رائج الآن

فاطمة المرشدي

  • 36


عبارة باهرة خاطفة لا تكاد تسمعها أو تقرأها إلا وتخطف قلبك قبل عينيك وأذنيك لتتبع ما أشارت إليه تلك العبارة البراقة الموحية بالتجدد والانفتاح، وأن كل جاذبيتها تكمن في كون الإنسان لا يريد أن يفوته شيئًا، يريد أن يكون متابعًا جيدًا على الأصعدة كافة حتى وإن كان ذلك سبب شتاته.

فما رائج الآن أصبح وبكل سهولة يستطيع السيطرة على الأفكار والتأثير على التوجهات حتى أنه يغير في المجتمات الكثير من الملامح والسمات.

عبارة خطيرة عندما تُلقى تصبح وكأنها مبرر كافٍ لكثير من الأشياء غير المقبولة أبدًا حين تسأل عن سببها جاهلًا أو مستنكرًا، لكن ما هو رائج الآن أصبح مرهقًا للأذهان والأبدان، فهناك سباقات تقطع الأنفاس ولا تنقطع والبعض يقضي حياته يلهث خلفها مؤملًا اللحاق دون الرجوع إلى مصدر هذا الرائج وأي عقل خرج علينا به ليطاردنا على شاشات الهواتف وفي الشوارع، في مظاهر البعض وطريقة كلامهم، في داخلنا ونحن نقاوم أن نكون تابعين لذلك الرائج.

إن ما يحدثه كل جديد رائج من خلل يحتم علينا إعادة النظر فيه والحد من انتشاره بتلك السرعات التي كادت تطمس الهويات فتنزع عن كل مجتمع ملامحه وتبدلها بأخرى مصطنعة لا جذور لها. فالبعض تعطل عن سيره في طريق حياته بسبب كونه لا يستطيع مواكبة ما هو رائج الآن.