاحتلال اعتقال "دينيس روهان" أسترالي الجنسية، وأنه هو المتهم بحريق المسجد، وينتمي هذا المجرم إلى كنيسة الرب وهي واحدة من الكنائس الإنجيلية، "التي تؤمن بعودة المسيح، وأن شرط ذلك هو عودة بني إسرائيل إلى أرض فلسطين وبناء الهيكل الثالث".

ومذا تقصد بالمشروع الأكبر للاحتلال؟
التهويد هو تغيير الهوية، والتهويد هو المشروع الأكبر للاحتلال ويمارسه الاحتلال منذ عقود، ولعل أخطر موقعين يمثلان مرتكزي التهويد في القدس المحتلة:
أولاً: حارة المغاربة، حيث أقدمت سلطات العدو على هدم 96% منها عقب احتلال المدينة عام 67 وتحديدًا أيام الأحد والاثنين والثلاثاء 11، 12 ، 13 يونيو عام 1967، وهي الحارة المجاورة تماماً للمسجد الأقصى من جهة الجنوب الغربي للمسجد ومجاورة تماماً لحائط البراق، والذي هو جزء من الحائط الغربي للمسجد الأقصى، فحائط البراق 48 مترًا و70 سم وارتفاعه 20 مترًا وعرضه 3.5 أمتار من أصل 491 مترًا الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، ويقع حائط البراق بين بابين من أبواب المسجد الأقصى باب المغاربة جنوباً وباب السلسلة شمالاً، وحائط البراق هو الحائط الذي ربط به النبي صلى الله عليه وسلم دابته البراق ليلة الإسراء والمعراج أعظم ليلة في تاريخ القدس والمسجد الأقصى.
حيث هدم الاحتلال الحارة وحولها إلى ساحتي للصلاة واحدة رجال والثانية للنساء - فالصلوات التوراتية مفصول فيها الإناث عن الذكور- وقام الاحتلال أيضاً باغتصاب واحتلال باب المغاربة، المعروف تاريخياً بباب النبي صلى الله عليه وسلم لأنه أقرب الأبواب للباب الذي دخل منه النبي صلى الله عليه وسلم، فباب المغاربة الموجود الآن هو بناء عثماني، والذي دخل منه النبي صلى الله عليه وسلم كان أسفل منه، ثم أقام الاحتلال بإزالة تلة المغاربة المجاورة تماماً للحائط الجنوب غرب المسجد الأقصى المبارك، ومنذ ذلك التاريخ وحارة المغاربة محتلة مغتصبة مسروقة يؤدي الصهاينة صلواتهم التوراتية والتلمودية المحرفة على أرض مسروقة ومغصوبة، بل قام الاحتلال بأكثر من هذا لتهويد المحيط حينما هدم حارة المغاربة 135 منزلًا، قام بسرقة حجارة هذه البيوت والتي يبلغ عمر هذه الحجارة قريب من 1000 سنة حيث بنيت عام 1178 حارة المغاربة حين أوقف أبو الحسن علي بن يوسف بن أيوب بن صلاح الدين الحارة لهم، وهم جزء من جيش صلاح الدين الأيوبي.
 وسرق الاحتلال حجارة هذه البيوت المهدومة ثم بنى الاحتلال بهذه الصخور كنس يهودية في محيط المسجد الأقصى أكثر من 20 كنيس يهودي بنيت بحجارة حارة المغاربة، وهذا نوع من تزوير التاريخ وتزوير المعالم.
حتى الآن وضع حارة المغاربة الحالي هو فارغ وأقام الاحتلال جسرًا خشبيًا بديلًا لتلة المغاربة وما زال باب المغاربة محتلًا.
ثانيًا: تهويد الجدار الغربي أيضاً وهي المدرسة التنكذية حيث احتلها جنود الاحتلال ويستخدمونها في ثلاثة استخدامات:
السقف العلوي كمكان للمراقبة، ويستخدم الطابق الأول والثاني منها كمغفر للشرطة، والبدروم يستخدم ككنيس يهودي بجوار المسجد الأقصى.
وما زال التهويد قائمًا وتغيير المعالم قائمًا، في كل مدينة القدس وفي المسجد الأقصى المبارك.

