داعية إسلامي: الشواهد عند العبد المؤمن تحرّك عينيّ قلبه وتُظهر له الحقائق الإيمانية

  • 30
الفتح - العبودية

قال المهندس جلال مرة: إن من علامات معرفة الله أن يتعلق القلب به –سبحانه- ولا يتعلق بالشواهد الدالّة عليه؛ لذلك قال ابن القيم –رحمه الله- في مدارج السالكين (من علامات المعرفة أن يبدو لك الشاهد وتفنى الشواهد)؛ فعندما تنظر إلى الإبل أو السماء أو الجبال أو الأرض أو غيرها فالقلب يتعلق بالله إجلالًا وتعظيمًا ومحبة وخوفًا؛ قال تعالى (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ).

وتابع "مُرة" - في مقال له بالفتح-: ولكن البعض يظلّ متأملًا في الطبيعة وجمالها وصفائها لا مُشاهدًا لقدرة الله وعظمته؛ بل ويتغنّى في النيل والصباح والنسيم وغيرها من الشواهد وينسى الشاهد وهو الخالق -عز وجل-.

وأضاف: ولقد رأيت خلال زيارتي لدولة كينيا أن مجموعة من الأوروبيين يقومون بتصوير الطيور والحيوانات طوال اليوم منبهرين بالطبيعة؛ وهذا تضييع للأعمار في الانشغال بـ (الشواهد)؛ لكن المؤمن الموحّد عندما ينظر إلى هذه الطبيعة يبكي قلبه لقدرة الله وعظمته وأمره ونهيه في الكون فتزداد العبودية في قلبه؛ فالشواهد عند العبد المؤمن تحرّك عينيّ قلبه وتُظهر له الحقائق الإيمانية.