تنبيه للمعلم والأسرة قبل العام الدراسي الجديد

مقتبس من مقالات الباحث التربوي خالد الجابري

  • 51

مقتبس من أحد مقالات الباحث التربوي خالد الجابري

يعتقد بعض المعلمين الجدد أن الاستعداد لبداية الدراسة عبارة عن تجرع اليانسون  ومزيد من عسل النحل؛ لتزويد الحنجرة بما تحتاج إليه حتى تصمد إلى نهاية اليوم الدراسي، والبعض الآخر يرى أن الاستعداد هو شراء دفاتر التحضير والأقلام وما إلى ذلك من أدوات يحتاج إليها طوال العام، وهناك طائفة ثالثة ترى أن الاستعداد للدراسة هو التحضير لمواجهة هذه الطائفة من المشاغبين الصغار الخارجين عن حدود القوانين واللوائح المدرسية ولا يكون ذلك إلا بالنظر في سن مزيد من قواعد الضبط والربط وابتكار أساليب جديدة للعقاب الجماعي والفردي، ولم تهتم أي من الطوائف الثلاث بما هو مهم، وهو الاستعداد النفسي للتواصل والتفاعل مع التلاميذ وكيفية بناء جسر من الحب والاحترام المتبادل.
فالمعلم مطالب بأن يستجمع كل قواه في التفكير في كيفية الوصول إلى قلوب أبنائه أو إخوانه التلاميذ، ولا يصح أبدًا أن تسيطر على المعلم أنانيته فيفكر فيما ينفعه هو، وما ييسر عليه اليوم الدراسي، دون أن يقف قليلاً وينظر بعين التلاميذ، ما الذي يدخل الفرحة والسرور على قلوبهم؟ ما الذي سيؤثر فيهم؟ وما الذي يحتاجون إليه نفسيًا لإقامة علاقة صحية بيني وبينهم؟
وللأسرة دور كبير في الاستعداد لبداية الدراسة؛ فثمة مشكلة تعانيها معظم الأسر هي تعود الأطفال والكبار السهر طول الليل في أيام الصيف والنوم طول النهار بحجة أنهم في إجازة، فينقلب الليل إلى سهر والنهار إلى نوم مخالفين بذلك سنة الله في خلقه يقول تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا}
وإزاء هذه العادة يصعب على الأطفال الاستيقاظ مبكرًا في بداية العام الدراسي والذهاب إلى المدرسة مما قد يضطر الأم في بعض الأسر إلى بذل الجهد لإجبارهم على النوم مبكرًا عند بداية الدراسة،وبطبيعة الحال فإن هذا السهر له تأثيرات على أعصاب وتركيز هؤلاء الأبناء، وفي الحقيقة إن الأسر التي اعتادت السهر طوال الليل والنوم طوال النهار يعاني أبناؤها في الأسابيع الأولى من بداية الدراسة الإرهاق وعدم التركيز، وتتعالى شكاوى المعلمين من صعوبة تجاوبهم وشرودهم الذهني، كل ذلك بسبب عدم اتباع العادات الصحية السليمة في النوم