رفضًا لتحريف هوية وتاريخ فلسطين.. طلاب فلسطين يواجهون "أسرلة التعليم" بـ"الإضراب

  • 115
الفتح - إضراب عام في القدس

يواصل الاحتلال الصهيوني بممارساته وعدوانه مخططه المستمر لأسرلة التعليم الفلسطيني وطمس الهوية العربية والإسلامية وتغيير وتزيف التاريخ من المناهج الفلسطينية ومحو كل ما له علاقة بهوية الإسلام وتاريخ فلسطين عبر فرضه مناهج بعينها على المدارس وحذقه كل ما يخص الهوية والتاريخ منها، ووضع مدارس القدس الشرقية بين فكي الرحى؛ إما أسرلة التعليم وفرض مناهج صهيونية على الأطفال أو إغلاق المدارس وإنهاء رخصتها وسحب تراخيص العمل وشطبها تمامًا، وبعد تحذير وزارة شئون التعليم في القدس من مخططات الاحتلال لأسرلة التعليم،  كان رد الاحتلال الصهيوني بسحب الترخيص الدائم من ست مدارس في القدس الشرقية لإرغامهم على فرض المناهج الإسرائيلية على المدارس الفلسطينية في القدس بالقوة.

وردًا على العدوان الصهيوني على مناهج التعليم الفلسطيني ومدارس القدي، عمّ اضراب شامل  منذ الاثنين الماضي كافَّة المؤسسات التعليمية ومدارس القدس المحتلة، رفضا لمحاولات الاحتلال فرض المنهج الصهيوني للرواية التاريخية على الطلبة المقدسيين، وأغلقت 150 مدرسة عربية في القدس أبوابها، وامتنع 100 ألف طالب فلسطيني عن الذهاب للمدارس معلنين الإضراب بعد حذف مواد فلسطينية في المناهج وإدخال مواد أخرى إسرائيلية، ونظم أولياء الأمور والطلاب وشباب مقدسيين تظاهرات في بيت حنينا وبلدة سلوان احتجاجا على محاولة تحريف المنهج الفلسطيني وإدخال المنهاج الإسرائيلي في مدارس القدس.

وعن التحريف في المناهج، قال الناطق الإعلامي باسم اتحاد المعلمين الفلسطينيين في القدس أحمد الصفدي إن المنهج المحرّف يشطب الرموز المقدسية كالعلم الفلسطيني، ويحرف الحقائق مثل استخدام تسمية جبل الهيكل بديلًا عن المسجد الأقصى المبارك، والاحتفال بعيد الاستقلال بديلا لفعاليات إحياء النكبة الفلسطينية وتحريف أحداث التاريخ وحذف كلمة احتلال وتزييف التاريخ الفلسطيني بالكامل، بالإضافة إلى تحريف في جغرافيا فلسطين وحدود دولتنا المحتلة وهذا بجانب الارتفاع الكبير في عدد المدارس الإسرائيلية وإغلاق المدارس الفلسطينية.

ونحو ذلك السياق، قال المهندس سامح بسيوني رئيس الهيئة العليا لحزب النور إن الاحتلال الصهيوني يمارس احتلال ثقافي بفرض المناهج الاسرائيلية من قبل السلطات المحتلة على المدارس الفلسطينية الإسلامية، مضيفًا أن ذلك العدوان على التعليم الفلسطيني هو أحد صور الإرهاب الصهيوني ضد  الفلسطينيين في ظل صمت وتواطئ دولي عجيب.

وأكد رئيس الهيئة العليا لحزب النور في تصريحات لـ"الفتح"، أن الجميع يعلم أن التعليم هو حجر الأساس في بناء الأجيال وصناعة المستقبل في أي مجتمع، لذلك نجد هذا الاصرار والاجبار من هؤلاء الصهاينة لفرض المناهج التي تشكل عقلية الاجيال القادمة لتخدم مستقبلا مشروعهم التلمودي بإنشاء دولة إسرائيل من النيل للفرات، وليس مجرد احتلال فلسطين.

وأشار بسيوني إلى أن فرض المناهج الصهيونية على الفلسطينيين بالقوة هو في الحقيقة إعلان لفشلهم في فرض التطبيع على أبناء المسلمين في فلسطين، مضيفًا أنها خطوة تبين المكر الصهيوني في حربهم المستمرة لطمس الهوية الاسلامية والعربية عند أجيال فلسطين المتتالية. 

وأوضح رئيس الهيئة العليا لحزب النور الاحتلال فشل في إقناع الفلسطينيين بقبول مناهج اليهود من أجل محو الهوية العربية الإسلامية فيحاول الآن فرضه بالقوة أو على أقل تقدير اعتماد مناهج تتبنى الافكار والرؤى اليهودية الهادمة للهوية الاسلامية، مؤكدًا أن سحب تراخيص المدارس وإجبارها على تغير المناهج انتهاك لكل قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد أن مدينة القدس محتلة وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية.

