عاجل

نابلس.. تاريخ طويل من العدوان والضحايا والمقاومة المشرفة

  • 65
الفتح - فلسطين

منذ  مارس الماضي، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي اسم "كاسر الأمواج" على عدوانه على الضفة الغربية وعلى امتداد جدار الفصل العنصري، بزعم الحد من عمليات المقاومة الفلسطينية، ما أدى لمقتل أكثر من 100 فلسطيني في الضفة الغربية، وتركزت حدة تلك الاعتداءات في مدينتي جنين ونابلس شمال الضفة الغربية، اللتين اعتادتا على سماع أصوات الرصاص والانفجارات خلال اقتحامات شبه يومية ينفذها جيش الاحتلال لاعتقال أو اغتيال مقاومين، وأسفرت عن ارتقاء شهداء وجرحى.

وفي محافظة نابلس، ارتقى 26 ضحية منذ بداية العام الجاري حتى يوم أمس، منهم 19 بعد انطلاق عدوان "كاسر الأمواج" في نهاية آذار الماضي، خمسة منهم ارتقوا فجر أمس الثلاثاء، عقب عدوان كان الأطول ضمن سلسلة العمليات التي استهدفت المدينة هذا العام، وشهدت المدينة سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية خلال العام الجاري، بدأها الاحتلال باغتيال قواته الخاصة الضحايا الثلاثة "أدهم مبروكة، محمد الدخيل، وأشرف مبسلط" في 8 فبراير الماضي غرب المدينة.

وفي 24 يوليو أقدمت قوات احتلالية خاصة على اغتيال الشابين محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح في أحد المنازل بحارة الياسمينة بالبلدة القديمة، فيما نجا إبراهيم النابلسي من الاغتيال، وأصيب تسعة آخرون، وفي التاسع من أغسطس الماضي اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشابين ابراهيم النابلسي وإسلام صبوح بعد حصار استمر لعدة ساعات لمنزل يتحصنان بداخله بالبلدة القديمة، فيما قتل الفتى حسين جمال طه وأصيب 69 آخرين جراء المواجهات.

واللافت لاعتداءات الاحتلال في مدينة نابلس وفق وكالة وفا استخدامها اساليب عسكرية مختلفة، أبرزها استخدام الطائرات المسيرة في الاقتحامات في حدث استثنائي لم تعشه المدينة منذ انتفاضة الأقصى قبل عقدين.

ولعل أخطر الأساليب التي لجأ إليها الاحتلال مؤخرا وفق مراقبين، عودته لاغتيال المقاومين بأساليب اعتاد الفلسطينيون عليها خلال انتفاضة الأقصى تتمثل باغتيال المطارين عن بعد بالمركبات المفخخة، كما جرى مع الضحية تامر الكيلاني الذي اغتاله الاحتلال بعدما اقترب من دراجة نارية مفخخة وضعت له بأحد أزقة البلدة القديمة يوم الأحد الماضي.

وتعيد ما تشهده محافظة نابلس منذ بداية العام، تاريخا طويلا من الاقتحامات والاغتيالات التي شهدتها خلال العقدين الماضيين، والتي نسلط في هذا التقرير الذي نشرته وكالة وفا الفلسطينية الرسمية الضوء على بعضها، وفق ما أوردته الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية التي أعدتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية ضمن مشروع مشترك مع المتحف الفلسطيني.

ففي نهاية يوليو 2001، عاشت المدينة أكبر عمليات الاغتيال في الانتفاضة الثانية، طالت جمال سليم وجمال منصور.


اجتياح نابلس: مقاومة شرسة 3-21/4/2002

شهدت تلك الفترة اجتياح قوات الاحتلال لمدينة نابلس، وخاصة البلدة القديمة فيها، واجهت خلالها مقاومة شديدة، وكي يتمكن جيش الاحتلال من النيل من المقاومين هدم المباني لتوسيع الشوارع والأزقة كي تمرّ دباباته، ملحقاً بذلك أضراراً فادحة بالمنطقة الشرقية من السوق التاريخي المسقوف، ودير القديس ديمتريوس للروم الأرثوذوكس، والجامع الكبير، ومصنع كنعان لصابون الزيتون الذي تأسس في القرن التاسع عشر، والحمام العثماني.

ويقدّر عدد المنازل المهدمة كلياً بـ 260 منزلاً، إضافة إلى 1,000 منزلٍ تعرّض لأضرار جسيمة و1,500 منزلٍ تعرّض لأضرار متوسطة أو بسيطة؛ وبلغ عدد الشهداء 75، معظمهم مدنيّون، أما المصابون إصابات بالغة فيبلغ عددهم 160، وانسحب الجيش من نابلس في 21 نيسان/ أبريل.


