• الرئيسية
  • الأخبار
  • الوسطية في علاقة الحاكم بالمحكوم.. "داعية" يوضح ضوابط التعامل مع الأنظمة والحكام دون إفراط أو تفريط

الوسطية في علاقة الحاكم بالمحكوم.. "داعية" يوضح ضوابط التعامل مع الأنظمة والحكام دون إفراط أو تفريط

  • 82
الفتح - أرشيفية

قال شريف طه الداعية الإسلامي، إن مِن أهم المسائل التي يحتاجها شباب الصحوة الإسلامية، ضوابط التعامل مع الأنظمة والحكام دون إفراط أو تفريط، وطالما كانت هذه القضية مثار غلط واضطراب، نشأ عنه انحراف وتقصير، أو فتن وويلات اكتوى بها المسلمون.

وأوضح طه في منشور له عبر "فيس بوك" أن الغلو في طاعة الحكام عرف قديمًا كما يحكي ابن تيمية -رحمه الله- قائلًا: "وأيضًا: فكثير من أتباع بني أمية -أو أكثرهم- كانوا يعتقدون أن الإمام لا حساب عليه ولا عذاب، وأن الله لا يؤاخذهم على ما يطيعون فيه الإمام، بل تجب عليهم طاعة الإمام في كل شيء، والله أمرهم بذلك، وكلامهم في ذلك معروف كثير.

ووتابع طه: قد أراد يزيد بن عبد الملك أن يسير بسيرة عمر بن عبد العزيز، فجاء إليه جماعة من شيوخهم، فحلفوا له بالله الذي لا إله إلا هو، أنه إذا ولى الله على الناس إمامًا تقبل الله منه الحسنات وتجاوز عنه السيئات؛ ولهذا تجد في كلام كثير من كبارهم الأمر بطاعة ولي الأمر مطلقًا، وأن مَن أطاعه فقد أطاع الله. ولهذا كان يضرب بهم المثل، يقال : طاعة شامية" (منهاج السنة).

وأضاف طه قائلا: وهذا المسلك وإن لم يعرف له منظر الآن؛ إلا أن المسلك العملي لبعض الناس يوحي بذلك، فتراه لا يفرق في حكمه على الأمور، بين الحكمة والنظر في المآلات، وإباحة الفساد والظلم، أو تحسينه وتبريره، فترى أحدهم يبرر الربا والزنا والدعارة والظلم والسجن للأبرياء ونحوها بحجة أن الحكام أعلم بالمصلحة (بالمناسبة هذا ليس خاصًّا بأتباع المدخلي أو رسلان ونحوهما، بل يشاركهم في ذلك الأردغانيون، الذين يرفعون شعار: أردوغان أعلم بمصلحتنا، ويبررون له ما يكفرون به الحكام الآخرين).

ولفت الداعية الإسلامي إلى أنه في المقابل: يمثل النهج الثوري والتيار الرفضي قطاعًا واسعًا بين جمهور الإسلاميين، ومن صور التهور والغلو في هذا التيار:

- اعتماد الخطاب التثويري والتعبوي على طول الخط، وتعظيم الفجوة بين الحكام والدعاة إلى الله، وعدم التبصر في عواقب ومآلات الأمور، وغير ذلك من الأخطاء القاتلة التي تقع فيها بعض الحركات الإسلامية بصدامها مع الحكومات المختلفة.

- النصيحة الأكيدة للخروج من هذه الثنائيات غير المنضبطة هي الاهتمام بتعلم الضوابط الشرعية في هذا الباب، أعني باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعظيم فقه الموازنات بين المصالح والمفاسد، وتغليب الخطاب المتعقل الموضوعي على الخطاب المتشنج الثوري، وتقديم العقلاء من أهل العلم والدعوة والخبرة لقيادة الحركات الإسلامية.