تدس السم في العسل.. مطالب برلمانية بحجب منصتي "ديزني" و "نتفلكس"

  • 65
الفتح - أرشيفية

"تدس السم في العسل، وتبث أعمالًا تتنافى مع القيم والمبادئ الدينية، وتهدم ثوابت المجتمع".. هكذا قالت إحدى عضوات مجلس النواب عن منصتي ديزني ونتفلكس، مطالبة بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لحجبهما عن مصر، مشيرة إلى أن تلك المنصات اعتادت بث محتوى غير أخلاقي، واعتادت الترويج للمثلية والشذوذ وزنا المحارم، علاوة على ترويجها للانتحار والمخدرات.

وأوضحت النائبة أن الشباب والاطفال لم يسلموا من خطر هذه المنصات التي اعتادت كذلك بث الأفكار السامة في عقولهم، مشيرة إلى أن تلك المنصات لا تفعل ذلك عشوائيًا أو عبثا، إنما لديها خططها التي تعمل من خلالها على هدم القيم والمبادئ الدينية.

بدوره، رحب النائب محمد إسماعيل جاد الله، عضو مجلس النواب عن حزب النور، بتلك المطالب وبدعمها، مؤكدًا أن ما تقوم به هذه المنصات هو أمر خطير، ومن ثم لابد من تثمين ودعم أي تحرك في إطار منع خطر هذه المنصات أو الحد منه، موضحًا أن إغراق المسلمين في قنوات الإباحية أو التي هي مقدمات للإباحية هي خطة قديمة لصد المسلمين عن دينهم. 

وأشار جاد الله في تصريحات لـ "االفتح" إلى أن هلاك الأمم يكون في أمرين، وأن هلاك الأمم يكون في الشهوات والشبهات، مستشهدا بقول الله سبحانه وتعالى: "كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ".. الآية، موضحًا أن الله سبحانه ذكر في هذه الآية سببين لهلاك الأمم وضياعها وزوال المُلك، وهما الشهوات والشبهات، استمتعوا بخلاقهم استمتعوا بنصيبهم من الحرام، وعدم الالتزام بما أنزل الله سبحانه وتعالى.

وأوضح عضو مجلس النواب أن الإنسان حينما ينصهر في المعصية يعمي الله بصيرته فتكون سهلة، ويكون من السهل جدا وقوعه في الشبهات، ولذلك ربنا بعد ما ذكر الشهوات في قوله تعالى "فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ"، مباشرة بعد ما أخذ نصيبه من الحرام في الشهوات وصل إلى أن أعمى الله بصيرته فوقع في الشبهات، لذلك قال: "وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا"، موضحًا أن الله سبحانه قال "وخضتم" ولم يقل "ثم خضتم"، موضحا أن الـ "و" هنا تسمى واو التعقيدية المباشرة ليس بـ "ثم" التي فيها تراخي، موضحًا أن هذا يدل ويلفت الأنظار إلى أن الوقوع في الشهوات وأن الإنسان الذي يترك نفسه للشهوة مباشرة سيقع في شبهة.

ولفت جاد الله إلى أن أعداء الأمة ذكروا في بروتوكولات حكماء صهيون أنه ينبغي إغراق المسلمين في الشهوات واللذات حتى لا يصير لديهم شيء معظم، مؤكدا أن المسلمين مع الشهوات واللذائذ لا يصير لديهم شيء معظم لا دين ولا وطن، لا قيم لا مبادئ لا أخلاق، مبينا أن هذه الحال تجعل الإنسان ينسلخ ويعيش لشهوته؛ فإذا سألته عن الانتصار لدين أو الانتصار لوطنية أو الانتصار للقيم وللمبادئ لن تجد أحدًا يجيبك، مؤكدًا أنها خطط أُعد لها وحيك لها.

وعن المطالب بحجب تلك المنصات، أكد جاد الله أنه ينبغي تثمين مثل هذه المواقف، كما ينبغي دعمها والوقوف حولها، مؤكدًا أن المجتمعات التي تريد أن تحافظ على أبنائها هي التي تحافظ على قيمها وهي التي تحافظ على ثقافتها، بل وتعي ما يحاك لها سواء في الإعلام أو في وسائل التواصل أو في الأمور الثقافية من تدريس وخطط منهجية، مؤكدًا أن كل هذا ينبغي أن يكون تحت رقابة الدولة، موضحًا أن الدولة مسئولة عن حفظ عقيدة الناس، لافتا إلى أن أول الأمور التي ذكرها الإمام الجويني في كتاب غياث الأمم -الذي يعتبر تأسيسًا للقانون الدستوري- أن من واجبات ولي الأمر حفظ ونشر عقيدة السلف. 

من جانبه، أعلن النائب أحمد حمدي، عضو مجلس النواب عن حزب النور، عن تأييده لتلك المطالب التي تدعو لحجب منصتي ديزني ونتفلكس، مؤكدًا أن تلك المنصات تمثل خطرا على شبابنا وعلى النشء وعلى الأطفال، وأن قوى التغريب وقوى العلمانية بل وقوى الأرض كلها تريد النيل من هؤلاء الشباب من خلال محو هويتهم وتشكيكهم في الثوابت، موضحًا أن ذلك يكون بأيادي الليبرالية والعلمانية التي تعمل على هدم الثوابت والمقدسات.

