سنة عمير

أمل السلاحجي

  • 51


استيقظ عمير من نومه مبكرًا كعادته، لكن تلك المرة كان متألمًا لأن سنته تخلخلت وتوشك على السقوط، جلس على مائدة الفطور حوله أسرته لكنه لم يستطع مشاركتهم الطعام.

الأم: شفاك الله وعافاك يا عمير، أبشر ستسقط تلك السن الضعيفة لتخرج أخرى غيرها -بإذن الله- فعليك أن تأكل جيدًا حتى تنبت الأخرى قوية.

وبينما هم جالسون سقطت سنة عمير، فالتف حوله إخوانه ليرونها

علي: سبحان الله شكل السن عجيب!

خديجة: ماذا ستفعل بها يا عمير؟

عمير: لا أعلم، لكني رأيت ابن جارنا عندما سقطت سنته ألقاها في الشمس لتأخذها الشمس وتعطيه غيرها!!

خديجة: لا، أنا أعلم ماذا نفعل بها، نضعها تحت الوسادة لتأخذها جنية الأسنان وتعطينا بدلًا منها نقودًا لامعة، هكذا رأيتهم يفعلون في حلقات الكرتون!!

الأب: ماذا تقولون يا أولاد؟! هل الشمس تأخذ وتعطي يا عمير؟؟! وهل هناك جنية للأسنان يا خديجة؟!

الأولاد: هكذا رأينا يا أبي.

الأب: وهل كل ما نراه نصدقه؟!! أليس لنا شرع نرجع إليه؟؟ ألم يخلق الله لنا عقولًا لنفكر بها يا أحبابي؟!! كل ما في الكون يا أبنائي هو ملك لله وحده، ونحن كلنا عبيده، هو الذي يعطينا ويرزقنا وينبت أجسادنا، فلا نسأل غيره، ولا نطلب من أحد سواه لأن كل شيء بيده سبحانه. فمن الذي أعطاك السنة الأولى يا عمير؟

عمير: الله -عز وجل-.

الأب: إذن فهو وحده القادر على أن يعطيك غيرها، أليس كذلك؟؟

عمير: بلى يا أبي.

علي: ولماذا تسقط الأسنان يا أبي؟

الأب: لأن تلك الأسنان صغيرة وضعيفة تناسب الصغار، وعندما يكبرون تسقط ليخرج غيرها أقوى وأكثر أيضا فبدل العشرين سنًا تلك سيخرج غيرها اثنان وثلاثون إن شاء الله، انظروا لحكمة الله في خلقه وفضله على عباده، فهل نقابل ذلك بأن ندعو غيره؟!!

الأبناء: نستغفر الله العظيم، والحمد لله على نعمه.