رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم /الأربعاء/ أن الهجمات المضادة التي شنتها القوات الأوكرانية مؤخرًا في شمال شرق البلاد حققت أكثر بكثير من مجرد استعادة حوالي 3800 كيلومتر مربع من الأراضي الواقعة بهذه المنطقة، ويمكن أن تكون قد "محت" طموحات روسيا في إقليم دونباس الحيوي .
واستشهدت الصحيفة على طرحها في هذا الشأن (من خلال تقرير نشرته عبر موقعها الالكتروني) بقول مسئولين أوكرانيين بارزين بإن التطورات الأخيرة في شرق البلاد قلبت بالفعل ديناميكية المعارك في منطقة دونباس، وهي نقطة محورية في مخططات العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأشاروا إلى أن "الهدف المعلن لموسكو" بعد خسارتها معركة الاستيلاء على كييف في مارس الماضي كان يتمثل في "تحرير" منطقة دونباس الشرقية بأكملها من خلال تطويق مدن كراماتورسك وسلوفيانسك وباخموت. وكانت الخطة تقضي بإغلاق المواقع الأوكرانية من ثلاثة اتجاهات - الشمال والجنوب والشرق، لكن التقدم الروسي الأخير شبه توقف بعد أن حققت روسيا مكاسب إقليمية ثمينة في يوليو الماضي.
وأوضحت الصحيفة ، نقلا عن مصادر مطلعة: أن الهجوم المضاد الخاطف للقوات الأوكرانية مكن من قطع هجوم روسيا من الشمال، وهو الاتجاه الأكثر أهمية لشن الهجمات العسكرية لروسيا، بجانب أن القوات الأوكرانية، مع تقدمها نحو الشرق، ستركز على محاولة الالتفاف على المواقع الروسية وقطع المزيد من خطوط الإمداد الخاصة بهم. فمنذ أوائل الأسبوع الماضي، اندفعت قوات كييف باتجاه الشرق، واستعادت مدينة "إيزيوم" ذات الأهمية الاستراتيجية، وهي مدينة في مقاطعة خاركيف كانت بمثابة نقطة انطلاق للقوات الروسية.
ومن جانبه، قال سيرهي كوزان المستشار بوزارة الدفاع الاوكرانية في تصريح خاص لـ"فاينانشيال تايمز" إن استعادة هذه المنطقة، الممتدة من خاركيف إلى إيزيوم، قضت على خطر تطويق قواتنا في دونباس..مضيفا: "أن فرض السيطرة على إيزيوم يفتح أيضًا الباب للسيطرة الفعلية على منطقة دونيتسك الشمالية " .