ما حكم الإقامة في بلاد الكفر؟ داعية يوضح الحكم الشرعي

  • 95
الفتح - شريف طه

قال شريف طه، الداعية الإسلامي، إن النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من الإقامة في بلاد الكفر، فقال : "أنا برئ من كل مسلم أقام بين أظهر المشركين" وهذا محمول على من أقام بينهم مضيعا للدين مع كونه قادرا على الهجرة من بلادهم، فهذا ممن نزل فيهم قول الله تعالى ﴿إِنَّ الَّذينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أَنفُسِهِم قالوا فيمَ كُنتُم قالوا كُنّا مُستَضعَفينَ فِي الأَرضِ قالوا أَلَم تَكُن أَرضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِروا فيها فَأُولئِكَ مَأواهُم جَهَنَّمُ وَساءَت مَصيرًا﴾ [النساء: ٩٧]

وأضاف طه في منشور له عبر "فيس بوك" قائلا: وأما من يقدر على إقامة دينه في بلاد الكفر، فيستحب كذلك له الهجرة من بلادهم، ولكنها لا تجب، أما عدم الوجوب؛ فلأن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم كان مقيما في مكة بعد إسلامه وهي دار كفر حينها، وأما الاستحباب؛ فلكي لا يألف قلبه المنكر بإقامته وسطهم.

وتابع الداعية الإسلامي: وأما من كان له غرض صحيح ومصلحة شرعية في الإقامة في بلادهم، مع قدرته على إقامة دينه وأمنه على نفسه وولده وأهله من الفتن، وعزمه المغادرة إذا تحققت هذه المصلحة، فهذا قد تستحب الإقامة له، بل وقد تجب، بحسب المصلحة التي تفوت بهجرته.

وأكد طه أن الدليل على ذلك أحوال الأنبياء، الذين بعثوا في ديار الكفر والشرك، ولكنهم بقوا فيها لإقامة الدين والدعوة إلى الإسلام.

وواصل طه قائلا: وأما المضطر والمستضعف الذي لا يستطيع الهجرة ولا اللحوق بديار يتمكن فيها من عبادة الله تعالى، فهو ممن عذر الله تعالى، والهجرة لا توصف في حقه بحكم شرعي؛ لأن القدرة مناط التكليف.

وأشار طه إلى أن الهجرة تارة تكون واجبة، ومستحبة، ومحرمة، ومكروهة، موضحا أن الهجرة ليست مبنية على توصيف الديار، وهل هي دار كفر أم إسلام، بل مبنية على القدرة على إقامة الدين أو العجز عن ذلك.