وهل تعتقد أن الانتفاضة الفلسطينية قادرة على وقف الاقتحامات المتكررة؟
نعم ولعلنا نتذكر أنه في عام 2000 حاول الهالك شارون أن يدخل المسجد الأقصى فقامت الانتفاضة الثانية، بالتالي فالانتفاضات والهبّات الفلسطينية كانت بسبب جرأة الاحتلال على المسجد الأقصى، بدءًا منذ عام 1929 هبّة البراق أو ثورة البراق، ثورة 35 و87 و 90، 96 مذبحة المسجد الأقصى المبارك، وفي 2000 الانتفاضة الثانية، فدائماً الهبّات والثورات الفلسطينية مرتبطة بجرأة الاحتلال على المسجد الأقصى.

وماذا عن الاقتحامات؟
في عام 2003 بدأ الاحتلال بتنظيم اقتحامات منظمة للمسجد الأقصى المبارك من باب تهويد المسجد وإثبات أن لليهود حقًا في هذا المكان تاريخياً، وبتحليل التربة والحجارة حتى الصخور، لم يكن لليهود وجود في فلسطين إطلاقاً بالتالي معتقداتهم نحو الهيكل زعم ومكذوب ومردود عليه فمنذ 55 سنة والحفريات قائمة ولم يتوصلوا إلى نتائج.

 هل نجحت الاقتحامات في التقسيم الزماني للأقصى؟
قد يظن البعيد عن أحوال المسجد الأقصى أو يقول ندخل اليهود في أوقات ليس بها مسلمون، لا اليهود يخططون لشيء أكبر من هذا بكثير أولاً دخول أي يهودي للمسجد الأقصى جريمة ليس لهم حق في هذا المكان قولاً واحداً، لكن اليهود يخططون لإغلاق المسجد الأقصى أمام المسلمين في الأعياد اليهودية وأيام السبت، فإذا علمنا أن في العام يوجد أكثر من 100 يوم أعياد يهودية، وفي العام 52 أسبوع، فالاحتلال يخطط لإغلاق المسجد نصف العام، نتحدث عن 152 يومًا تقريباً يريد الاحتلال إغلاق المسجد الأقصى فيها، وهذا لن يكون إن شاء الله، ولكن هذا مطبق فعلياً الآن في المسجد الإبراهيمي في الخليل.

لكن السؤال الآن هل فشل الاحتلال في التقسيم الزماني؟ أم حقق شيئًا من التقدم في هذا الأمر؟
يمكن القول بتحقيق شيء من التقدم الزماني فالاحتلال يقتحم المسجد الأقصى كل يوم عدا يومي الجمعة والسبت، يعني خمسة أيام في الأسبوع، تحدث اقتحامات للمسجد الأقصى، وهذه الاقتحامات التي بدأت في عام 2003 كانت خجولة، أعدادها 20 أو 25 مقتحمًا في كل فترات النهار، لكنها بدأت تتزايد في عام 2018 وقاربت على 50 أو 100 مقتحم يومياً، و بعد جائحة كورونا، سعت بعض الأنظمة العربية ولا أقول الدول العربية في ركب عار التطبيع، ما دفع بسلطات الاحتلال لمضاعفة عدد المقتحمين كل يوم للمسجد الأقصى وأصبح هناك فترتان للاقتحام يومياً من السابعة صباحاً حتى الحادية عشر ظهراً، ثم من الواحدة والنصف ظهراً حتى الثانية والنصف بعد الظهر، ليتخطى العدد أكثر من 300 مقتحم من اليمين المتطرف.

ألم تكن هناك مقاومة لعملية التقسيم الزماني؟
كانت هناك مقاومة تجاه عملية التقسيم الزماني واصطدمت فعلياً بهبة باب الأسباط في 2017 أو هبة البوابات الإلكترونية والتي امتنع فيها أهالي القدس من دخول المسجد الأقصى قرابة 19 يومًا، حتى نزل الاحتلال على رأيهم وأزال البوابات الإلكترونية وكان يوماً عزيزاً ونصراً مؤزراً ناله أهلنا المقدسيون بثباتهم ورباطهم واعتكافهم على بوابات المسجد الأقصى ورفضهم أن يدخلوا إلى مسجدنا الأقصى من خلال بوابات الاحتلال الإلكترونية.
مع النجاح الجزئي للاحتلال في التقسيم الزماني.

