لزومه لا يأتي إلا بالخير.. كاتب: الحياء خلق محمد وموسى عليهما السلام وبنات الرجل الصالح

  • 43
الفتح - الحياء

قال حسن حسونة الكاتب والداعية الإسلامي، إن الحياء خلق للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: عند البخاري من حديث أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله أشد حياء من العذراء -وهي البكر التي لم تتزوج- في خدرها -أي: في سترها-، وكان يُعرَف الحياء في وجهه، كما أنه خُلُق لموسى عليه السلام؛ فقد كان حييًّا يغتسل وحده.

وأشار الداعية في مقال له نشرته الفتح، أن الحياء كان خُلُق لبنات الرجل الصالح؛ ففي القرآن: "فجاءته إحداهما تمشي على استحياء"، قال عمر رضي الله عنه: "ليست بامرأة سلفع من النساء خراجة ولاجة، ولكن جاءت مستترة وقد وضعت درعها على وجهها استحياءً"، فهي مثال يحتذي ويقتدي به نساء لم تعرف للحياء بابًا؛ تركن ثوب الحياء في الكلام والفعال والثياب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وتابع: "قال أبو حاتم رحمه الله: "الواجب علي العاقل لزوم الحياء؛ لأنه أصل العقل وبذر الخير، وتركه أصل الجهل وبذر الشر، والحياء يدل على العقل، كما أن عدمه دال على الجهل".

وأكد حسونة أن الحياء لا يأتي إلا بالخير كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولما رأى رجلًا يعظ أخاه في الحياء، قال: "دعه فإن الحياء من الإيمان"؛ فيستحيي العبد من ربه تبارك وعز، فيراقبه ولا يجاهر بالمعاصي والأوزار، ويستحيي مَن سمع الله كلامه فلا ينطق إلا بخير، ويستحيي من رؤية الله له فهو يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الملساء في الليلة الظلماء، فيستحيي العبد أن يراه مقيمًا على معصيته، ويستحيي من عبادته لغير الله ودعائه ورجائه وخوفه من غيره عز وجل، ويستحيي من تركه للصلاة وتضيعيه لحقوق الله وحقوق العباد، ويستحيي من اختبائه وتلصصه في الظلام على مواقع الرذيلة والعلاقات المحرمة مع النساء فيستشعر معية الله، "هو الذي يراك حين تقوم"، "ألم يعلم بأن الله يرى".

واستطرد الكاتب: "ويستحيي العبد من الملائكة الموكلة به "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"، "له معقبات من بين يديه ومن خلفه"، ويستحي العبد من الناس؛ لأنه مَن لم يستحي مِن الناس لا يستحيي مِن الله؛ فإنه إذا لم يبالِ المسلم والمسلمة من رؤية الناس له ولم يكترث لذلك؛ أصبح عنده إلف للمعصية، ولا مبالاة، فيموت قلبه، وتضيع مراقبته لله عز وجل".