• الرئيسية
  • الأخبار
  • "داعية": من الخذلان وقلة الفقه أن يترك المرء الشيء الثابت الذي حثت الشريعة على لزومه

"داعية": من الخذلان وقلة الفقه أن يترك المرء الشيء الثابت الذي حثت الشريعة على لزومه

  • 27
الفتح - شريف طه

قال شريف طه، الداعية الإسلامي، إن من الخذلان وقلة الفقه أن يترك المرء الشيء الثابت الذي حثت الشريعة على لزومه، ويتمسك بما جوزته الشريعة كاستثناء نادر عند الحاجة إلى ذلك، مؤكدا أن هذا التوسع في الرخص من علامات قلة الديانة وعدم تعظيم الشرع، إضافة لعدم الفقه. 

وأضاف طه في منشور له عبر "فيس بوك" قائلا: ومن أمثلته المنتشرة: تشريع الفحش والبذاء احتجاجا ببعض ما ورد في ذلك مثل حديث (أعضوه بهن أبيه) وقول أبي بكر لعروة (امصص بظر اللات).

وأكد الداعية الإسلامي أن هذا كان كلمة نادرة في موقف عصيب اقتضى الزجر الشديد لعروة الذي كان مستعليا متهكما على النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته؛ فكيف تجعل الكلمة النادرة منهج حياة؟! ويترك هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ترك الفحش والبذاء حتى مع ألد أعدائه من الكفار؟! ألم ينه النبي صلى الله عليه وسلم عائشة عن ردها على اليهود بشدة وقال لها : (إن الله لا يحب الفحش)؟ والنصوص في تحريم البذاء والفحش معلومة مشهورة، فكيف يجعل النادر العارض غالبا، حتى صار السب والشتم بقبيح الألفاظ منهجا لدى البعض؟!

وتابع طه قائلا: مع العلم أن حديث (أعضوه بهن أبيه) ليس متفقا على صحته، بل هناك من ضعفه، وعلى القول بثبوته، فإن بعض الشراح ذكر أن معناه ذكروه بسوءات أبيه وأفعاله القبيحة ليترك الافتخار الجاهلي، فلم يجعل الهن بمعنى الفرج، ومنهم كابن القيم، من جعل معناه الزموه هن أبيه، أي ذكروه بأصله الذي خرج منه؛ لكي لا ينسى نفسه وأصله ويترك افتخاره الجاهلي.

وواصل قائلا: وأيضا فإن ذلك جعل عقوبة شرعية لمن يرتكب ذنبا معينا (وهو الافتخار بالجاهلية) اذا غلب على الظن زجر صاحبه بذلك، وأما أن يستخدم دون وجود هذا الذنب، أو في الصراعات السياسية، أو إذا غلب على الظن عدم حصول ارتداع بمثل ذلك، بل قد يزيد المذنب من ذنبه بسبب ذلك؛ فإنه لا يشك في حرمة ذلك عاقل.

ونوه قائلا: فمثلا لما قال أبو بكر رضي الله عنه لعروه هذه الكلمة أسكتته وأفحمته وأشعرته أن من حول الرسول لا يقصرون في الدفاع عنه طرفة عين، فتحققت مصلحة عظيمة من وراء ذلك. فأين هذا مما يفعله مشرعو السفالة والبذاء الآن؟ حتى صرنا نرى نساء يرددن هذه الألفاظ وينسبن ذلك للشرع ولا حول ولا قوة الا بالله.