فطرة الأمومة

د. سناء الأشقر

  • 42


خلق الله -عز وجل- البشر وهداهم سبل الحياة، فتأمل الطفل حديث الولادة وهو يصرخ ويميل يمينًا ويسارًا بحثًا عن ثدي أمه، وتأمله حين تضع أصبعك حول فمه فتراه يفتحه بسرعة كمن وجد ضالته، فقد خلقه الله -عز وجل- وهداه طريق النجاة، فهو الرحيم سبحانه علمه كيف يأخذ غذاءه، علمه كيف يرضع دون أي تدخل منا فهذه فطرته التي فطره الله -عز وجل- عليه.

واسأل نفسك هل يستطيع ذلك المولود النجاة إذا رفضت أمه إرضاعه؟! هل سينجو إذا أهملته وتركته دون نظافة؟! هل يتصور أن تفعل أم ذلك بولدها؟!

لا يتصور ذلك أبدًا، بل في ذلك هلاك للطفل فهو حتمًا سيتضرر ضررًا بالغًا قد يصل للوفاة إذا لم يجد بديلًا للرضاعة والاهتمام، بل على النقيض تمامًا ترى أمهات ليس بكامل قواهن العقلية إلا أنها تحتضن ابنها خوفًا عليه بل وترضعه أيضا، بل ستهاجم من يحاول أخذ طفلها منها، وهذه هي الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.

فقد منح الله –عز وجل- الأم فطرة حب ولدها وبذلُ الغالي والنفيس له، فانتبهي أمة الله واعلمي أنك راعية في بيت زوجك ومسؤولة عن رعيتك، وستحاسبين عليها يوم القيامة، ولا تسمعي لمنتكسي الفطرة ممن يضللونك عن طريق الحق، واستمعي لنداء أمومتك، وابذلي كل جهدك لنجاة أبنائك.