داعية: التقوى سبب لنيل الجنة والنجاة من النار

  • 35
الفتح - أرشيفية

قال محمد خلف، الكاتب والداعية الإسلامي، إن إن من آثار التقوى أن أهلها هم ورثة جنة النعيم، فكما أنها سبب لنيل الجنة فهي سبب أيضًا للنجاة من النار، كما قال سبحانه وبحمده: "وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا"، فأخبر سبحانه وبحمده أن جميعَ البشر المتقين والفجار منهم يردون النار، وهو إما بمعنى الدخول للجميع أو المرور مِن على الصراط المنصوب عليها؛ وعلى أي كان المعنى؛ فإن الشاهد أنه لا ينجو إلا المتقين، وأما الظالمين الكافرين فتحبسهم، أو تهوى بهم ذنوبهم في النار على ركبهم وهو إشارة إلى شدة كربهم، كما  قال ابن زيد رحمه الله: "الجثيّ: شر الجلوس، لا يجلس الرجل جاثيًا إلا عند كربٍ ينـزل به" (تفسير الطبري).

وأوضح خلف في مقال له نشرته الفتح، قائلا: أن الله سبحانه وبحمده ذكر أيضًا تكريم المتقين جزاءً لهم على تقواهم؛ فلما أعزوا أمر الله اعزهم الله، وأعلى قدرهم كما قال سبحانه وبحمده: "يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا"، روى ابن جرير الطبري رحمه الله بسنده عن النعمان بن سعد عن علي في قوله تعالى: "يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا"، قال: "أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم، ولا يساقون سوقًا، ولكنهم يؤتون بنوق لم يَرَ الخلائق مثلها، عليها رحال الذهب، وأزمتها الزبرجد، فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة".

وأضاف الكاتب والداعية الإسلامي قائلا: فإذا كان الوفود في الدنيا حينما يوفدون على ملوك الدنيا يحصل لهم ما يحصل مِن كَرَم الضيافة ورجوعهم محملين بالهدايا، وغير ذلك من صور الإكرام؛ فكيف ولله المثل الأعلى وهؤلاء المتقون هم وفد الرحمن المنان سبحانه وبحمده؟! فلا شك أن جزاءهم لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

وتابع قائلا: وفي قوله تعالى: "إلى الرَّحْمَنِ": لطيفة كما ذكر الألوسي في روح المعاني فقال رحمه الله: "فَكَأنَّهُ قِيلَ هُنا: يَوْمَ نَحْشُرُ المُتَّقِينَ إلى رَبِّهِمُ الَّذِي غَمَرَهم مِن قَبْلُ بِرَحْمَتِهِ، وشَمَلَهم بِرَأْفَتِهِ، وحاصِلِهِ: يَوْمَ نَحْشُرُهم إلى مَن عَوَّدَهُمُ الرَّحْمَةَ، وفي ذَلِكَ مِن عَظِيمِ البِشارَةِ ما فِيهِ".