كيف تصير الأمور بالنسبة للتقسيم المكاني؟
بداية التقسيم المكاني هو اقتطاع جزء من المسجد الأقصى ليكون خالصاً ويُمنع المسلمون من الوجود فيه، وهذا التخطيط قديم ليس تخطيطًا جديدًا.
حيث حاول الاحتلال السيطرة على المصلى المرواني الشرقي وقام إيهود باراك بافتتاح الدرج الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك الذي ينتهي عند الباب الثلاثي المغلق، ولماذا يبني الصهاينة درجاً ينتهي عند باب مغلق إلا إذا كان يريد فتحه، وكان المصلى المرواني وقتها مغلقًا منذ قرابة 800 سنة، فتنبه لذلك أهالي القدس وتنبه الشيخ رائد صلاح وأهل الداخل المحتل وتنادوا وقاموا بإجراء حفريات كبرى وتم فتح بوابتين للمصلي المرواني الشرقي بعد تأهيله وتبليطه بحوالي 7 آلاف متر من الحجر الأبيض النظيف، وتكلفت "القاهرة" بفرش المصلى المرواني، وهو الآن مفتوح للصلاة، كل أيام الأسبوع والجمعة والأعياد لدخول المصلين.

ولماذا أغلق العدو مصلى باب الرحمة؟
مصلى باب الرحمة هو جزء من السور الشرقي للمسجد الأقصى، وتم إغلاقه خلال الفترة من 2003 حتى 2019 16 سنة تقريبًا، فلما شعر أهل بيت المقدس أن هذا المصلى الصغير هو جزء من السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك وفيه كتب الإمام الغزالي كتاب إحياء علوم الدين، أراد الصهاينة تحويله أيضاً إلى كنيس يهودي أو مدرسة توراتية في داخل محيط المسجد الأقصى المبارك، فما كان من أهلنا في القدس إلا أن فتحوا المصلى بعد أن أغلق 16 سنة، وكان كل أسبوع شاب من الشباب يفتح المصلى لصلاة الجمعة فيقوم الاحتلال باعتقاله، حتى قام أهلنا في القدس بتعيين دورية من عوائل القدس يتبرع أحد شبابها يفتح المصلى ويعتقل، وكانوا يتسابقون من يفتح المصلى ويسجل لنفسه دورًا.

من وجهة نظركم لماذا تستهدف قوات الاحتلال المنطقة الشرقية؟
 لسببين: الأول أنه ليست بها أبنية فهي خالية إلا من الأشجار، والإعلام الصهيوني يسمي المنطقة الشرقية من الأقصى بالبستان الشرقي ولذلك من الخلل أن الفضائيات أو التقارير تكتب بها ساحات المسجد الأقصى أو باحات المسجد الأقصى، فالمسجد الأقصى هو كل ما دار حوله السور بكل المساحة 144 ألف متر مربع هذه كلها مسجد أقصى، الصلاة تحت أي شجرة في أي ساحة منها مثل الصلاة في داخل المكان المسقوف فالمسجد الأقصى هو الأماكن المسقوفة والأماكن المكشوفة داخل سور المسجد الأقصى المبارك، وبالتالي فشل التقسيم المكاني.

صف لنا ما يفعله المقتحمون؟
عقب عملية الاقتحام يدخل المستوطنون من باب المغاربة غرباً يتجهون شرقاً باتجاه المصلى المرواني من أمام المسجد القبلي ثم يتجهون شمالاً باتجاه مصلى باب الرحمة ثم غرباً للوصول إلى باب السلسلة والخروج منها، هذه جولة الاحتلال في داخل المسجد الأقصى.

وما البدائل التي طرحها الاحتلال بعد فشل التقسيم المكاني بصورة كاملة؟
عندما فشل الاحتلال في التقسيمين الزماني والمكاني بشكل كامل اتجه الحاخامات إلى اعتبار أن الهيكل المزعوم موجود بغض النظر عن وجود الأبنية الإسلامية أصلاً إلا في الكتب المحرفة وفي خيالات الحاخامات المأفونين، وبدأنا نسمع عن إقامة الهيكل شعائرياً أو معنوياً، بتطبيق الطقوس التوراتية داخل المسجد ومنها أخذ بركات الكهنة، وقراءة الصلوات التلمودية المحرفة داخل الأقصى، ثم شرعن الاحتلال وسمح للمقتحمين بالصلوات الصامتة، وهي مؤامرة، ثم بدأنا نرى السجود الملحمي والتي تسميه بعض الفضائيات جهلاً طقس الانبطاح، ولا يوجد عند اليهود شيء بهذا الاسم إنما هو سجود وهو طقس ديني، وهذا سمح له على اعتبار أن أرضية المسجد الأقصى المبارك هي صخور الهيكل أو أرضية الهيكل، باعتبار أن المسجد الحالي هو الهيكل فبدأ السماح لهم بالسجود، وأكثر ما يتم من ذلك يكون عند باب المغاربة أو باب السلسلة للدخول أو الخروج والمنطقة الشرقية للمسجد.

