• الرئيسية
  • الأخبار
  • المرأة ملزمة بشؤون بيتها وزوجها.. "شومان": حملة شرسة لتأليب وتحريض النساء على أزواجهن وأطفالهن لتفكيك الأسرة

المرأة ملزمة بشؤون بيتها وزوجها.. "شومان": حملة شرسة لتأليب وتحريض النساء على أزواجهن وأطفالهن لتفكيك الأسرة

  • 61
الفتح - د. عباس شومان

قال الدكتور عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر الشريف، إن الأسرة التي هي صمام أمان المجتمع تتعرض إلى حملة شرسة من الدعوة للتفكيك عبر آلية التأليب والتحريض للنساء على أواجهن وأطفالهن، مستخدمة جملة من الأكاذيب لا علاقة لها بشرعنا الحنيف، وأحدث هذه الافتراءات تصوير المرأة على أنَّها خالية من أي مسئوليَّة، فهي في بيتها غير ملزمة بشيء، فقد تطور من يزعمون أنَّهم أنصار المرأة،  فبعد أن بدأوا الأمر بعدم إلزامها بخدمة بيتها، انتقلوا إلى القول بعدم إلزامها بإرضاع أطفالها ولا خدمتهم أيضًا؛ ولذا فإنها تستحق أجرة إن هي قامت بذلك، وعللوا ما تقوم به المرأة من خدمة في بيتها كما هو حال غالب النساء مالم يكن جميعهن بأنَّ المرأة بدأت هذه الأعباء على سبيل التطوع ثم تحول الأمر عند الأزواج إلى حق مكتسب!، في سعي واضح لتأليب الزوجات على أزواجهن، وكأنهم يقولون للمرأة أفيقي فأنت لا تفهمين؛ حيث تظنين أنك تقومين بواجباتك خوفًا من عقاب الله، فأبشري فلا واجبات عليك، ولا إثم إن تركت بيتك تعمه الفوضى والإهمال!.

وعقب شومان على هذه الدعاوى في مقال له، قائلا: ويا هؤلاء من قال لكم إن المرأة غير ملزمة بخدمة بيتها؟ ألم يبلغكم ما كان من أمر مَنْ هي أطهر وأشرف من بناتنا وبناتكم؛ فاطمة بنت أشرف الخلق رسولنا – الأكرم- وقد تشققت يداها من الرحى، وحين طلبت من أبيها تخصيص خادم يساعدها، لم يخصص لها خادمًا وإنما أوصاها ببعض كلمات ولم يعيِّن لها خادمًا، ولم يكلِّف زوجها  حتى بالعمل نيابة عنها إن لم يكن قادرًا على أن يأتيها بخادم يخدمها؟ بكلِّ تأكيد لقد تأثر رسولنا وأشفق على ابنته وأحب النساء إلى قلبه حين اشتكت له مشقة خدمتها لبيتها، ومع ذلك أراد أن تبقى شريكة لزوجها في تحمل أعباء بيتها، فقيمة المرأة في فاعليتها لتكون رقمًا صحيحًا في بيتها، فهذا هو الذي ينشر الود والرحمة والسكينة، ويعلي من قدرها عند زوجها وأولادها.

وأضاف قائلا: فيا هؤلاء إن لم تكونوا سمعتم أو قرأتم هذه القصة فإليكم نصها، فقد روى البخاري:" أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنَ الرَّحَى مِمَّا تَطْحَنُ، فَبَلَغَهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِسَبْيٍ، فَأَتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَلَمْ تُوَافِقْهُ، فَذَكَرَتْ لِعَائِشَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ لَهُ، فَأَتَانَا، وَقَدْ دَخَلْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ، فَقَالَ: «عَلَى مَكَانِكُمَا». حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ: «أَلاَ أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمَا مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ» فهل مَنْ تسعون لإعفائهنَّ من خدمة بيوتهن تشققت أيديهن كما تشققت يدا فاطمة بنت نبيكم صلى الله عليه وسلم؟!.

وواصل شومان حديثه قائلا: إذا كنتم تقولون بأنَّ المرأة متطوعة ومتبرعة بمعاشرة زوجها في فراشه فما تفسيركم لقوله – تعالى -:{ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}؟.

وتابع: وإذا كنتم ترون أنَّ المرأة لا تتحمل أي مسؤوليَّة في بيتها بل هي متبرعة متطوعة فماذا تقولون في قول رسولنا في الحديث المتفق عليه؟:" «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».

وأضاف قائلا: يا هؤلاء جعلتموها متبرعة ورسولنا جعلها مسئولة، والمسئوليَّة لقطع الطريق على أمثالكم مسئوليَّة حقيقيَّة، يترتب عليه المحاسبة عند التقصير، وقد نصَّ الحديث عن موضوع مسئوليَّتها تحديدًا فهي مسئولة في بيتها وولدها كما وردت في رواية أخرى:" «كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» [البخاري 2554]، ألا ترون أنَّ التخريف الذي تسمِّمون به فكر المرأة يتناقض مع هذه النصوص الصحيحة التي لا يجهلها إلا جاهل؟.