وطالب بسيوني بضرورة وجود تحرك عربي ودولي موحد لوقف هذه الضغوط العنصرية مع دعم واضح من جامعة الدول العربية ومنظمة العالم الاسلامي لفلسطين ومدارسها لمواجهة المحاولات الإسرائيلية التي تستهدف هوية القدس وسكانها مثل ما يحدث من استيطان ومصادرة الأراضي وهدم واستيلاء على المنازل والاعتقالات والملاحقات والاعتداء على المقدسات.

وقال المهندس أحمد الشحات الباحث في الشئون السياسية، إن محاولات الاحتلال لطمس الهوية العربية والإسلامية من خلال تحريف مناهج التعليم الفلسطيني هي استمرار لمسلسل الإجرام، مؤكدًا أن من قتل شعبا أعزلًا واعتدى على أطفال رضع وشيوخ ركع وانتهك حرمة المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك لا يستبعد أن ينتهك أي حرمة مهما كانت. 

وأكد مساعد رئيس حزب النور للشئون السياسية في تصريحات لـ"الفتح"، أن محولات الاحتلال الصهيوني تزييف هوية التعليم الفلسطيني هي قضية توضح أهمية المواجهة الفكري مع العدو الصهيوني الذي رغم ما يمتلكه من ترسانة عسكرية تقتل الفلسطينيين، إلا أنه يسعى بشدة لتشكيل العقول وتغيير الهوية لخلق جيل يتسم بالتبعية والخنوع ويسهل الهيمنة عليه.

وشدد الشحات على أن المواجهة الفكرية مع الاحتلال والوعي بخطورة العدو الصهيوني المحتل هي أساس المعركة بيننا وبين اليهود والصهاينة، مشيرًا إلى أن هذا ما يؤرق العدو الصهيوني بأن يكون أطفالنا أصحاب وعي صحيح وعقيدة سليمة وأن يتربى الأطفال على أن هذا هو العدو الذي يعادي الدين ويغتصب الأرض.

وحذر الباحث من الهزيمة في معركة الوعي لأن الانهيار الفكري والتربوي والمنهجي والعقدي ربما يستمر لقرون من الزمان، مؤكدًا أن سلاح العقيدة السليمة والوعي أقوى من سلاح الاحتلال العسكري، لافتًا إلى مفهوم أطفال الحجارة الذي رسخه أطفال فلسطين في عقول العالم وأوضح كيف يكره العدو الصهيوني ويستمر في مقاومته ولو بالحجارة، مشددًا على ضرورة ألا نهون أو نقلل من قيمة أطفال الحجارة وقوة قضيتهم ونظرتهم للعدو الصهيوني 

ونصح الشحات بضرورة أن نكون نحن أكثر يقظة في هذا الجانب وأكثر حرصًا على ألا تموت القضية في قلوب المسلمين صغارًا وكبارًا، سواء كانوا فلسطينيين أو غيرهم وهذا التحدي لو نجحنا فيه فستظل المعركة حمية الوطيس وإن كانت الكفة في أحيان كثيرة أو دائما ترجح عندهم ولكن قضية الوعي ما دامت باقية ستظل القضية حية.

وحيا الباحث في الشئون السياسية صمود الشعب الفلسطيني ووقوفه وحده مناضلًا وواعيًا أمام هذه المخططات ورفضها، متمنيًا أن من الله عز وجل أن تبوء هذه المحاولات الغاشمة إلى الزوال.

وأكد الدكتور وائل سمير الكاتب والداعية الإسلامي، أنه لن ينتصر المسلمون على اعدائهم إلا بمعركة الوعي ابتداءً، موضحًا أن معركة الوعي تبدأ بالتعليم، مضيفًا أنه على المسلمين أن ينتبهوا إلى مناهج التعليم ولا يضعوا أولادهم فريسة سهلة لمناهج التعليم اليهودية والنصرانية أو التغريبية التي تشكل وعي الشباب ووعي الأطفال على نقيض دينهم وعقيدتهم وتغيبهم عن حقائق دينهم وتاريخهم التي يجب أن يستفيقوا عليها.

وأوضح الداعية الإسلامي في تصريحات لـ"الفتح"، أنه ينبغي أن يعلم المسلمون ما أمرهم الله تعالى أن يعلموه في الكتاب والسنة من حقيقة الأعداء وبغضهم لكتاب الله ولدين الله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ويعلمون زيف ما يدعو إليه الأعداء ولذا يجب أن ينتبه الفلسطينيون لمعركة الوعي. 

وثمن سمير إضراب شباب وفتيات فلسطين وامتناعهم عن الحضور إلى المدارس رفضًا لتحريف مناهج التعليم، ووجه الشكر والامتنان لكل من ينبه لمخاطر انتهاكات العدو الصهيوني ومخططاته ويفضح زيف الحرية التي يدعيها الكيان الصهيوني الذي يسعى لفرض الباطل على العقيدة الاسلامية في القدس.

وشدد الداعية أن يلوك الصهاينة واليهود من فرض صور الهيمنة الفكرية والعقائدية وسعيه لتحريف التاريخ الفلسطيني يكشف خطورة التطبيع مع هذا الكيان العنصري والخبيث والمزروع داخل الوطن الإسلامي والعربي، مضيفًا أن أي محاولات للتطبيع معه هي خيانة للدين وللوطن ولمعاناة الشعب الفلسطيني.