ويرى حمدي في تصريحات لـ "الفتح" ضرورة التصدي لهذا الأمر ولهذه الأفكار التي تبثها هذه المنصات، موضحًا أن هذا التصدي يكون من خلال فتح الأبواب للدعاة المعتدلين وعدم التضييق عليهم وفتح المساحة أمامهم، مطالبًا المؤسسات الرسمية الاهتمام بالشباب ومساعدة المؤسسات غير القادرة على استيعاب الشباب والوصول إليهم، مشددا على ضرورة التواصل مع الشباب في أماكنهم ووجود وسائل حديثة في التواصل معهم عبر منصات التواصل الاجتماعي الحديثة كتويتر وإنستجرام وغيرها.

وطالب نائب النور أن تكون هناك مجهودات مبذولة للوصول إلى حالة من حالات التوازن والمدافعة والممانعة من هذه الأفكار المنحرفة والمنحلة التي تبث هنا وهناك، مطالبًا بإعادة الدعاة المعتدلين إلى المساجد وإلى الندوات وإلى الدروس وعدم التضييق عليهم، محذرًا من ترك الشباب فريسة لهذا المحتوى الذي تبثه هذه المنصات؛ مما قد يدفعهم إلى الانحراف والتغريب وإلى الفساد أو يدفعهم والعياذ بالله إلى التكفير والصدام.

وطالب حمدي بضرورة التوعية ضد مخاطر الإلحاد وذلك من خلال الأكاديميات والمؤسسات المعنية بالأمر التي يجب أن توضح الأدلة على وجود الله، والأدلة على صدق القرآن وصدق النبوة، مطالبًا أن يكون هناك مجهود أكثر لا أن نكون مجرد ردة فعل على ما يحدث، موضحًا أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، ومن ثم لابد من تبيين ضلال وزيف هذه الدعوات والأفكار.

 كما طالب حمدي بالتوعية ضد الشذوذ وأن نرفض كلمة المثلية التي يتم تسويقها لتغيير المفاهيم وتغيير حقيقة الأمر، مشددًا على ضرورة أن نبين للناس خطورة الشذوذ وذكر العقوبات القدرية المتعلقة بهذه الفاحشة سواء في الدنيا أو الآخرة، مشددًا على ضرورة التوعية ضد الشذوذ من خلال تدريس قصة سيدنا لوط مع قومه في المدارس وفي المراحل التعليمية المختلفة.

فيما أوضح وائل سرحان، الداعية الإسلامي، أن خروج مطالب برلمانية تطالب بحجب منصتي ديزني ونتفلكس بسبب خطورتهما على عقيدة الناس ودينهم، تؤكد أن البرلمان له دور في المجتمع ودينه وقيمه ومبادئه وعلى شبابه وأطفاله، موضحًا أن هذا هو مقتضى القَسم الذي أقسمه النواب، وأن هذا هو أمل الشعوب التي انتخبت هؤلاء النواب أن يحافظوا على الوطن .

وأكد سرحان في تصريحات لـ "الفتح" أن من أهم الأشياء التي تحافظ على الوطن، هي الحفاظ على الدين والقيم والمبادئ التي دونها ينهار المجتمع، مؤكدًا أن هذه المنصات تدس السم في العسل من خلال بث هذه الافكار، مؤكدًا أنها لا تبثها عن غير قصد بل يبثونها بقصد، مشيرًا إلى أن هؤلاء هم الذين يريدون هدم الأسرة وهدم المجتمعات بتضييع شبابها، وإيجاد جيل من الشباب ممسوخ الهوية وممسوخ المبادئ حتى يسهل حصار الشعوب وتسهل تبعية هذه الشعوب. 

ويرى الداعية الإسلامي أهمية أخذ هذه المطالب البرلمانية التي تدعو لحجب تلك المنصات، مأخذ الجد لأن هذا هو دور مجلس الشعب في الحفاظ على الأمة والحفاظ على الوطن وعلى الشعب، وحماية الأمة من الأخطار، وكما أن الجيش المصري الباسل يحمي البلاد من هجمات الأعداء المسلحة؛ فكذلك مجلس النواب له دور حماية للأمة من الانهيار ومن السقوط الداخلي، ومن هدم المجتمعات وتضييع الشباب أمل ومستقبل الأمة، ومن مسخ هوية الأطفال، موضحًا أن هذا هو الدور المنوط بمجلس الشعب، مشددًا على دور المؤسسات المختلفة بتوعية الشباب وتنمية الوازع الديني، وعودة وإعادة القيم والمبادئ من جديد إلى أبنائنا وشبابنا وأطفالنا؛ حتى تنشأ الأجيال المتمسكة بقيمها ومبادئها ودينها وعاداتها الإسلامية الأصيلة التي جعلت الشعب المصري يقاوم الغزو المسلح بعقيدة راسخة.