بدعٌ منكرة وخرافات باطلة.. ماذا يفعل غلاة الصوفية في المواسم؟

علماء يحذرون من المحدثات.. ويتساءلون: هل فعلها النبي أو أصحابه؟

  • 69
الفتح - أرشيفية


"الدعوة السلفية": الواجب على دعاة الإسلام أن يردوا الناس إلى السنَّة كما فعل أسلافهم

حذر دعاة ومصلحون من استغلال مبتدعي الصوفية الخرافية لشهر ربيع الأول، في بث محدثاتهم وتصوراتهم الفاسدة بين أوساط المسلمين، مستغلين الحب الفطري لنبي الهدى –صلى الله عليه وسلم- وآل بيته الكرام، عبر دعوات مخالفة للشرع الحنيف تدغدغ المشاعر وتحرك القلوب بزعم التقرب إلى الله -عز وجل-، بل اندساس الصوفية الفلسفية وسطهم لإحداث انحراف أكبر من مجرد البدع في الاحتفالات.

قال الشيخ عادل نصر، متحدث الدعوة السلفية، إنه مع قدوم شهر ربيع الأول من كل عام ينشط دعاة التصوف المنحرف في نشر البدع والضلالات بزعم الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإن تعجب فعجب ترويجهم للشركيات والبدع من صرف العبادة لغير الله كدعاء الأموات الذين لا يملكون موتًا ولا حياة ولا نشورًا، حيث أمر الله -عز وجل- نبيه أن يقول: {قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، مضيفًا أنه إذا كان هذا حال النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أفضل الخلق فما بالنا بمن هو دونه كالأولياء والصالحين.

وأكد نصر في تصريحات لـ "الفتح" أن ما تفعله الصوفية اليوم من طلب المدد من الأموات والذبح لهم هو شرك بنص القرآن والسنة، وما يدعونه من هذه محبة وتعظيم هو ادّعاء في غاية البطلان؛ إذ المحبة تقتضي الاتّباع كما قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}، ومعلوم أن كل ما يفعلونه هذا مخالف لما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "عليكُم بسُنَّتي وسنةِ الخلفاءِ الراشدين المهديِّينَ من بعدِي عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ"، مؤكدًا أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

وأكد متحدث الدعوة السلفية أن الأمر قد بلغ اليوم مبلغًا خطيرًا، حيث يروّج دعاة التصوف للخرافات والخزعبلات التي تخالف صريح القرآن والسنة وما جاء به سيد الأولين -صلى الله عليه وسلم- كما تخالف العقل الصريح والفطرة السليمة؛ مما سيكون له أسوأ الأثر على عقيدة الأمة ودينها، ويخدم على مخططات الأعداء الرامية إلى نسف ثوابت العقائد والأحكام، ولذا يدعمون الصوفية بكل قوة وغيرها من الدعوات الباطلة والهدامة.

وأشار نصر إلى أنه مما زاد الطين بلة أن دعاة التصوف الغالي والمنحرف يجاهرون اليوم بنشر المقولات الفلسفية والمقطوع بكفرها، كالقول بالحلول والاتحاد والقول بوحدة الوجود، كما هو معلوم من مذهب ابن عربي والحلاج وابن الفارض وغيرهم ممن تصدى لهم علماء الأمة بكل قوة وبينوا أنها زندقة وباطنية، يسعى أصحابها إلى هدم الإسلام، وروّج لها أقوام تستروا بالإسلام ظاهرًا وسعوا إلى هدمه باطنًا من الأمم التي ساءها ظهور الإسلام وانتشار أنواره كالفرس المجوس واليهود وغيرهم.

ويرى نصر أنه من الواجب اليوم على دعاة الإسلام أن يهبّوا لمواجهة هذه الانحرافات كما فعل أسلافهم، ويبصروا الأمة بخطورة هذه الضلالات والبدع ومخالفتها لما جاء به نبينا -صلى الله عليه وسلم- والذي أمضى حياته -صلى الله عليه وسلم- كلها في الدعوة إلى التوحيد وإخلاص الدين لله تعالى، وعبادته تعالى بما شرع حتى أشرقت الأرض بنور ربها.

كما يرى متحدث الدعوة السلفية أنه يجب الحذر الشديد مما يسعى إليه أعداء الأمة الذين لا يريدون لنا الخير قطعًا ويقينًا، وقد قال تعالى عنهم: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً}، سائلًا الله أن يقي الأمة كل هذه الشرور.

بدوره، قال الدكتور أحمد رشوان، عضو الهيئة العليا لحزب النور، إن التخوفات من استغلال غلاة الصوفية للمناسبات ولشهر ربيع الأول للترويج لمعتقداتهم وشركياتهم هي تخوفات حقيقية ونلمسها على أرض الواقع، مؤكدًا أن غلاة الصوفية بدأوا بالفعل في الترويج لهذه الشركيات في المساجد، وخاصة تلك المساجد التي بها أضرحة.

وشدد رشوان في تصريحات لـ "الفتح" على ضرورة أن تتبنى الدولة حملة للتوعية ضد هذه الشركيات التي لا يقبلها عاقل فضلًا عن ملتزم، مبديًا تعجبه من الخرافات التي يروجها غلاة الصوفية وكيف يقبلونها أو يصدقونها، متسائلًا: هل هناك إنسان عاقل يقول أو يقبل أن يتم التبرك والدوران حول قبر ميت ثم يتمسح فيه ويصلي ناحيته؟، هذا أمر يرفضه العقل والشرع والفطرة السليمة.

وتعجب عضو الهيئة العليا لحزب النور من الخرافات التي يروجونها، مستشهدًا بما جاء في بعض كتب غلاة الصوفية حيث ذكروا في كتبهم أن الكرامات هي للأولياء الذين يسيرون عرايا أو فقدوا عقولهم، موضحًا أن بعضهم يروجون لهذه الخرافات وأن هؤلاء المجاذيب قد فقدوا عقولهم في ذات الله!

وأكد أن ترويج كلام كهذا يفتح الباب أمام من يتهم الإسلام بأن هذا الدين لا يحترم العقل، رغم أن الحقيقة هي أن دين الإسلام هو أكثر دين احترم العقل ووضعه في مكانه الصحيح.

ووجه رشوان رسالة لعموم الناس، بضرورة اتباع الهدي النبوي واتباع الصحابة، متسائلًا: هل النبي -صلى الله عليه وسلم- احتفل مثل هذه الاحتفالات أو فعل هذه الأفعال؟، مطالبًا بدليل واحد يقول إن النبي أو الصحابة كسيدنا أبو بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي احتفلوا بالمولد النبوي أو فعلوا ما يفعله الصوفية الآن، مؤكدًا أن الذي لم يكن دينًا على عهد هؤلاء فهو ليس لنا بدين، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكُم بسُنَّتي وسنةِ الخلفاءِ الراشدين المهديِّينَ من بعدِي عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ"، مردفًا القول: "فوالله إن هذا الحديث يدل دلالة صريحة أن كل هذا الكلام بدع منكرة، وربنا يعافينا من البدع".