• الرئيسية
  • الأخبار
  • شيخ الأزهر الأسبق "شلتوت": مهما قال عشاق الموالد فإنها صارت مباءة عامة تنتهك فيها الحرمات

شيخ الأزهر الأسبق "شلتوت": مهما قال عشاق الموالد فإنها صارت مباءة عامة تنتهك فيها الحرمات

الموالد تم ابتداعها في العصور المتأخرة ويجب إنهاؤها لتطهير البلاد من مخازيها

  • 143
الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق -رحمه الله-

تداول نشطاء أقوال الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق -رحمه الله- بخصوص حرمة إقامة الموالد، مؤكدا بدعيتها في العصور متأخرة، حيث قال إن الموالد هي هذه الحفلات الصاخبة ، أو المجتمعات السُّوقية العامة ، التي ابتدعها المسلمون في عُهودهم المتأخرة باسم تكريم الأولياء وإعلان قدْرهم ومكانتهم ، عن طريق تقديم النُّذُور والقرابين وذبْح الذبائح ، وإقامة حفلات الذكْر ، وعن طريق الخُطب والقصص والمناقب والأناشيد ، التي تُصور حياة الولِيِّ ، وتَصِف تنقُّله في معارج الولاية ، وما يتحدث به الناس عنه ، ويُضاف إليه من كشْفٍ وخوارقَ وكراماتٍ .


وأفاد شلتوت: تُقام تلك الحفلات لأولياء المُدن ، ولكثير من أولياء القرى ، وقد تُقام حفلة الميلاد في السنة الواحدة للولي الواحد مرتينِ فأكثر ، ولهذه الموالد على العموم عُشاق يضعونها في مَصافِّ الشئون الدينية التي يتقرَّبون بها إلى الله عن طريق الولِي ، فيَحفظون تواريخها ، ويُهيئون طول العام لها ، حتى إذا ما حلَّ وقتُها تراهم يَحزمون أمتعتهم ، ويَرتحلون بقَضِّهِم وقَضِيضِهِمْ ، برجالهم ونسائهم ، بشيوخهم وشُبَّانهم ، ويُلقون بأحمالهم ـ كما يقولون ـ على شيَّال الحمول صاحب المولد ، تاركينَ بُيوتهم ومَصالحهم في قُراهم ومزارعهم مدةً تتراوح بين أسبوع وأسبوعين.


وأوضح شلتوت فتوى مشهورة له أن المشايخ الأولياء ـ من جهة تعلُّق الناس بهم ، والعناية بمَوالدهم ـ على قِيَمٍ مختلفة ودرجات متفاوتة ، فمنهم مَن يَعْظُمُ عند الناس جاهُه ، ويمتد في نظرهم سلطانه ، ويتسع صدره لكل لونٍ من ألوان الحياة ، ولكل رغبةٍ مِن رغبات الطوائف ، حتى لقد تَرَى حفلات المُقامرين والمقامرات بجانب حفلات المُدمنين والمدمنات ، وبجانبها حفلات الذاكِرينَ والذاكرات ، والخلِيعين والخليعات ، والراقصين والراقصات ، ويَجُوسُ خلال الجميع المُتسوِّلون والمُتسولات ، والنشَّالون والنشالات ، وكل ذلك يُصنع في الموالد ، وعليه تُقام ، وإليها يُهرع الناس باسم الولاية وتكريم المشايخ .


وأضاف شيخ الأزهر الأسبق قائلا: مهما قال عُشاق الموالد ، والمُتكسبون بها ومُروِّجوها ـ من أن فيها ذِكْرَ الله والمَواعظ وفيه الصدقات ، وإطعام الفقراء ـ فإن بعض ما نراه فيها ويراه كل الناس ـ من ألوان الفُسوق وأنواع المَخازي ، وصور التهتُّك ، والإسراف في المال ـ ما يُحتِّم على رجال الشئون الاجتماعية ، وقادة الإصلاح الخُلقي والديني المبادرة بالعمل على إنْهائها ووضْع حدٍّ لمَخازيها ، وتطهير البلاد مِن وَصْمَتِهَا ، ولقد صارت بحقٍّ ـ لسُكوت العلماء عنها ـ مباءةً عامة تُنتهك فيها الحُرمات ، وتُراق في جوانبها دماء الأعراض ، وتُمسخ فيها وُجوه العبادة ، وتُستباح البِدَعُ والمُنكرات ، ولا يقف فيها أرباب الدِّعارة عند مظهر أو مظهرين من مظاهر الدعارة العامة ، وإنما يُنكرون ويَبتدعون ما شاء لهم الهوَى من صور الدعارة المُقوِّضة للخُلق والفضيلة .


وتابع قائلا: ومِن أشد ما يُؤلم، أن نرى كثيرًا من تلك المناظر الداعرة تُطوِّق في المدن معاهدَ العلم والدين ومساجد العبادة والتقوى، على مَسْمَعٍ ومرأى من رجال الدين أرباب الدعوة والإرشاد.