خبراء: الفقر والتسرب سبب ارتفاع نسبة الأمية.. وهيئة "تعليم الكبار" فقدت دورها

العدد الورقي

  • 51
الفتح - محو الأمية

وصلت لـ25.8%.. الأمية سوس ينخر في كيان الدولة

كتب – أحمد سعيد

رغم الألفية الثالثة ووسائل التكنولوجيا الحديثة ومنصات التعليم التي هنا وهناك، تبقى الأمية خطرًا يهدد المجتمعات ويقوض أمنها، وبلدنا واحدة من تلك الدول التي تشتكي هذا الخطر، حيث وصلت نسبة الأمية في مصر لـ 25.8، وتحتل المرتبة الـ 32 عالميًا والـ 2٣ إفريقيا والـ 7 عربياً في معدلات الأمية، حسب تقرير رسمي للتعبئة العامة والإحصاء.

بدوره، أبدى المهندس أحمد الشحات، الباحث في الشؤون السياسية، انزعاجه من نسب الأمية التي أعلن عنها المركزي للتعبئة والإحصاء، مؤكدًا أن هذه النسب مزعجة للغاية، لاسيما في ظل ما يحياه العالم من تطور في وسائل العلم والتكنولوجيا، وكذلك وسائل المعرفة والاتصال.

وأكد الشحات في تصريحات لـ "الفتح" أن نسب الأمية المرتفعة بهذا الشكل تؤثر على مكانة مصر، وتخصم من رصيد ومن ثقل ووزن الدولة المصرية في سباقها مع غيرها من دول العالم، لاسيما وأننا نعيش في سباق رهيب مع العالم في التكنولوجيا وفي التطور وفي وسائل المعرفة والاتصال وغير ذلك من الأمور.

 ويرى الباحث في الشؤون السياسية، أن هناك مجموعة من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسبة الأمية في مصر بهذا الشكل الملحوظ، موضحًا أن هذه الأسباب معروفة ومعلومة لدى الجميع، وفي مقدمتها الفقر ووجود الأمراض، بالإضافة إلى عدم الوعي الكافي لدى البعض بأهمية العلم والتعليم، مشيرًا إلى أن هذه النسب كان من المفترض أن تختفي وتذوب تمامًا في ظل تطور وسائل التواصل، وشعور الجميع بأن العلم أمر رئيسي وأساسي للدخول في سوق العمل وللتعامل مع الأدوات والآليات الحديثة بشكل عام.

وبين الشحات أن الأمر يحتاج إلى بذل جهد وإلى نشر الوعي وتعليم الناس مبادئ العلوم، ومحاولة أن يكون هناك تثقيف إجباريًا، موضحًا أن ذلك يكون من خلال برامج معتمدة من الدولة ومن الجمعيات الخيرية ومن منظمات المجتمع المدني وغيرها من المؤسسات العاملة في هذا المجال، مطالبا بتفعيل هذه الخطوات حتى تختفي نسبة الأمية تمامًا، وأن تكون لدينا خطة طموح لا يتوقف عملها على محو الأمية فقط، إنما تمتد لما هو أبعد من ذلك من خلال تأهيل هؤلاء في إطار الاستفادة من الطاقة البشرية، مشددًا على ضرورة الاستفادة من هذه الطاقة بدلا من أن تهدر بسبب الأمية وعدم القدرة على التعلم أو على اكتساب معارف جديدة.

من جانبها، أوضحت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف الخبير التربوي، أن نسب الأمية في مصر أعلى من تلك التي جاءت في تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، موضحة أن نسب الأمية في مصر أكبر من ٣٠٪ إذا ما أضيفت إليها أعداد أولئك الحاصلين على شهادات محو الأمية بشكل صوري دون أن يكونوا قد تلقوا تعليمًا حقيقيًا، ودون أن يمحوا أميتهم بالفعل، وكذلك إذا ما أضيفت إليها أعداد المرتدين إلى الأمية من الحاصلين على الشهادة الابتدائية. 

وأفادت عبد الرؤوف في تصريحات لـ "الفتح" أن الأمية تمثل تحدياً كبيرًا للدولة المصرية، مؤكدة أن الجهل قنبلة موقوتة تهدد كل مشروعات التنمية وتهدد استقرار المجتمع، مشيرة إلى أن هذه الفئات من السهل السيطرة عليها من قبل أي أطراف معادية للدولة، مطالبة بالعمل على حل هذه الأزمة والتصدي لها.

 وأرجعت الخبير التربوي ارتفاع نسب الأمية في مصر بهذا الشكل، إلى انخفاض مستوى المعيشة وانتشار الفقر وارتفاع تكلفة التعليم على كثير من الطبقات، بالإضافة إلى ارتفاع كثافة الفصول وعدم انتظام العملية التعليمية في المدارس؛ مما أدى إلى ارتفاع نسب التسرب وارتفاع نسب الأمية. 

وعن الخطوات الواجب العمل بها للحد من هذه النسبة، ترى الخبير التربوي أن هناك مجموعة من الخطوات وفي مقدمتها الحد من نسب التسرب بتوفير الدعم المالي للطبقات الفقيرة، بالإضافة إلى توفير مجانية حقيقية للتعليم، علاوة على ضرورة العمل على استيعاب جميع الأطفال في مرحلة التمدرس، مطالبة بضرورة عمل مؤتمر يجمع جميع الرؤساء السابقين لهيئة تعليم الكبار؛ للوقوف على المشكلات الحقيقية التي تعوق عمل الهيئة، ومن ثم مشاركة أساتذة التربية لعمل استراتيجية وآليات تنفيذ على مدى لا يتعدى خمس سنوات على أن تشارك جميع منظمات المجتمع المدني في التنفيذ.