فيضانات باكستان .. "مذبحة مناخية" غير مسبوقة

  • 53
الفتح - فيضانات باكستان

ضرب طوفان من الأمطار الموسمية باكستان الأسبوع الماضي، مما أدى إلى تراكم المزيد من المياه فوق مياه تجمعت لأكثر من شهرين من الفيضانات القياسية التي أودت بحياة مئات الأشخاص وشردت عشرات الملايين.

وسارعت الحكومة الباكستانية ومنظمات الإغاثة الدولية إلى إنقاذ الناس والبنية التحتية الحيوية فيما وصفه المسؤولون بأنه كارثة مناخية ذات أبعاد ملحمية.

اجتاحت السيول العنيفة الطرق والمنازل والمدارس والمستشفيات في معظم أنحاء باكستان، وأجبر الملايين على ترك منازلهم، وهم يكافحون متجولين خلال مياه آسنة يصل عمقها إلى صدورهم، في حين تضررت جميع محاصيل البلاد تقريبا إلى جانب آلاف المواشي ومخازن القمح والأسمدة، مما أثار تحذيرات من أزمة غذائية تلوح في الأفق.

وتغطي مياه الفيضانات الآن حوالي ثلث البلاد، بما في ذلك حزامها الزراعي، مع توقع هطول المزيد من الأمطار في الأسابيع المقبلة.

ومن المرجح أن تكون الأضرار الناجمة عن الفيضان "أكبر بكثير" من التقديرات الأولية البالغة حوالي 10 مليارات دولار، وفقا لوزير التخطيط في البلاد، إحسان إقبال.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الفيضانات أصابت بالشلل بلدا كان يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية وتضخم أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

وحذر مسؤولون من أن الفيضانات تهدد الآن بإعادة باكستان سنوات أو حتى عقودا إلى الوراء، وتأجيج نيران التوترات السياسية التي اجتاحت البلاد منذ الإطاحة برئيس الوزراء السابق، عمران خان، في الربيع الماضي.

ويحذر الخبراء من أن الضرر الذي يلحق بالقطاع الزراعي في البلاد يمكن أن يشعر به أيضا في جميع أنحاء العالم.

وباكستان واحدة من أكبر منتجي ومصدري القطن والأرز في العالم، وهما محصولان دمرتهما الفيضانات. وقال مسؤولون إن ما يصل إلى نصف محصول القطن في البلاد قد دمر في ضربة للإنتاج العالمي في عام ارتفعت فيه أسعار القطن مع تعرض منتجين كبار آخرين من الولايات المتحدة إلى الصين لطقس قاس.

وتهدد مياه الفيضانات أيضا بعرقلة موسم زراعة القمح في باكستان هذا الخريف، مما يزيد من احتمال استمرار نقص الغذاء وارتفاع الأسعار خلال العام المقبل.