إذا تطرقنا إلى الحفريات فإلى أي مدى وصلت؟
وصلت الحفريات المحيطة بالمسجد إلى أكثر من 50 حفرية، 28 منها باتجاه الغرب، 17 باتجاه الجنوب، و5 باتجاه شمال المسجد.

طالعنا بعض الأخبار عن سقوط بعض الأحجار بسبب ما يقوم به العدو من حفريات فما حقيقة ذلك؟
بالفعل حدث ذلك فترة وجيزة حيث سقطت بعض الأحجار خلال أيام 14، 16 يونيو وأول يوليو في مصلى الأقصى القديم، وهو بدروم أسفل المسجد القبلي الجامع، وهذا يعني أن الاحتلال يستخدم آليات ضخمة في حفرياته تحت الأقصى وهي تهديد صريح للمنطقة المحمولة على أعمدة وبها الإمام والمحراب ومنبر صلاح الدين الأيوبي، والقبة، إضافة إلى أن فشل السلطات الإسرائيلية في تحويل المصلى المرواني الشرقي إلى كنس داخل حدود المسجد الأقصى جعلهم يستهدفون المصلى المرواني الغربي، الموجود تحت الأرض، مثل المرواني الشرقي أسفل الأرض.
وأنا أتوقع أنهم بالفعل وصلوا إليه ويقومون الآن بترميمه وتحويله إلى كنيس يهودي داخل حدود المسجد الأقصى المبارك، وهذا الجزء يقع بين المتحف الإسلامي أو السور الغربي للمسجد الأقصى والمسجد القبلي، وهو مساحة تقترب من 3 آلاف متر مربع وكان تاريخاً هو عدة أروقة يستخدم كخزانات مياه تستخدم لسقي المصلين، وهو مغلق منذ أكثر من مائة سنة قبل الاحتلال ولم يدخل إليه أحد ولا يعرف أحد ما مصير التسوية الكبرى الموجودة في الجنوب الغربي للمسجد الأقصى.

هل يتم الترميم لما يتهالك من المسجد؟
الصهاينة يمنعون أي ترميمات في المسجد الأقصى المبارك، والأوقاف الأردنية مسئولة عن أوقاف القدس، لكن موقفها ضعيف فهم يستجيبون لضغوط الاحتلال وقد نجح الاحتلال بمصادرة حق الأوقاف في صيانة السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك وقام بتركيب الكاميرات في كل محيط المسجد الأقصى، وجدار إلكتروني عبارة عن آلات بها حساسات، وسماعات تعمل كمنظومة صوتية موازية للمنظومة الصوتية الموجودة في المسجد الأقصى المبارك.

ختاماً ما واجبنا نحو المسجد الأقصى المبارك؟
يمكنني أن ألخص الواجب نحو المسجد الأقصى المبارك بخمسة أعمال يستطيع المسلم القيام بها في بيته.
أولاً: حق المسجد الأقصى علينا كمسلمين لأن المسجد ليس للفلسطينيين، فهو مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فحقه أن نعرف ونُعرّف، ماذا يحدث في المسجد الأقصى. ونعرف الناس ماذا يحدث، سواء كان بكتابة الأبحاث أو عمل التقارير أو الحديث مع الأهل والأصدقاء والمعارف وزملاء العمل
الثاني: أن ننشر هذه القضية باعتبارها قضية القضايا ومحور الصراع، لأن فلسطين هي قضية الأمة وبؤرة اهتمامها هكذا يجب أن يكون.
ثالثاً: أن ندعو لأهلنا بالداخل بالثبات والنصر
رابعاً: أن نربي أبناءنا على حب القدس والمسجد الأقصى المبارك وأن نعدهم لهذا
خامسًا: أن نحدث أنفسنا بالجهاد في سبيل الله ونتمنى على الله أن يجعلنا في جيش تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك وتحديث النفس بالجهاد لا يستطيع أحد أن يمنعه.