عدوان "الضغط الخانق" 23/6-19/8/2002

أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي على عدوانه في 23/6 "الضغط الخانق"، والذي استهدف نابلس ومخيمات اللاجئين المحيطة بها (بلاطة بشكل أساسي) وكذلك القرى (بيت فوريك بشكل أساسي).

وبدأ الاحتلال عدوانه باغتيال 6 من أعضاء كتائب شهداء الأقصى، وعضو في حركة الجهاد الإسلامي في الفترة ما بين 23 و27  يونيو، وبعدها نفذ الجيش اجتياحات شبه يومية، حيث قصف المناطق السكنية، واستهدف المقاومين، وأجرى عمليات تفتيش للمنازل، واستمر العدوان حتى 19 أغسطس.


عدوان "المياه الراكدة" من 18/12/2003-1/6/2004

هجوم على نابلس ومخيم بلاطة اسفر عن مقتل 16 فلسطينياً، وجرح 25 على الأقل، واعتقال العشرات، وتقويض 10 منازل .

في أواسط نوفمبر 2003، بدأ شارون يناقش جدياً انسحاباً إسرائيلياً أحادي الجانب من غزة، متعهداً في خطاب سياسي يوم 18/12/2003 أنه إذا لم يوقف الفلسطينيون العنف كلياً في غضون "بضعة شهور"، فإنه سيوقف كل مناقشة لإحياء المفاوضات، ويحدد "خطوط إسرائيل الأمنية" من جانب واحد، وفي اليوم نفسه، شن جيش الاحتلال عدوانا اطلق عليه اسم "المياه الراكدة"، وفرض حظر تجول لـ24 ساعة، وقام بحملات اعتقال، وأطلق النار على المناطق السكنية والمقاومين الفلسطينيين الذين حاولوا صده، وكان العدوان هو الأول في سلسلة تهدف إلى ضرب الفلسطينيين للرضوخ للمطالب الإسرائيلية، وتعزيز السيطرة "الأمنية" على المراكز السكانية الفلسطينية قبل الانسحاب إلى "خطوط أمنية" جديدة .


عملية إسرائيلية كبرى في نابلس 19-21/7/2006

أرسل الاحتلال قواته مع 50 عربة مدرعة إلى نابلس وفرض حصارا على مبنى المحافظة، ومجمّع السلطة الفلسطينية (معظمه تدمّر عام 2002)، وثلاثة مبانٍ لقوات الأمن، والسجن المركزي. وعلى مدى يومين، قصفت قوات الاحتلال المباني وجرفتها، وجرى تبادل إطلاق النار مع مسلحين فلسطينيين، ورماة حجارة، ما أدى لمقتل7 فلسطينيين، وإصابة 67 آخرين بجروح (من بينهم 27 طفلاً). وقبل أن تنسحب، دمّرت بشكل كامل على الأقل 6 مبان أخرى تعود للسلطة الفلسطينية.


عدوان "الشتاء الساخن" 25/2/2007-7/3/2007

أطلقت حكومة الاحتلال أوسع هجوم لها (عملية الشتاء الساخن) على الضفة الغربية منذ يوليو 2006، وفي الفترة ما بين 25  فبراير  و1 مارس 2007، أغلق الاحتلال نابلس، وفرض حظر التجول على مدار الساعة، وجرّف وألحق الضرر بحوالي 250 بيتاً ومحلاً تجارياً من أجل توسيع الشوارع لتسهيل دخوله إلى البلدة القديمة، ونفذ قوات الاحتلال عمليات تفتيش من بيت إلى بيت واعتقلت عشرات المواطنين، واحتلت المراكز الإعلامية ومنعت الوصول إلى المستشفيات، وقتل مواطنان على الأقل، وُجرح ما لا يقلّ عن 14 آخرين.


نابلس تظل نقطة ساخنة 15 كانون الأول 2007 - 5 كانون الثاني 2008

شنّت إسرائيل حملة اعتقالات واسعة النطاق في نابلس، واعتقلت 25 مواطنا، بينهم أحد أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، واثنان من أعضاء مجلس بلدية نابلس، وعميد جامعة النجاح الوطنية مع اثنين من أساتذتها، وفي 3-5  يناير 2008، بدأت عدوانا واسعا لمدة ثلاثة أيام في المدينة ومخيم عين بيت الماء للاجئين المجاور، وفرضت حظر التجول على مدار الساعة، وأرست ما لا يقل عن 70 عربة مدرعة وجرافة، واحتلت المنازل لاتخاذها مراكز للمراقبة، واشتعلت المواجهات، التي اسفرت عن مقتل مواطن وإصابة 38، بينهم 19 طفلا، واعتقال 50 على الأقل، وتدمّر 123 منزلاً ومؤسسة.